|
حدث وتعليق ويستنكرون رفضهم التنازل عن حقوقهم وأي شبر من أرضهم، والتخلي عن أحلامهم وطموحاتهم، وإصرارهم على المقاومة من أجل استعادة ما اغتصب منهم، وهو الحق المشروع الذي يناضلون من أجله. فعلى خطا من سبقوهم إلى «باب الشمس»، سار اصحاب «قرية الكرامة»، وبات مؤكداً كما تشير الوقائع على الأرض أن باب الشمس قد فُتح ولن يكون في وسع الاحتلال بكل غطرسته وجبروته أن يغلق هذا الباب الذي سيقود حتماً إلى فلسطين كما حلم بها أهلها. وما إقدام قوات الاحتلال الاسرائيلي على اقتحام قرية الكرامة المقامة فوق أراضي بيت اكسا المهددة بالمصادرة، إلا دليل على العنجهية وصلف الاحتلال الذي يحاول بشتى الوسائل أن يطمس أي مَعلَم من معالم العودة، وهو بفعله هذا لن يثني الشعب الفلسطيني عن نضاله ولن يحبط نهج المقاومة لهذا الشعب، وإن ظاهرة إقامة القرى هو استمرار واستكمال لقرية باب الشمس وهو ابتكار وتطور نوعي في المقاومة الشعبية التي أخذت بالاتساع، وباتت تقلق الاحتلال. إن انشغال العالم اليوم بالقضايا والمشاكل المستجدة التي أسهمت بشكل فاعل في إهمال القضية الفلسطينية وحقوق ذلك الشعب المضطهد ساعد الحكام الصهاينة بالمضي بمشاريعهم التوسعية في فلسطين، حيث يستفيدون من الوقت لتنفيذ مخططاتهم في الأراضي المحتلة، وإسرائيل بدهائها وإسهامها المباشر في إثارة الفتن والنزاعات على الصعيدين العربي والعالمي حيث لا تزال تتلقى نفس الدعم المعنوي من بعض الدول العربية التي غيّبت القضية الفلسطينية، وجعلت منها بنداً أخيراً على جداول أعمالها، فكان لذلك الأثر البالغ بتنحية القضية الفلسطينية التي أصبحت من القضايا الثانوية لبعض المشيخات والممالك الساعية لإبعاد شبح التغيير الذي قد يطالهم. إنه العمى الغربي والصلف الأميركي الذي يرى التطرف الصهيوني ويسكت عنه، ويدرك الحق الفلسطيني ويتغاضى ولا يفعل شيئاً لإعادته لأصحابه الشرعيين، إنها معايير باطلة وموازين ضالة، وإنهم أصحاب مبادئ زائفة وشعاراتٍ كاذبة. |
|