تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مارغيلوف و بوشـــكوف: التدخــــل العســـكري فـــي ســــورية مســـتبعد.. الخلافات لا تزال قائمة بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص الأزمة في سورية

موسكو
سانا
الصفحة الاولى
الثلاثاء 22-1-2013
اكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف أن موقف الولايات المتحدة الامريكية من الازمة في سورية يعد احد العوامل المنغصة للعلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن بعدما وضع الرئيس الامريكي باراك أوباما نفسه

في طريق اللاعودة بمطالبته برحيل القيادة السورية ما جعله اما أن يدعم المعارضة المسلحة أو أن يلجأ إلى التدخل العسكري المباشر.‏

ورأى بوشكوف في مقابلة نشرت على موقع ام كا الالكتروني أن الاحتمال الثاني لم يعد يؤخذ في الحسبان لانه بعد ارسال الفرنسيين قواتهم الجوية إلى مالي من غير المحتمل أن يقوموا بعمليات في سورية كما أن الالمان غير مستعدين لمثل هذا التدخل بينما البريطانيون غير متحمسين لذلك أيضا وفي مثل هذه الاوضاع من غير المتوقع أن يقوم اوباما بتوسيع رقعة العمليات الحربية أيضا في سورية ما يعني أن فترة النزاع المسلح هناك ستمتد مطولا وهذا سينعكس على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية.‏

واستبعد بوشكوف أن يغير مجيء جون كيري وتشاك هيغل إلى الادارة الامريكية الجديدة في منصبي وزير الخارجية والدفاع شيئا على الساحة السياسية فيما يتعلق بالشأن السوري اذ ان الولايات المتحدة أخذت موقفا متطرفا جدا لا يؤهلها للابتعاد عنه ولكن لا بد من حصول مناورات ولا أتصور كيف يمكن لكيري وهيغل تغيير هذا الواقع رغم انه من وجهة نظر العلاقات بين موسكو وواشنطن يعد مجيئهما عاملا ايجابيا.‏

وتوقع بوشكوف أن يحمل أوباما بعد أن أدى اليمين الدستورية وتسلم زمام ولايته الرئاسية الثانية مساعده للامن القومي توم دوبيلون رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بينما تتأهب موسكو إلى المزيد من القلق في هذه الرسالة بدلا من الاطمئنان.‏

واعتبر بوشكوف أنه مهما احتوت رسالة أوباما هذه من اقتراحات مثل توقيع اتفاقات جديدة في مجال الرقابة على الاسلحة أو وعود بعدم اعاقة روسيا بتوطيد مواقعها في الدول المجاورة لها أو التي لها فيها مصالح معينة ستستمر الولايات المتحدة اليوم وفي المستقبل بمحاولات املاء ارادتها على روسيا أكثر من أن تبحث عن تنازلات معها.‏

وقال بوشكوف:ان موسكو تشعر بالقلق أكثر مما تشعر بالاطمئنان من الرسالة الامريكية المنتظرة وذلك لاسباب يأتي في مقدمتها قانون مغنيتسكي الذي أدخل العلاقات الروسية الامريكية في أزمة حقيقية بالاضافة إلى قوى المعارضة الروسية الليبرالية التي تزيد الطين بلة اذ توسع بأفعالها من قائمة مغنيتسكي في حين تعتبر موسكو أن الهدف من القانون هو عدم اعطاء الفرصة لاوباما ليقوم بدوره في اعادة التحميل في العلاقات الروسية الامريكية ليصبح هذا القانون حبل مشنقة ملتفا حول عنق ادارة الرئيس الامريكي يشده خصومه الجمهوريون كلما حاول الخروج عن طاعتهم .‏

وأضاف بوشكوف ان السبب الثاني لقلق موسكو يأتي من الوعود التي قطعها على نفسه الرئيس أوباما في لقائه مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في سيئول في صيف العام الماضي حول أنظمة الدفاع الصاروخي أو ما يعرف بمنظومات الدرع الصاروخية في أوروبا وهي الوعود التي تبدو صعبة التحقيق نظرا لمحدودية امكانيات أوباما في هذا المجال اذ ان الكونغرس الامريكي يعيش حالة من الهستيريا حول منظومات الدرع الصاروخية في أوروبا.‏

وعلى صعيد اخر وحول الملف النووي الايراني قال بوشكوف:لدينا أهداف مشتركة مثل عدم السماح بحصول الايرانيين على السلاح النووي ولكن طرق التوصل إلى هذا الهدف مختلفة اذ اننا نستبعد كليا الطرق الحربية بينما الامريكيون لا يستبعدون ذلك مضيفا ان الامر كذلك حول جورجيا التي لا تزال امكانية ضمها إلى حلف الناتو موجودة على الرغم من أن ادارة أوباما لن تتسرع في اتخاذ هذا القرار.‏

وأوضح بوشكوف أنه لهذا السبب لن يتمكن أوباما الا أن يطرح قاعدة عامة في رسالته من أجل رفع حالة التوتر الحاصلة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وستسعى واشنطن مجددا نحو الهيمنة في العالم المعاصر وهذا ما لا ترغب به روسيا باستمرار.‏

وتوقع بوشكوف أن تؤدي الازمة العالمية إلى تدهور الزعامة الامريكية للعالم حيث لم يبق الا سنوات قليلة لتتحول زعامة العالم إلى الصين كما أن الدولار سينهار قريبا.‏

من جهته أعلن ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن الخلافات لا تزال قائمة بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص الازمة في سورية.‏

واكد مارغيلوف في تصريح له أمس ان روسيا مصرة على المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة دون تدخل خارجي بينما تصر الولايات المتحدة والغرب على تغيير القيادة السورية دون قيد أو شرط على الرغم من انهم لا يتكلمون بعد عن تدخل مسلح.‏

وقال مارغيلوف انه ما من شك في ان انهيار الدولة في سورية سيؤدي إلى تقويض الاستقرار ليس في سورية فحسب بل في منطقة تمتد من المغرب حتى ايران وحتى حدود روسيا والصين مؤكدا ان هذا هو الاساس الاهم للموقف الذي تتخذه روسيا والصين ازاء سورية علما ان القضية لا تنحصر في زيادة التعاون العسكري بصورة فعالة بين روسيا وسورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية