تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القمة الاقتصادية العربية تتحوّل إلى تجمع استعراضي بخطابات شكلية غاب التكامل والتنمية عنها لمصلحة رسائل التدخل من أعداء سورية

الرياض
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 22-1-2013
انعقدت القمة الاقتصادية العربية بنسختها الثالثة في الرياض وهدفها البحث عن تكامل اقتصادي عربي منشود وتعاون مفقود وتنمية غائبة وانتهت إلى المصير الذي وصلت اليه سابقتها كتجمع بروتوكولي استعراضي لا يغني

ولا يسمن من جوع ولا يحقق تكاملا ولا يستولد تنمية فيما استغلها بعض المزايدين من أعداء سورية لتكرار مواقفهم وتمرير رسائلهم السياسية التدخلية في الشأن السوري رغم أن المفروض بها أن تكون مقتصرة على الشأن الاقتصادي فقط.‏

وجاءت كلمات المشاركين في قمة الرياض الاقتصادية على شكل خطابات انشائية خالية من أي مضمون ونسخة مكررة عن كل ما سبقها من قمم لم يكن لها أي أثر لتؤكد مرة أخرى أنها منظومة عاجزة وغير قادرة على مواجهة التحديات التي تحدق بالدول العربية ومستقبلها في ظل تواضع أرقام حجم التجارة العربية البينية وانخفاض حجم الاستثمارات المحلية وتراجع مؤشرات التنمية البشرية والنمو الاقتصادي.‏

وتشير الدراسات والابحاث والارقام إلى تزايد حجم التحديات الاقتصادية أمام الدول العربية وعجزها عن مواكبة الحراك الاقتصادي العالمي ودخول العالم عصر التكتلات الاقتصادية والاسواق المشتركة في الوقت الذي تتجه فيه الدول العربية الغنية بمواردها المالية إلى انجاز تنمية عمرانية وتجارية شكلية بديلا من تنمية الانسان وتطوير القطاعات الزراعية والصناعية والبحثية والعلمية.‏

وفاضت قاعة القمة بسيل من مشاريع القرارات والتوصيات والبرامج والخطط والوعود لاقامة منطقة حرة للتجارة العربية واستثمار رؤوس الاموال في الدول العربية وتسريع وتيرة التنمية ودفع عجلة النمو وانشاء الصناديق المالية وزيادة رأسمالها لتتحول في نهاية المطاف إلى حبر على ورق أمام منع الاموال من الوصول اليها بسبب انشغال مالكيها في محميات النفط بتمويل الارهاب والفوضى والفتن والنزاعات في العالم العربي أو تحويلها إلى بنوك الغرب ومصارفه حيث يدير بها من هناك عمليات غزو الشعوب وتدمير الانظمة والدول.‏

ويمكن القول ان القمة نجحت فقط في اظهار العجز الشامل لمؤسسة الجامعة العربية بعدما سطت الدول النفطية عليها وحولتها إلى أداة لاستدراج التدخل الخارجي فيما يخدم مصالحها وليس مصالح بلدان عربية أخرى تغرق في الفقر وتعاني من انعدام التنمية.‏

وتباكى بعض المجتمعين على المعاناة الاقتصادية للشعب السوري جراء الارهاب المدعوم خارجيا الذي يتعرض له منذ أشهر متجاهلين أن السبب الرئيسي لها هو عقوبات الغرب الاقتصادية الاحادية على الشعب السوري ومشاركتهم اللا أخلاقية فيها.‏

ونعى أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي مهمة المبعوث الدولي إلى سورية الاخضر الابراهيمي بعد فشله في فرض مرحلة انتقالية على مقاس رغبات وشروط مشغلي العربي تحت لافتة الحل السياسي وكرر أسطوانته المشروخة بضرورة مطالبة مجلس الامن بالاجتماع فورا واصدار قرار ضد سورية تحت الفصل السابع.‏

واستنسخ العربي دعوة مشغليه في البلاط الاميري القطري بارسال قوات دولية إلى سورية قد تحقق ما عجزت عن تحقيقه عصابات المرتزقة المستجلبين إلى سورية من أكثر من ثلاثين دولة.‏

وتجاهل العربي الذي استطرد في تبيان تفاقم المأساة الانسانية في سورية وتردي أوضاع مواطنيها الاقتصادية انضمام جامعته إلى محاصري الشعب السوري الذين يفرضون العقوبات على كل المواد الاساسية والاحتياجات الانسانية التي يحتاجها وفي مقدمتها الغذاء والدواء والطاقة.‏

وعلى قاعدة يجوز في سورية ما لا يجوز في غيرها دعا الرئيس المصري محمد مرسي إلى الوقوف في وجه من يحاول أن يعتدي على استقلال أو ارادة أو أمن أي قطر من الاقطار العربية داعيا إلى الوقوف مع الجزائر في مواجهة الارهابيين الذين احتلوا منشأة للغاز واختطفوا رهائن فيها.‏

وحظي الارهابيون الذين يقتلون الشعب السوري ويعتدون على السيادة السورية باستثناء من مرسي ليكون بمثابة دعم ومباركة لاعمالهم في تدمير الاقتصاد السوري وسرقة مؤسساته ومعامله ونقلها إلى تركيا باشراف حكومة العدالة والتنمية فيها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية