|
فضائيات إلا أن الديكور لم يكن الشيء الوحيد الذي أعد على عجل, فكل ما في الحلقة خرج للناس دون أن يمنح الفرصة الكافية للتجريب, بما فيهم النجم الشاب, الذي أدى دور المقدم لأول مرة, فيما يشبه بروفة جنرال, تعرف فيها على الديكور والكاميرات بينما كان البرنامج يبث على الهواء مباشرة عبر شاشتي الأرضية والفضائية ( كان من المقرر عرضه على القناة الاولى فقط إلا انه في اللحظات الاخيرة أدرج في العرض على الفضائية, ربما لعدم جاهزية برامجها)...لتنتهي الحلقة دون أن يبدو فيها ما يقنع, سوى تلك الصورة البصرية الجديدة لديكور(مودرن) لم نعهده كثيراً في التلفزيون السوري. ربما كان فريق البرنامج, بما فيهم المقدم الشاب, الأكثر امتعاضاً من الطريقة الذي ظهروا بها في اليوم الأول..كان ثمة إعداد طويل للبرنامج, يتم في مكاتب القناة الأولى في التلفزيون, ومخططات عمل ورؤية فنية وفكرية لبرنامج يفترض أن يبث على مدار ساعة تلفزيونية كاملة, كما علمت (الثورة) في حينه ونشرت, إلا أن ثمة ما أربك كل هذه المخططات, بدءاً من التأخير في تنفيذ عمليات الديكور لأسباب قيل إنها مالية تتعلق بالمعلنين والرعاية للبرنامج. ومع تجاوز مشكلة الديكور وبدء ورشاته بالعمل, قفزت إلى الاجتماعات التحضيرية للدورة البرامجية الرمضانية مشاكل تتعلق بضيق الوقت نتيجة قرار اتخذ بعدم تأخير الساعة, ولأن البرنامج لا يصلح عرضه إلا بعد آذان المغرب, وجد فريق البرنامج نفسه أمام عقبة تلزمه بالتخلي عن قرابة نصف مدته المفترضة, الأمر الذي يفرض بالضرورة إعادة النظر بإعداد البرنامج, ومن هنا بدأت حكاية العثرات والأخطاء, ولما تنتهي. الكلام على هذا النحو لا يعني أن المشكلة في الشق الإداري وحده, فقد ظهرت عيوب في الإعداد لا تنتهي حتى الساعة وسذاجة في اللوحات الدرامية الخاصة بالمسابقة والأسئلة المتعلقة بها, فضلاً عن أخطاء ,لم تنته أيضاً,على الهواء مباشرة بدت مثار كثير من التساؤلات, ربما أكثرها إثارة تلك التي تتعلق بأداء النجم قصي خولي ولاسيما في الأيام الأولى.
المخرجة سهير سرميني-مديرة القناة الأولى والمشرفة على برنامج (مسيناكم) ومخرجته في الأيام العشرة الأوائل, أجابت في حوارها مع (الثورة) عن كثير من التساؤلات التي أثيرت حول البرنامج.. موضحة بداية أنه (كان من المقرر أن تكون مدة العمل ساعة تلفزيونية إلا أن الإبقاء على التوقيت الصيفي جعل مدة البرنامج بحدود 35 دقيقة وخصوصا في الحلقات الأولى الأمر الذي اضطرنا للاستغناء عن كثير من فقرات البرنامج مما سبب شيئاً من التفكك في أفكار البرنامج, فاستغنينا عن ريبوتاجات كانت معدة مع الفنانين بشكل طريف وخفيف يتناسب ووظيفة البرنامج في هذا الوقت, كما تم إخراج فقرة مسابقة (مدن أولى) ليقتصر الإعلان على أسماء الفائزين فيها فقط في البرنامج. ضيق الوقت أيضاً أثر على ظهور قصي فلم يستثمر وجوده في البرنامج بصورة تفاعلية مع المشاهدين, فقد كان يفترض أن يدير حواراً مع الناس, وأن يتوسع في حوارات مع ضيوفه من الفنانين... ومع تتالي الأيام جاءت الإعلانات وبنسبة كبيرة, وبالإضافة إلى قرار التلفزيون بتبني عرض الأعمال الدرامية السورية ليساهما في تقليل المدة الزمنية للبرنامج). ولفتت المخرجة سرميني, في معرض ردها عن سذاجة ما طرح في مسابقة البرنامج إلى أن (البرنامج منوع خفيف, ولا ننسى إننا نتواصل مع سويات مختلفة من المشاهدين, الأمر الذي يتطلب البساطة فيما يطرح, ولا يحتمل التعقيد, بالعموم أسئلة المسابقة ليس كلها سهل, فقد كان يوجد أسئلة صعبة, ثم أين العيب بوجود أسئلة سهلة, خاصة أن برنامجنا خفيف ومنوع). وعن الحضور المرتبك لقصي خولي, كمقدم, في البرنامج, قالت المخرجة سرميني: ( قصي فنان جيد, ولكنه كممثل يتعامل مع كاميرا واحدة, وفي الاستديو كان عليه أن يتعامل مع ست كاميرات , وهو أمر جديد بالنسبة له...ربما تلبك في الأيام الأولى, ولكن حضوره سرعان ما استقر بعد أن اعتاد على جو الاستديو وعلى حركة الكاميرات والتواصل مع الناس). مؤكدة إننا (اخترنا قصي ليكون أكثر من مذيع). وفي معرض ردها عن سؤال فيما إذا كان يكفي أن يكون قصي نجماً درامياً ليكون مقدماً جيداً..?, قال المخرجة سرميني: (بالتأكيد هو غير كاف, ولكن علينا ألا نتجاهل ما لقصي من رصيد محبة وشعبية كبيرة عند الجمهور , واعتقد أن هذا الرصيد كفيلاً بأن يعوض ما ينقص قصي كمقدم تلفزيوني..). وحول ما أثير من ظهور للكاميرا المحمولة, وحركة المصور في الحلقة الأولى, أكدت المخرجة سرميني أن (هذا الأمر طبيعي وخاصة في برامج المنوعات, إذ لا يوجد مشكلة بظهور الكاميرا المحمولة, وهو أمر متبع في كثير في الفضائيات...وقد ظهرتا الكاميرا المحمولة طيلة الأيام العشرة التي قمت بإخراجها, وفي أحدى المرات كان قصي يتكلم مع المصور على الهواء مباشرة) وتحدثت المخرجة سرميني عن الخطأ الذي حصل عند دخول الفنان فايز قزق, لافتة إلى أنه (خطأ قد يحدث في كل تلفزيونات العالم في البرامج التي تبث على الهواء مباشرة, ما دام الأمر متعلق بكبسة زر أو خطأ بشري لا يحتاج إلا لثوان قليلة ليظهر..). |
|