|
الغارديان الملصقات على الحائط تشهد على سنوات الحملات والملفات محشوة بالكثير من آلاف الرسائل وقرارات المحكمة والنشرات الصادرة كتحد للعلمانية في إسرائيل. وخلال السنوات الماضية قام السيد (كراوسز) البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاما والمتزوج والأب لعشرة أطفال بحملة ضد مجموعة مثليي الجنس في القدس وحفر الطرقات قرب المقابر اليهودية القديمة وضد المحال التجاية والمطاعم ودو ر السينما وحتى خطوط الطيران التي تعمل يوم السبت وضد الحافلات التي لا تتبع العزل بين الذكور والإناث. ويقول (كراوسز) :( القدس تغدو أقل التزاما دينيا على المستوى اليومي . إننا حقا نحارب لأجل الحقيقة ويبدو أحيانا أنهم يحاولون استئصال عقيدتنا). مجموعة الأرثوذكس المتطرفين في إسرائيل أقلية متنامية تمثل حوالي ثلاثة عشر بالمئة من تعداد السكان العام,لكنها قوية بشكل خاص في القدس ونفوذها يتزايد عبر البلد. وجزء من هذا يعود إلى النظام الانتخابي الذي يخلق تحالفات حكومية تمكن الأحزاب السياسية الأصغر من لعب دور مؤثر. وفي مكان آخر تمكن سياسيون متدينون من الحصول على مواقع رئيسية مثل عمدة القدس (يوري لوبوليانسكي) أول أرثوذكسي متطرف في هذا المنصب. المجموعة ذات صوت وقادرة بسرعة على جلب أعداد كبيرة من الشباب إلى الشارع وقد احتجت ضد مسيرة المثليين في القدس هذه السنة وأعمال الشغب الماضية التي خلفت العديد من ضباط الشرطة الجرحى. (نيتوري كارتا) واحدة من عدة مجموعات أرثوذكسية متطرفة وربما هي أكثرها تطرفا لمعارضتها وجود دولة إسرائيل إذ تؤمن المجموعة بأن اليهودية تختلف عن الصهيونية وأن على اليهود ألا يقيموا دولة على الأرض حتى عودة المسيح. إنها تؤمن بأنه من الإثم بناء دولة يهودية في إسرائيل قبل ذاك الموعد. مقر المجموعة هو منطقة (مياشيريم) حيث يوجد مكتب ومنزل »كراوسز) وعلى الجدران في تلك المنطقة ملصقات الكثير منها بالانكليزية وتقول:» الصهيونيون ليسوا يهودا هم فقط عنصريون) أو (نصلي للرب لأجل نهاية فورية للصهيونية واحتلالها). عائلة (كراوسز) أتت من هنغاريا ولكنها انتقلت إلى لندن حيث لا يزال معظم أفراد العائلة يعيشون . وانتقل والده إلى القدس حيث ولد ابنه وقد درس الصبي في مدرسة دينية ولم يغادر المدينة إلا مرات قليلة وغالبا للاحتجاج ولم يسافر خارج إسرائيل إطلاقا. وكاحتجاج على وجود إسرائيل يرفض حمل جواز سفر إسرائيلي أو بطاقة هوية ولا يشتري الخبز المدعوم حكوميا. وفي منزله وهو يرتدي بدلة سوداء مع قبعة عريضة الحواف كان يتحدث الييدية (لهجة من لهجات اللغة الألمانية تكثر فيها الكلمات العبرية والسلافية) لا العبرية التي يدخرها لمناسبات دينية ويقول:( القصد هو عدم الاستفادة من ا لدولة وعدم الحصول على تأمين أو رفاهية اجتماعية أو أعمال أو تعليم من الدولة,فنحن لا يهمنا من يحكم هنا المهم هو ما سيحدث بعد خلاص المسيح). ومع ذلك فإن معظم التصادم بين العلمانية واليهودية المتدينة ليس بالأمر الجديد في إسرائيل, ففي السنوات التي تلت عام 1948 حين قامت إسرائيل لم يوضع الدستور, جزء من ذلك كان بسبب صعوبة التوافق بين الدين والدولة وخلال الشهر الماضي كان العنوانان الرئيسيان اللذان ناقشتهما المجموعة هما مسيرة المثليين والنقاش الرئيسي حول إعفاء الشبان من المجموعات الأرثوذكسية من الخدمة الإلزامية .بعض الأكاديميين يرون أن المجموعة لا تزداد تأثيرا ولكنها ببساطة فاعلة دوما. ( ايرا شاركانسكي) بروفيسور فخري في العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس يرى أنه من الشائع الحديث عن تصاعد الصراع الديني العلماني واعتباره الأكثر جدية في المجتمع ولكنه بدوره يعتبر أن هناك الكثير من المبالغة . ببساطة تعمل المجموعة على جذب مشاركات المانحين في الخارج وهم ينجحون بذلك في وضع أنفسهم على الأجندة. |
|