|
حدث وتعليق مرة أخرى.. للتذكير سيكون الوقت قد فات عندما يعلن الجميع ان سورية كانت على حق عندما حذرت من التقسيم فقد كشف مجلسا النواب والشيوخ كل شيء... وما كان مجرد مخاوف اصبح حديثا صريحاً بل ووقحاً. فماكان يجري الحديث عنه ويتم تداوله على انه معلومات او تكهنات او ما إليه لجهة مخططات تقسيم العراق, بات اليوم حقيقة بعد اقرار مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين خطة تقسيم العراق الى ثلاثة اقسام على اساس اثني وطائفي, وهو الامر الذي يفضح مرة واحدة اهداف الولايات المتحدة ويؤكد من جديد صوابية موقف سورية وسلامة رؤيتها بان وراء احتلال العراق ماوراءه من اهداف بعيدة المدى تستهدف المنطقة وليس العراق فحسب , ومن ان ذرائع الحرب التي سيقت في اطار حملات التضليل وقرع الطبول والتسعير ماهي الا اكاذيب لاعلاقة لها بالواقع المثار. ولن ينفع بيان البيت الابيض الذي نفى فيه وجود مثل هذه المخططات في تبديد المخاوف او التقليل من اهمية الخطوة التي اتخذها الكونغرس , كما انه لن ينفع قول البيت الابيض ان ذلك يمثل رأياً ووجهة نظر غير ملزمة للادارة الاميركية, ذلك انه من المعروف ان جزءا من السياسات الاميركية يصاغ في الكونغرس. صحيح ان خطوة الكونغرس باتجاه تقسيم العراق لا تساوي شيئا ولا قيمة لها على ارض الواقع وتعد خروجا صارخا على القانون الدولي, الا انها خطوة تنطوي على قدر كبير من الاهمية لجهة انها تكشف زيف الادعاءات الاميركية الديمقراطية والجمهورية معا, وهي خطوة لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تبررها اية حجج كالتي ساقها مبتدعها السيناتور جوزيف بايدن من أن التقسيم يعد المفتاح الاساسي للانسحاب من العراق قبل الوصول الى الفوضى هناك . واذا كانت الادارة الاميركية الحالية قد ارتكبت العديد من الممارسات المتغطرسة والاخطاء الاستراتيجية التي تؤكد للعالم انها ادارة التطرف والحروب بلا منازع , فإن المجتمع الدولي لم يكن بحاجة لرؤية المزيد مما يؤشر الى الكذب والتضليل والغطرسة والتطرف ليدرك كارثية هذه السياسة وخطورة مجموعة المحافظين الجدد على امن واستقرار العالم . مخطط تقسيم العراق الذي ظهر الى العلن في الكونغرس بعد فشله المتكرر باقرار قانون يلزم ادارة بوش بجدولة الانسحاب ماهو الا توطئة لظهور مخططات التقسيم الاخرى التي تستهدف المنطقة في مصر والسعودية والاردن وفلسطين ولبنان, واذا ما قدر لبوش ان يستمر في غطرسته فإنه سيثبت للعالم ذلك وسيظهر الى العلن هذه المخططات خلال الاشهر المتبقية من ولايته . وهنا ينبغي ان نتذكر جميعا انه في الوقت الذي كانت تحذر سورية من ان الحرب واحتلال العراق لن يكون الا مقدمة لاغراق المنطقة بالفوضى وعدم الاستقرار , وستكون له نتائج وتداعيات خطيرة في هذا الوقت وللاسف كان هناك بعض العرب ممن تولى مهمة التحريض والترويج لافكار بوش التقسيمية تحت مسميات مختلفة كنشوء هلال هنا ومحور هناك .. ولنتذكر جميعا خرائط المنطقة التي نشرتها الادارة الامريكية بالالوان المرمزة التي تشير بوقاحة الى التقسيمات الجديدة للشرق الاوسط الجديد او الكبير القائم على مخططات الفتنة والتخريب الاميركية - الصهيونية. |
|