|
حدث وتعليق وأفقدها ما كانت تدعيه من توازن، لم يكن في حقيقة الأمر سوى سراب ليس إلا. وما يؤكد أن نظام أردوغان المارق لم يقتنع، وأنه حتى الآن في طور المراهنة، تصريحات المتحدث باسمه عن لقاءات موسكو، حيث قال إنها لم ترضِ نظامه، وأن بلاده مستمرة بإرسال السلاح والقوات إلى إدلب، متناسياً أن مصير أيٍ منها سيلقى مصير التنظيمات المرتزقة. النظام العثماني الجديد يعلم جيداً أن رياح أي محادثات مع الشريكين الروسي والإيراني لن ترضيه فعلاً، لأن مطالب الطرفين وخططهما تتضمن القضاء على الإرهاب وخروج جميع القوات غير الشرعية والمعتدية، وهي مطالب وقواعد تطول عدوانيته واعتداءاته، ومشروعه التقسيمي، كما أنها تضعه أمام مسؤولياته التي قطعها على نفسه في سوتشي، وقبل ذلك في آستنة، كما أن النظام التركي الإرهابي يريد المضي بعدائه للشعب السوري وحكومته، ولهذا تراه يصم أذنيه عن المبادئ التي يتم الاتفاق عليها، ويذهب بتفكيره إلى مكان آخر يريد من خلاله العودة بالحرب إلى بداياتها، ومن الطبيعي ألا ترضيه، لأنها أسس سليمة وصحيحة، وما يريده هو يتناقض مع تلك الأسس، لأنه يرمي للبقاء في مستنقع الحروب ونيران التطرف التي يشعلها، ويؤجج جمرها. لا يريد نظام أردوغان أن يعلم حقيقة أن معركة تحرير كل التراب السوري من الإرهاب مستمرة حتى النهاية، وقضية سحق الإرهابيين غاية لا رجعة عنها، وأن تحقيق الاستقرار أولوية سورية، وأن إدلب أو أي منطقة يوجد فيها من أدواته، أو من متطرفي بني سعود وغيرهم كانت بألف خير لولا تدخل أولئك، وهي عاجلاً وليس آجلاً سوف تكون بألف ألف خير، وستكون خالية نظيفة من التكفيريين وداعميهم. أردوغان لا يزال أداة في يد سيده الأميركي، وينفذ سياساته الاستعمارية، وهو يجر المنطقة إلى منعطف خطير فيما لو بقي على ذات السلوك العدواني المعرقل لمكافحة الإرهاب، لأن الدول المحاربة لهذا للإرهاب ماضية في إنجاز مهمتها، وقد تصطدم معه فيما لو بقي على ذاك السلوك، وعندها سوف تتدحرج كرة النار ولا أحد يعرف أين تتوقف. huss.202@hotmail.com |
|