تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آخر فرصة !

لوموند
ترجمة
الأحد 17/2/2008
ترجمة: مها محفوض محمد

لن يشك أحد بعد الآن أن (إسرائيل) خسرت أمام حزب الله في حربها الثانية على لبنان فلجنة فينوغراد التي حققت في هذا الموضوع

وكلفت بمعاينة هذه الإخفاقات والهزائم لم تماطل أبداً بإصدار تقريرها النهائي في 30 كانون الثاني الماضي والذي أقر أن (إسرائيل) لم تستطع كسب الحرب وهي المرة الأولى التي تخسر فيها (إسرائيل) بعد إقامة دولتها أي منذ ستين عاما ورغم هذه النتيجة المفجعة مازال ايهود اولمرت يتبجح بأن الحدود الشمالية تحافظ على هدوئها خلال ثمانية عشر شهراً بعد الحرب لكن حقيقة الأمر أن ذلك يعود إلى وجود القوات الدولية في الجنوب اللبناني أما حزب الله فيستطيع الآن أن يجاهر وبقوة أنه دحر أقوى جيش في الشرق الأوسط كما تستطيع حماس أن تضيف- وكما أثبتت- أنها ايضا بإمكانها أن تهزم (إسرائيل).‏

جمعية (آمنيستي الدولية) استنكرت أن لجنة فينوغراد لم تشجب انتهاكات الجيش (الإسرائيلي) للقوانين الدولية ولم تدن انتهاكات الحرب التي ارتكبها هذا الجيش وقد أشارت هذه المنظمة بشكل خاص إلى استخدام (إسرائيل) القنابل العنقودية والتي تشظت إلى أربعة ملايين قنبلة صغيرة ومازالت تقتل المواطنين اللبنانيين بعد ضحايا الحرب الذين بلغ عددهم 1200 شخص.‏

الشعور بالذل بعد الهزيمة يسيطر على (الإسرائيليين) وعائلات الجنود القتلى يطالبون بمحاسبة الذين اندفعوا إلى مغامرة لم يحسبوا نتائجها في كل مرة يحصل فيها إخفاق كانت السلطات »الإسرائيلية) تسعى إلى تدارك التقصير وتحديد المسؤوليات في عام 1973 بعد حرب السادس من تشرين كانت لجنة أغرانا قد دعت إلى استقالة غولدا مائير وفي عام 1982 أجبرت لجنة كاهان التي حققت في مذابح صبرا وشاتيلا وزير الدفاع آنذاك آرييل شارون على مغادرة منصبه, اليوم لجنة فينو غراد لم تطلب الإطاحة بأي رأس بل تؤكد المؤسسة العسكرية بعد استقالة عامير بيريتس ودان حالوتس بأنها استقت العبر وأنها ستتدارك أخطاءها أما أولمرت فلم يعتبر أن الاتهام موجه اليه بشكل مباشر بل تابع مهامه وكأن شيئا لم يكن فهو قادر على تصحيح الأخطاء والآن يشعر بارتياح تام بعد التقرير الأخير لفينوغراد لأنه عمليا برأه.‏

أولمرت الذي تابع نهج شارون في سياسة الفصل الأحادي كان قد أقسم بتأمين حدود »إسرائيل) قبل العام 2010 لكن حرب تموز أفسدت عليه برنامجه السياسي ومع أنه غداة الحرب لم يكن أحد يراهن على استمرار سياسته فقد استطاع البقاء في منصبه واستغلال نفوذه والمتاجرة به في ثلاث قضايا.‏

رغم كل هذه الاقترافات والوضع الحرج الذي وصل اليه والتحالف الحكومي الذي أفقده أحد حلفائه افيغدور ليبرمان صمد اولمرت تحت رحمة تحول حليفه ايهود باراك الذي كان يطالب باستقالته وبإلحاح.‏

وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي كانت ايضا قد طالبت باستقالة اولمرت عند صدور أول تقرير في 30 نيسان 2007 تحاشت هذه المرة أن تفعل الشيء ذاته بل اكتفت بالحديث عن مسؤولية جماعية ..صحيفة هاآرتس صنفته في إحدى افتتاحياتها بأنه أسوأ رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل متهمة إياه بإلقاء خطابات رنانة دون أن يترجم شيئا منها على أرض الواقع وأنّ مناوراته مع محيطه مكشوفة وجميع محاولاته بتأجيل الأمور وألاعيبه للبقاء بقي أولمرت وكأنه يريد أن يسجل بأنه هزم لجنة فينوغراد.‏

بن كاسبي يبدي استغرابه في صحيفة معاريف يقول ماذا حدث?‏

أولمرت لم يعد عضو الليكود القوي المعارض لاتفاقات كامب ديفيد ولا ذاك الذي يدعو إلى الاستيطان لقد أدرك أن إقامة الدولة الفلسطينية هي الفرصة الوحيدة لحماية الطابع اليهودي »لإسرائيل) وضمان بقائها وقد بدأ بمشروع سلام مع السلطة الفلسطينية بدعم وتأييد من بوش مع أن هذه المحاولة جاءت متأخرة جدا لكنها من الفرص الأخيرة والعوامل التي قد تطيل أجله السياسي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية