|
هآرتس - بقلم:يويل ماركوس قبل أن يعقد الياهو فينوغراد مؤتمره الصحفي ساد شعور لدى الكثير بأن صدمة ستحدث جراء هذا المؤتمر تقود إلى استقالة رئيس الحكومة, وإجراء انتخابات مبكرة, لكنه على الرغم من تكرار كل من عبارة (عدم إتقان العمل) 213 مرة و(إضاعة الوقت) 22 مرة وكلمة (فشل) 190 مرة فقد نجا أولمرت من أي أضرار جراء هذا التقرير الذي اعتبر بأن الأخطاء المرتكبة كانت نتيجة الاعتماد على جيش غير معد لشن حرب هجومية لأنه كرس كل جهوده منذ عدة سنوات لمحاربة (الارهاب), لكن وعلى الرغم من سوء إدارة الحرب على لبنان فقد بقي التحالف مستمرا وبقي أولمرت في موقعه. يقول أولمرت إن التقرير كان مزعجا له لكنه يشكل حافزا لتحسين الأداء وتحقيق ما هو أفضل. إن أولمرت كسياسي محنك استطاع استغلال المدة الطويلة (التي قضتها اللجنة في البحث عن أسباب الفشل في الحرب) لتكريس جهوده للعملية السياسية, حيث ذهب إلى قمة أنا بوليس وناقش القضايا الجوهرية ونسق مع جورج دبليو بوش الصديق المخلص له ولإسرائيل, لكنه في ذات الوقت لم يلغ أي نقطة تفتيش كي لا يعطي أية فرصة لمهاجمته من حزب الليكود, ولم يناقش موضوع القدس كي لا يخل بدعم الأغلبية له وتحسبا من انسحاب إيهود باراك الذي أعلن عنه في مؤتمر صحفي السنة الماضية. إن تصرفات أولمرت ( قبل صدور التقرير) أوقعت بالحيرة حتى المقربين منه وأصبحوا عاجزين عن فهمه, الأمر الذي دعاهم يتساءلون عما يدور في خلده وهل كان لديه شعور بالقلق نتيجة التحسب من خروج حزب العمل, الأمر الذي سيجعله تحت رحمة حزب إسرائىل بيتنا الذي يرأسه افيغدور ليبرمان الذي سيصبح وزيرا للدفاع أم أن الخوف يكتنفه خشية من أن يتولى نتنياهو رئاسة الوزراء? أما باراك فلم يستطع نسيان ما ألم به بعد استقالته من رئاسة مجلس الوزراء في نهاية عام 2000 والدخول في انتخابات جديدة استطاع بها أرئيل شارون الحصول على أصوات تفوق ما حصل عليه بنصف مليون الأمر الذي شكل هزيمة منكرة لم يكن لها مثيل في التاريخ الإسرائيلي ما دعاه للإعلان بأنه تغير وتعلم من التجارب التي مر بها وذلك عند ترشحه لرئاسة حزب العمل. يرى عدد من الضباط الاحتياط بأن (الهزيمة التي منيت بها القوات الإسرائيلية كانت نتيجة لخطأ في السياسة المتبعة) أما باراك فيقول بأن (الفشل الذي أحاق بالحرب على لبنان أسوأ بكثير مما يظن الشعب) وذلك لأنه ينظر إلى الأمور بشموليتها من حيث التهديد الإيراني والمواجهة المحتملة مع حماس والأمور التي يتعين تحقيقها قبل خروج بوش من البيت الأبيض. هناك تشابه بين أولمرت وباراك, إذ إنهما يتكلمان بنفس اللغة ويمتلكان ذات النوع من الساعات والأقلام النادرة ويميلان إلى حياة الرفاهية ومصادقة الأغنياء والمشاهير, ولهما طموحات كبيرة وثقة بالنفس فضلا عن تلاقيهما في الأهداف المتمثلة بمجابهة نتنياهو وبتعطيل التحركات السياسية الرامية لتحقيق السلام. لقد اتهم باراك بالنكول عن تنفيذ وعده الذي قطعه في السنة الماضية بالخروج من الحكومة, لكنه احتج بسابقة مماثلة أعلنها ليفي أشكول عندما قال: لقد وعدت, لكن ماذا أفعل? فهل من المحظور على المرء أن يتراجع عن وعد قطعه, وأين المشكلة إن تراجع عما صرح به في السنة الماضية بشأن انسحابه من الحكومة نظرا لأن الانسحاب سيدفع البلاد إلى انتخابات قد تشكل انتحارا سياسيا له عند عدم وجود الضمانات الكافية لتحقيق النجاح. إنه من الأفضل لنا جميعا أن نعمل على اعادة تأهيل الجيش والمضي قدما في العمل الدبلوماسي الأكثر فعالية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد, وإن هاجسنا الرئيسي تحقيق الاستقرار السياسي الأمر الذي يتعين به على باراك وأولمرت إقامة ثقة متبادلة بينهما وأن لا يعطيا آذانا صاغية للاستفزازات. |
|