تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المراكز التلفزيونية في سباق مع أهل الكهف

فضائيات
الأحد 17/2/2008
ثمة مراكز تلفزيونية منتشرة في معظم المحافظات والمناطق السورية,ومع ذلك سوف يلاحظ المتابع لشاشتنا غياب

دورها واقتصاره على رسائل لا تتعدى دقائق معدودات,وبين الحين والآخر,يفعّل هذا المركز أو ذاك,في هذه المناسبة أو تلك,كأن الإعلام المتلفز حكراً على العاصمة وضواحيها,أو كأن هناك من يتعمد تجاهل تلك المناطق والتعتيم عليها إلا في حالات الضرورة القصوى.‏

هنا لابد من الإشارة إلى أن بعض المحافظات والمناطق تعادل العاصمة في أهميتها ودورها,فمثلا يفوق تعداد محافظة حلب وريفها تعداد محافظة دمشق وريفها وتتركز فيها معظم الصناعات السورية,ومع ذلك نلاحظ غياب دور مركزها التلفزيوني والإذاعي أو شبه غيابه.‏

السؤال:لماذا لا يتم تفعيل مثل هذه المراكز وإحياء العصب الإعلامي في جميع المناطق والمحافظات?ولماذا تقتصر الرسائل غالبا على الأخبار وبعض الإنجازات كأن تلك المناطق محرومة من نعم المشاكل التي تحياها العاصمة?‏

حاول التلفزيون تقديم برنامج (سورية هذا اليوم) على الفضائية لكنها بصراحة تجربة مؤسفة,إذ اعتمد على الصورة المجردة التي تنقل تشابه المحافظات والمناطق بدل أن تنقل أوجاعها وخصوصيتها وهمومها,هكذا نقل لنا مثلا مشهدا لسوق ساروجة,فرأينا سيارات تمشي وازدحاماً وفوضى وفرناً يبيع الخبز, ثم نقل لنا مشهدا من الحسكة يشبه إلى حد كبير سوق ساروجة,كأن المهم هو نقل صور الأمكنة!!‏

لا أدري كيف يفهم القائمون على تلك المراكز الإعلام المتلفز...ربما عبارة عن مجموعة صور متحركة وبضع كلمات...ولا أدري إن كان هؤلاء أصلا متخصصين فنحن نادرا ما نرى ما قد يشير إلى وجودهم...لكنني واثق كل الثقة أن نشاطهم وعائدية عملهم يقارن بنشاط أهل الكهف إذا ما قيس بحجم هموم محافظاتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية