تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أنت والمال والاقتصاد... لعله مشفر!

فضائيات
الأحد 17/2/2008
هند بوظو

أختي المشاهدة.. أخي المشاهد..

الرجاء إحضار قاموس اقتصادي إذا أردت متابعة برنامج ( أنت.. والمال.. والاقتصاد) بحلته المعدلة لأننا لن نضمن لك الفائدة إلا بوجود هذا القاموس..‏

مصطلحات مثل.. التقييم -القيمة -التحميل- قيمة الأصل -تضخم الآلة النقدية - التكلفة الاستبدالية المتولدة عن المنشأ..?!‏

مصطلحات فشلت معها على ما يبدو محاولات كل من المقدمة المذيعة والخبير المالي الدكتور محمد جليلاتي.. في تبسيطها وجعلها في مرمى فهم الناس العاديين.. كما أشارت المقدمة على الخبير أكثر من مرة..‏

وطبعا هذه ليست مسؤولية الضيف ( الأكاديمي) أن يبحث عن صيغ وتراكيب ولغة اقتصادية ( ثانية) يوصلها للجمهور.‏

وعلى ما يبدو مازالت مقدمة البرنامج تسدد على الفكرة الأصلية التي خرج بها برنامج أنت والمال والاقتصاد في الحلقتين الأوليتين وهو كسر حاجز اللغة الاقتصادية.. وخلق حالة تفاعل مع الناس والتي راهن كثير ممن تابعها على عدم استمرار بث هذا البرنامج لوجود كم كبير من الصراحة والشفافية والمكاشفة في حديث الناس الذين التقتهم كاميرا البرنامج في الشارع..‏

وبدوري سأفترض أن أمورا إدارية وفنية وربما شخصية أو بونية (بونات) تقف وراء التعديل الذي طرأ على طريقة إعداد وإخراج البرنامج وتغيرت بالتالي ملامحه, وافتقد حيويته, وانقطعت الغاية منه.. وهي التأسيس لبرامج تمس المواطن, وتؤمن فرص تواصل حقيقية مع تلفزيونه الوطني.‏

لماذا عاد البرنامج عن خطته السابقة وتحول لاحقا إلى برنامج يمكن تسميته ( اقتصادي.. واقتصاديون) عبر استضافة مختصين اكاديميين يتحاور فيه الضيف وأقرانه ويتبادلون الخبرات والمناظرات وربما المنافع.. والجمهور بينهم حائر في الحوار المشفر هذا..‏

جمهور يحتاج من مثل هذه البرامج إلى أن يأخذ فريق العمل حاجاته ورغباته واستفساراته.. بعين الاعتبار..يحتاج إلى من يعلمه كيف يستفيد من القرض الذي حصل عليه.. حتى آخر قرش.. أو يطمئنه أن زيادة الراتب.. أو المنح.. ليست شائعة.. إنما هي قادمة.. لكن بعد تعديلات وتوظيفات أو ما الطرق والأساليب التي يمكنك أن تحتال بها على راتبك ليكفيك ولو لمنتصف الشهر ?!.‏

وكيف تضمن مصاريف أولادك في الجامعات الخاصة بغياب حصتهم من الجامعات العامة وكيف تتمكن من الدخول في جمعية.. وتحصل على الاسم الأول.. الخ.‏

البرنامج بطريقة إعداده الحالية.. لايدعو للتفاؤل.. ولأكون أمينة في تقييم هذا.. طلبت من عدد من الأصدقاء والصديقات متابعة البرنامج كمبادرة حسن نية ليعلمني بتأثير هكذا برامج عليهم.. والحقيقة أنهم جميعا وبنسبة 100% قالوا إنهم لم يستطيعوا المتابعة.. وحولوا إلى محطة فضائية أخرى..‏

وبذلك انتفى الغرض الأول من التجديد البرامجي الذي يسعى له التلفزيون السوري في حلته وعهده الجديدين.. وهو استعادة جمهور محلي واسع إلى شاشته جمهور يحتاج إلى محطته الوطنية ليتبادل معها الهموم والأمنيات والفائدة والمتعة.‏

و يبقى على خط الدفاع الأول.. في التلفزيون الاستبسال للدفاع عن فكرة معقولة ومنهج يتعاطى بأريحية مع الناس.‏

ولا هذه كمان.. تخضع للرقابة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية