|
دمشق عاصمة الثقافة هذه البقعة كانت في النصف الأول من القرن العشرين موقعاً لأحد أهم مسارح دمشق. وكان يحمل اسم (مسرح سينما النصر) لصاحبه بهجت المصري, ثم حمل بعد ذلك تسمية ( مسرح وسينما سورية). تدنى مستواه في الستينات من القرن العشرين, فتحول الى سينما من الدرجة الثالثة, وكنا نحضر فيه الافلام المشوقة مثل أفلام طرزان وما شيستي وكنا ندفع اجرة الدخول ربع ليرة سورية فقط. هذا المسرح شهد أيامه الذهبية منذ منتصف الثلاثينات وحتى منتصف الخمسينيات. وكان تقدم عروضها ا لمسرحية عليه كبار الفرق السورية و العربية. فقد كان المفضل عند الفرق المسرحية من بقية مسارح دمشق. ومن الفرق التي مثلت على خشبة هذ المسرح فرقة ناديا العريس التي ضمت ممثلين سوريين كبار مثل عبد اللطيف فتحي وأحمد أيوب وصبري عياد وانور المرابط.. وهذه الفرقة كانت تقدم المسرحيات والاستعراضات الغنائية الراقصة. وكان يصل عدد اعضائها الى سبعين ما بين ممثل وراقص وراقصة ومغنين و موسيقيين..ومن الفرق التي قدمت عروضها على خشبة هذا المسرح فرقة المطربة سهام رفقي صاحبة اغنية ( ريم العباية) المشهورة. كما كانت الفرق المسرحية العربية التي تزور سورية, تقدم عروضها على هذا المسرح, ومنها فرقة الاخوين أمين وسليم عطا الله المصرية. طبعاً .. لم يكن هذا المسرح الوحيد في دمشق كان فيها العديد من المسارح الهامة. اذكر منها مسرح قصر البلور , ومسرح الهبرا لصاحبه نزيه الشهبندر وكان اضافة الى كونه مسرحاً استديو لتصوير الافلام السينمائية, وفيه تم تصوير أول فيلم سوري ناطق عام 1948 واسمه (نور وظلام) بطولة رفيق شكري. وهناك أيضا مسرح حديقة القصاع ومسرح زهرة دمشق ومسرح الاصلاح خانة ومسرح القوتلي ومسرح الرشيد الصيفي في شارع 29 أيار وفيه انعقد المؤتمر التأسيسي لحزب البعث عام 1947 ومسرح اللونا بارك اضافة الى المسارح ا لتي كانت موجودة في صالات السينما مثل سينما الكوزمو غراف التي أصبح اسمها فيما بعد سينما أمية وسينما دمشق (مازالت موجودة) وسينما الأمير وفريال وغيرها . لكن للأسف معظم بل كل هذه المسارح زالت عن الوجود بفعل مشاريع التنظيم في دمشق فامحت معها مرحلة ذهبية للمسرح في سورية ولفن الغناء..لتصبح دمشق بعدها من أفقر المدن بالمسارح . |
|