|
شؤون ثقا فية تستعيد بعض الاحلام الطفولية المقروءة في (طائرات الورق) التي تشكل منطلقاً للبحث عن جماليات حروفية حديثة وتنويعات بصرية تجريدية مختلفة. فهو يرتكز على الشكل الهندسي لطائرة الورق, وعلى الوانها احياناً, لا ستدرار ايقاعاته و غنائيته البصرية الموجودة في تشكيلاته الحروفية الخارجة عن اطار الصياغة التقليدية والزوانة الاتباعية, حيث يدخلها في السياق الفني للوحة, وفي الفراغ اللوني للمساحة المتنوعة الحساسيات والدرجات, رغم انه يحقق في بعض اللوحات القليلة المعروضة, بعض الصفاء اللوني الموجود اصلاً في الزخرفة العربية, وفي الفنون التراثية الشرقية بشكل عام. في هذه اللوحات يريد بشير بشير الامساك بذكريات طفولية هاربة او ضائعة كاشارة لخطوط سفره الداخلي مع العاب منسية سحرتنا في طفولتنا حين كنا نصنعها بطريقة قص والصاق الورق الملون ثم تبدأ بالارتفاع مع هبوب أول نسمة مسترسلين بمدها بخيط طويل قد لا ينتهي . هكذا يدخلنا الى عالم طائرات الورق بطريقة غير مباشرة, حتى انه في بعض لوحاته يعمل على اطارات مغايرة, تأخذ شكل طائرة الورق, متجاوزاً بذلك مظهر اللوحة التقليدية المستطيلة والمربعة. وعلى هذا الاساس تأخذ لوحته احيانا شكل طائرة الورق وألوانها التي تتبدل من لوحة الى أخرى في خطوات استعادة ذاكرته الطفولية, انها الشكل الحامل لهواجسه وتطلعاته التشكيلية في هذه المرحلة وربما تكون الوان طائرة الورق في لوحاته واقعية إلا انه يعزلها عن الواقع ويدخلها في السياق التجريدي للوصول الى المساحة التشكيلية المتموجة بحركة الجمل والكلمات والتشكيلات الحروفية الصرفة البعيدة عن المدلولات الصريحة والمباشرة. وهكذا يخرج الحرف في لوحته في احيان كثيرة عن معناه ا لاستقرائي المباشر, وهنا تتجلى ايقاعات الحروف المصاغة تشكيليا و جمالياً , حيث يتحد الايقاع البصري بالنغم الموسيقي ويظهر الهاجس الرئيس في الانتقال من مظاهر الاداء الحروفي الكلاسيكي, الى مظاهر التشكيل الحروفي المتحرر للوحة الحديثة, التي ازدهرت في الفنون التشكيلية العربية في المرحلة الذهبية في الستينات والسبعينات. بشير بشير من مواليد العام 1961 درس الفن في معهد ادهم اسماعيل واقام مجموعة من المعارض المنفردة والمشتركة في حلب ودمشق وهو يهتم في هذه المرحلة بالتشكيل الحروفي باحثا في فضاء المساحة عن الرؤى التجريدية المحدثة, ولا سيما الآتية من رغبات تخطي الثوابت التقليدية للخط العربي. |
|