تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حرب تموز ... في الميزان الأميركي

البقعة الساخنة
الأحد 17/2/2008
علي نصر اللّه

مقالات وتقارير ودراسات كثيرة ظهرت هنا وهناك أجمعت على أن حرب تموز 2006 كانت حرباً أميركية في المقام الأول خاضتها اسرائيل بالإنابة , وهزمت فيها أميركا واسرائيل بالأصالة , وكان تقرير فينوغراد النقطة التي توضع في نهاية السطر الذي تضمن الاقرار من دون مواربة بالهزيمة وبخسارة الحرب .

اليوم وبعد مرور نحو أسبوعين على صدور وإعلان فينوغراد يضاف دليل آخر على أن الحرب كانت أميركية,ويظهر اعتراف جديد بالهزيمة , وتبرز أهمية هذا الاقرار وذاك الدليل من أنهما يأتيان هذه المرة ليس من اسرائيل وإنما من الولايات المتحدة ذاتها.‏

الجيش الأميركي الذي يعلن اليوم أنه أجرى دراسة مفصلة عن حرب تموز تخلص إلى النتيجة ذاتها التي انتهى إليها تقرير لجنة فينوغراد يقر بالهزيمة, ويدعو لاستخلاص الدروس ويحض - كما فعل فينوغراد على وضع الخطط لحرب قادمة يتم فيها تلافي نقاط الضعف والتقصير واستعادة الهيبة المسفوحة أرضاً .‏

الدراسة التي شارك فيها كبار جنرالات الولايات المتحدة وفي المقدمة منهم الجنرال المتقاعد روبرت سكيلس,تناولت قدرات وتجربة المقاومة الوطنية اللبنانية وتطورها منذ الثمانينات وصولاً الى ,2006وقدمت توصيات مهمة للادارة الأميركية , التي عملت على ترجمتها في موازنة العام .2009‏

وماتم رصده في هذه الموازنة لتحسين بعض قطع السلاح والتقنيات الحربية والعسكرية , اضافة الى الخطوات المثيلة التي اتخذت في ذات الاتجاه في اسرائيل يؤكد مجدداً أن أميركا واسرائيل كانتا في الخندق ذاته في عدوان تموز وبالمقدار نفسه, وهو مايؤكد حقيقة الحاق الهزيمة بأميركا على المستوى العسكري وليس السياسي فقط.‏

واذا كانت الهزيمة السياسية وعملية اسقاط الشرق الأوسط الجديد التي بشرت بولادته رايس قد تم إثباتها وتحقيقها من قبل , فإن دراسة الجيش الأميركي لعدوان تموز تثبت على نحو واضح اليوم الهزيمة العسكرية الأميركية .‏

وعندما توضع حرب تموز في الميزان الاسرائيلي / فينوغراد/ وفي الميزان الأميركي /دراسة الجيش/ ويتم الانتهاء الى ذات النتيجة ,فإن ذلك يؤشر الى حالة التوحد بين اميركا واسرائيل التي تلغي بدورها المصداقية عن أي حديث حول المفاوضات أو المشاريع المزعومة للسلام , وهومايضع البعض منا أمام واجب إعادة النظر في المواقف والتقييمات التي سبقت ورافقت وأعقبت حرب تموز .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية