تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مواجهة العربدة

أخبـــــــــــار
الأثنين 22-12-2008 م
محمد خير الجمالي

من لبنان الى غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة وضد المبعوثين الدوليين الذين يفدون إلى الأراضي المحتلة

للوقوف على حقيقة الأوضاع الانسانية الصعبة والمأساوية هناك، تمارس إسرائيل العربدة العسكرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي وتحد سافر للإدارة الدولية..!‏

ففي لبنان تنتهك حرمة أجوائه ومياهه وتختطف مواطنيه وتهدد بضرب بنيته التحتية، وفي غزة تشدد حصارها الجائر على سكانها وتقتل من أبنائها المقاومين والعزل من تطوله آلتها العسكرية، ويتوعدها مسؤولوها العسكريون والسياسيون بعملية عسكرية واسعة تنهي الوضع غير المرضي لهم فيها، وحين يقول المبعوثون الدوليون كلمة حق في السياسة الاسرائيلية وحجم انتهاكاتها لمبادئ القانون الدولي تمنعهم من دخول الأراضي الفلسطينية ولا يتردد العديد من المسؤولين فيها بتهديدهم بالقتل واستبدالهم بآخرين يلتزمون الصمت حيال سياستها العدوانية أو يعملون على تسويغها وفق الطريقة الأميركية الممجوجة.‏

دوافع إسرائيل في هذا التمادي العدواني الوقح معروفة، وتقع كلها في إطار هدف رد الاعتبار الذي فقدته نتيجة لهزيمة تموز وإخفاق سياستها في إنهاء المقاومة الفلسطينية، لكن ما يجب استذكاره هنا هو أنها ما كانت لتتجرأ على ممارسة هذه العربدة في وضح النهار، لولا الظروف المواتية التي توفرت لها بتهافت بعض العرب على التطبيع معها، وبتراخي المجتمع الدولي في فرض قانونه العام وإرادته عليها، ما يعني أن وقف العربدة الاسرائيلية يظل رهناً بتحرك عربي ودولي فاعل يبدأ بوقف كل أشكال التطبيع غير المبرر مع إسرائيل وينتهي بطرح قضية هذه العربدة ومخاطرها على الجمعية العامة للأمم المتحدة كي تسد فراغ مجلس الأمن المسيطر عليه أميركيا، وتأخذ كامل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والانسانية في كبح جماح العدوانية الاسرائيلية وانتهاكاتها المهددة للاستقرار الإقليمي والسلم الدولي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية