|
حـــدث تعــليـق وهو ما حولته الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة في الايام والاسابيع الاخيرة الى حقيقة واقعة على اية حال. ومنذ البداية لم تكن اسرائيل مخلصة لقضية التهدئة التي اضطرت اليها قبل ستة أشهر تحت ضغط ضربات المقاومة والتي عجزت عن معالجتها عسكريا، فرضخت “ جزئيا “ لشروط التهدئة، لكنها عقدت العزم على افشالها من خلال امتناعها عن فتح المعابر ورفع الحصار، وكان هذا شرطا من شروط التهدئة، وصولا الى رفع وتيرة اعتداءاتها الميدانية والتي بلغت خلال فترة التهدئة المفترضة نحو 200 اعتداء حصدت أكثر من عشرين شهيدا و62 مصابا و38 مختطفا جميعهم من الصيادين والمزارعين، فضلاً عن تشديد الحصار بدل فتح المعابر، وتقليص كميات الأغذية بدل زيادتها. وازاء هذا الرفض الاسرائيلي للالتزام باستحقاقات التهدئة وشروطها، يصبح السؤال مشروعا في الشارع الفلسطيني عن جدوى هذه التهدئة التي لا توقف عدوانا ولا ترفع حصارا وتنحصر في قطاع غزة دون الضفة الغربية، وهو ما لحظته الفصائل في اجتماعاتها الاخيرة حول مصير التهدئة. وبطبيعة الحال ، فان انتهاء التهدئة يجعل الفترة المقبلة مفتوحة على مصراعيها لزيادة وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية كما ونوعا خاصة في ضوء تهديدات صريحة صدرت عن قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين كبار داخل الحكومة العرجاء وفي صفوف المعارضة، باستهداف قيادات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وهو ما دفع تلك الفصائل للقول بأنها سترد بعمليات نوعية وستضرب مدنا اسرائيلية جديدة لم يسبق تعرضها لصواريخ المقاومة. واذا، فان الاراضي الفلسطينية وقطاع غزة على وجه الخصوص يبدو على موعد وشيك مع اعتداءات اسرائيلية أوسع نطاقا تضاف الى الحصار الخانق المفروض عليه، وهو ما يستدعي تحركا عربيا ودوليا عاجلا يخرج معاناة الشعب الفلسطيني ودماء أبنائه من بازار المزاودات الانتخابية في اسرائيل. |
|