|
دراسات ورامسفيلد، وقد بدا على وجهيهما بعض الخوف والصدمة، وجاء تحت الرسم تعليق يقول «الصدمة والترويع» في إشارة ساخرة إلى العنوان الذي أطلقه الاثنان على عملية احتلال بغداد عام 2003. ويبدو أن هذه الصورة وهذا العنوان قد عادا إلى الواجهة اليوم مع التقرير الصادر عن لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي والذي مفاده أن وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ومسؤولين كباراً آخرين في الإدارة الأميركية يتحملون معظم اللوم لحوادث تعذيب المعتقلين في معتقل أبو غريب في العراق ومعتقل غوانتانامو في كوبا وأسلوب «الإغراق التخيلي» الذي استخدم تحت إشراف عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في عدد من المعتقلات حول العالم! الانتقادات الحادة التي تعرض لها رامسفيلد في مجلس الشيوخ يجب ألا تستثني رأس الهرم جورج بوش وشريكه توني بلير اللذين وبحسب التقارير كانا على علم بكل ما يجري في سجون قواتهما سواء في العراق أو أفغانستان أو غوانتانامو وأيضاً وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس الذي كان رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي أي ايه في ذلك الحين. فمن الذي يستطيع أن يبرر ما قامت به القوات الأميركية والبريطانية في العراق من قتل وتدمير بحق ملايين العراقيين بحجة وجود أسلحة دمار شامل ؟وهو ما ثبت أنه لم يكن إلا ذريعة للاحتلال، والكل يتذكر الاعتذار العلني لكولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة السابق في حين امتنع كل من بوش وبلير ورامسفيلد عن الاعتذار مع اعترافهم الكامل بفبركة هذه الحجة التي أدت إلى زج كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ومن يدور في فلكهما في أتون حرب ظالمة راح ضحيتها الملايين من العراقيين الأبرياء. لكن يبدو أن التقرير المذكور لن يكون إلا حلقة جديدة في فصول الاعتراف الأميركي المتواصل من أن احتلال العراق كان مخطط له مسبقاً في الدوائر الأميركية الخاضعة بشكل كامل للوبي الصهيوني. وقد سبق أن شهدت السينما الأميركية فيلماً وثائقياً فاز بجائزة «أوسكار» كأفضل عمل وثائقي للعام 2008 بعنوان «تاكسي إلى الجانب المظلم» الذي يتعرض إلى موضوع التقرير بالتفصيل ويحوي مقابلات مع الجنود الأميركيين الذين قاموا باستخدام وسائل التعذيب في كل من أفغانستان والعراق، والكل يتذكر ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من أن إسرائيل تشكر أميركا لاحتلال العراق لأنها كانت المستفيد الأكبر من هذا الاحتلال. بوش الذي تعرض للضرب بحذاء صحفي عراقي على مرأى ومسمع العالم أجمع ربما لم يكن الوحيد الذي يستحق ذلك، بل كل من سار في ركبه أو خطط لهذا الاحتلال أو ساعد على حدوثه، وأحذية ملايين المتظاهرين في العالم ومئات الآلاف من العراقيين الذين استشهدوا أو جرحوا لا تكفي لضرب بوش والذين عاثوا معه فساداً في هذه الأرض مطلقين نظريات وفرضيات كان لها الأثر الأكبر في إشعال الحروب وتقوية الإرهاب باسم «الحروب الاستباقية» وتجفيف بؤر الإرهاب والخطر الإسلامي وليس آخر هذه المصطلحات إعادة تركيب الشرق الأوسط تحت مسمى «الشرق الأوسط الكبير» ليكون العراق نموذجاً للتقسيم والتفتيت. |
|