تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل فقد الفلسطينيون حلمهم؟

ترجمة
الاثنين 22-12-2008م
لما كانت إدارة الرئيس بوش على وشك الرحيل من البيت الأبيض بحلول العام القادم، فهل يتحمل عنها الرئيس المنتخب- باراك اوباما- مسؤولية تحدي عملية السلام المنهارة في الشرق الأوسط.

وبدلاً من إضاعة الوقت والانتظار الطويل حتى يتولى الرئيس الجديد مهامه في أواخر كانون الثاني القادم، شجعه الكثيرون من أطراف ودول عديدة للتحرك بسرعة وتعيين مبعوث خاص له إلى منطقة الشرق الأوسط، يتمتع بصلاحيات التفاوض عن إدارته المرتقبة، وقد يكون ترشيح وزير الخارجية السابق ورئيس أركان الحرب المشتركة- كولن باول- الرجل الأفضل للقيام بهذه المهمة ذات الطابع الدبلوماسي.‏

على صعيد آخر، ساد العالم العربي الشعور بالقلق وخيبة الأمل لدى تعيين اوباما- رام مانويل- كبير موظفي البيت الأبيض في ظل إدارته، وسبب هذا القلق العربي هو أن الـشخص المعين معروف بجذوره الإسرائيلية وشدة تعاطفه مع (اسرائيل) ومن وجهة النظر العربية لايوجد في هذا الاختيار والتعيين ما يشير إلى اهتمام أوباما إلى طول مدة الصراع العربي- الاسرائيلي ولاسيما الفلسطيني منه وتصاعده، ولا إلى انفعاله بمعاناة الفلسطينيين.‏

وكان الهدف من مؤتمر- أنابوليس- الذي عقدته إدارة بوش العام الماضي، هو التوصل إلى الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في وقت متأخر من السنة الحالية، لكن عوضا عن قيام هذه الدولة، اختفت من الأفق أدنى مؤشرات لإمكانية الإعلان عنها، وتدهور الصراع بين الطرفين إلى الأسوأ. وكانت النتيجة أن جلس بوش ووزيرة خارجيته في وضع أشد تعقيدا والمضي نحو الأسوأ باستمرار، إذا ماقورن بالسنة الماضية التي انعقد فيها مؤتمر أنابوليس.‏

واعتمادا على الدعم الكامل الذي توفره لها أميركا على جميع الصعد، عملت (اسرائيل) بسرعة على تنفيذ سياسات التوسع الاستيطاني، ولاسيما استمرارها بقوة في بناء الجدار الأمني و تعبيد الطرق الخاصة بالمستوطنين وحدهم دون غيرهم داخل الأراضي الفلسطينية، وكل ذلك يجري علي حساب الدولة الفلسطينية التي توهمت إدارة بوش إمكانية الإعلان عن قيامها في أرض افتراضية لم يعد لها من وجود حقيقي على الخارطة الفلسطينية.‏

ومنذ انعقاد مؤتمر أنابوليس، هدمت الجرافات الإسرائيلية اكثر من 94 منزلا آخر في الضفة الغربية.‏

أما في قطاع غزة، فالحصار الخانق يدمر جميع أوجه الحياة هناك فمن المعروف أن 80 بالمئة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدمها لهم منظمات الغوث الإنساني، وفي ظل وضع تزداد فيه الأمور سوءا، من الطبيعي أن تزداد معاناة الأطفال بسبب سوء التغذية وأمراض فقر الدم، فبعد الزيارة التي قامت بها أول امرأة تتولى رئاسة هولندا 1990- 1997 والتي عملت مفوضا ساميا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة علقت على ماشاهدته أخيرا من مآس في قطاع غزة:« لقد تم تدمير حضارة إنسانية بكاملها وتحولت إلى ركام.. لا أستطيع أن أصدق أن المواطنين الاسرائيليين العاديين يعرفون ما يجري هنا باسمهم من أفعال وممارسات.. لا أعتقد أنهم يؤيدون هذه الممارسات اللاانسانية إذا عرفوا بها».‏

وتهدد التطورات والتحرشات مصير الهدنة بين (اسرائيل) وحركة حماس. ففي انتهاك صارخ لجميع الأنظمة والأعراف الدولية، تتوغل القوات الاسرائيلية داخل قطاع غزة بين وقت وآخر لتقتل العشرات من الفلسطينيين احتجاجا على إطلاق الصواريخ التي لم تقتل أو تجرح أحداً.‏

الجدير بالذكر أن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، الممثل للرباعية الدولية المؤلفة من أميركا والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والتي يزعم فيها بلير أنها الضامن الدولي لعملية السلام في الشرق الأوسط، كان هو الآخر ليس لديه أي حيلة أو فعالية، تماما كما هي وزيرة الخارجية الأميركية رايس، ونستطيع القول : إن بلير نسي قطاع غزة وتجاهله تماما. كما أن رايس نفسها سلمت سلفا بحقيقة توقف عملية السلام في منتجع شرم الشيخ مع الرباعية الدولية والمسؤولين المصريين، حيث قالت في حينه: يجب تأجيل الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حتى تسمح الظروف السياسية بذلك.‏

الانترنت- عن موقع: gulf.news‏

11/12/2008‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية