|
مجتمع التقيتها مصادفة في بيت صديقة لي ، ولم أجرؤ على أن أرفع عيني الى وجهها خشية أن تقرأ شيئا ما فيهما، تفاجأت بإعاقتها(التهاب مفاصل رثوي نتيجة إصابتها بروميتزم بالدم وهي في الصف الأول الابتدائي) وادهشتني ابتسامتها وتفاؤلها وثقتها بنفسها ،سهام طالبة تدرس الاعلام ومصممة على نيل شهادة الماجستير رغم كل الصعوبات والمعوقات (صعوبة في الصعود الى الطابق الثاني أو الثالث او -لمتابعة بعض المحاضرات) وإذا جاز لنا أن نقيس أعمارنا بحسب مكنونات القلب فإن سنها قد لا تتجاوز الثامنة عشرة وهي بحساب السنين تبلغ الأربعين. الى جانب تلك المرأة كان هناك، رجل لا يعاني من أي إعاقة وكل التوقعات التي دارت بذهني عن صلة هذا الرجل بالمعاقة خابت...لم يكن أخاها ولا صديقها كان زوجها، حبيبها ورفيق دربها.. لم تجد سهام الأحمد إحراجا بالتحدث عن إعاقتها وحياتها الزوجية بل وافقت على نشرها على صفحات جريدتنا لتؤكد للعالم أجمع أن زواج المعاق حق وليس استثناء، عن تجربتها هذه تقول: كنت بداية متخوفة من الإقدام على مثل هذه التجربة ولا سيما إن زوجي إنسان سليم وجميع الذين عرفوا بقصة حبنا نصحونا بعدم المغامرة مع رفض الأهل من الطرفين، والذي أحزنني صديق معاق حذر زوجي من الارتباط بي رغم ارتباطه بإنسانة سليمة، وحلوة. لا يعكر صفو حياتنا الزوجية سوى تدخل الأهل وعدم اعتراف أهل زوجي بوجودي في حياتهم ومحاولاتهم المتكررة لانهاء حياتي الزوجية وتقديم المغريات لابنهم من أجل الطلاق. وأكثر ما يؤلمني نظرة الناس إليّ وكلمة يا حرام دون المبادرة الى تقديم أي معونة أو مساعدة رغم تعثري مرات أمام أعينهم وعلى العكس تماما فأنا من ينظر إليهم نظرة عطف وشفقة لاحقد وحسد كما يعتقد البعض.. أتمنى أن يكون عام 2009 العام الأمثل للاهتمام بالمعوقين والأصح فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق حلمي بأمومة تكلل نجاح حياتنا الزوجية. أما الزوج فادي فقد اكتفى بالقول: سهام أعادت ترتيب حياتي من جديد، معها أشعر بالسعادة والأمل ومنها تعلمت وعرفت أن الاعاقة الجسدية لا وجود لها أمام الارادة والحب،والاعاقة النفسية هي الاعاقة الحقيقية والتي للأسف لا تراها عيون الناس. إحصائيات الأنسة أنصاف صقر، صديقة لسهام وتعمل في قسم التأهيل(العلاج الوظيفي والتدريب) في دار الكرامة، قالت: من حق المعاق الزواج والانجاب والعيش حياة طبيعية مثل أي إنسان سليم ولاسيما إن عدد المعاقين في الوطن العربي 40 مليون معاق و15 ألف عائلة في الوطن العربي تعاني من إعاقة في المنزل وفي سورية هناك مليونا معاق، وهذا الرقم يستوجب ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي لهذه الفئة نفسيا وجسديا وتشجيعها على التعلم والعمل وتكوين أسرة. وفي دار الكرامة ثلاثة نماذج لفتيات معاقات تزوجن وأنجبن (هيام قطيني وأنجبت، جولان الأبرش بانتظار مولودها الأول، وسهام) وبعرس وزفة وفستان أبيض جميل وحضور العديد من المهتمين والجمعيات الأهلية ومنظمة الهلال الأحمر انتقلن الى عش الحياة الزوجية. وتضيف انصاف: نأمل مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في دمجهم بالمجتمع حيث تعتبر استراتيجية الدمج الوسيلة الأمثل لمواجهة تحديات المشكلة وتترجم مبدأ المساواة وعدم التفرقة ويخلص المعاق (ذوو الاحتياجات الخاصة) من التسميات التي كانت ولا تزال تلتصق بهم مثل العاجز. |
|