|
معاً على الطريق في رده على الظلم، كاشفا الوجه الأبرز للحقيقة في مواجهة الطغيان, ساعيا لإظهار الوقائع ونقل مواقف الناس البسطاء المتلهفين للخلاص, بعد أن كفروا بأصحاب الياقات من المهادنين. فتح الزيدي سفرا جديدا في المقاومة العلنية الرافضة لأشكال الاحتلال والسيطرة والهيمنة كافة, فقد جرد المحتل أبناء الشعب العراقي من أسلحتهم الأساسية, وكم الأفواه, ولجم محطات البث الإذاعي والتلفزيوني وملاحقة عربات النقل الخارجي في محاولة لإيهام العالم بنصر كاذب بشر به ذات يوم «كليم الله» الجديد في حلية من الخداع والرغبة في الانتقام. ومنتظر الزيدي واحد من كوكبة كثيرة من شجعان الصحافة الذين قدموا جهدهم لأداء رسالتهم النبيلة في شتى الميادين,وخاصة في ساحات القتال. فقد,دفع الثمن قبله طارق أيوب الذي قضى شهيدا بصاروخ أميركي في فندق فلسطين ببغداد وقت بدء الغزو في آذار 2003 ليلحق به كثيرون يزداد عددهم وقتا بعد آخر, ليسجل المحتل أبشع الصور من خلال اغتيال شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين. وفي الساحة ذاتها يدخل منتظر الزيدي ميدان المقاومة الإنسانية لأبناء مهنة صاحبة الجلالة, وهو في عمله وموقفه الشجاع إنما كان يستذكر زميله ليونارد هزيكسين الذي صور بنفسه عملية إعدامه على يد قوات الجنرال بينو شييه ديكتاتور تشيلي عام 1973. ومن قبل سبق الصحفيان السوفيتيان فلاديمر سوسينسكي وقسطنطين رياشينشيف اللذان صورا عملية قتلهما على أيدي قوات المحور النازية. ويوثق سجل الصحافة عمليات اغتيال منظمة لأصحاب الكلمة شملت الكثيرين منهم المكسيكيان مانويل بونيرا وأندرو مونتانيلي والإيطالي والتر تاباغي والنمساوي نيل ديفر والتشيلي جوزيه كاراسكو. وتوالت السبحة بحيث شهدنا قتل عشرات الصحفيين سنويا, ليرتفع العدد كثيرا في كل من العراق وفلسطين تحت الاحتلال بشكل لافت. واليوم ومع المطالبة الشعبية العارمة باطلاق سراح منتظر الزيدي فإن يقيناً لا يفارق صاحب العزيمة الكبرى, بأنه على استعداد لتحمل الكثير من الضغوطات والعذاب مقابل موقف حق رافض لإدعاءات بوش ومن يحابيه. ويؤمن أن حقوق الشعوب إنما تؤخذ بالتضحيات وهنا أحد أشكالها المستحدثة. |
|