|
قاعدة الحدث المتميز بالجودة اضافة إلى قماش البروكار الذي يصنع من الحرير الطبيعي وغيرها من الأنواع. ولكن هذه الصناعة تراجعت الآن بفعل الأعمال الارهابية التخريبية التي عرقلت عمل المصانع في حلب. يرجع تاريخ زراعة القطن التي تعتبر المادة الرئيسية في الصناعات النسيجية إلى عام 1830 حيث أدخلت إلى سورية مع دخول إبراهيم باشا المصري ما ساعد على تنامي هذه الزراعة ليقوم بعدها الناس العاديون ،ولاسيما النساء بغزل كميات من القطن الخام يدوياً وتحويله إلى خيوط ليصنع منه داخل البلاد على الأنوال اليدوية. وفي عام 1928 بلغ عدد الأنوال النسيجية القطنية بحلب وحدها 3500 نول تصنع قماشا قطنيا يدويا أما في عام 1930 ومع وصول الطاقة الكهربائية لحلب فبدأ أصحاب معامل النسيج باستعمالها لتحريك الآلات و تشغيلها، ما أدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية و تحقيق المزيد من الأرباح . شهدت الصناعات النسيجية تطورا ملحوظا منذ بداية الستينيات ولاسيما في مجال الألبسة و الصابون و غيرها من الصناعات التقليدية, حيث بلغ عدد المنشات النسيجية عام 1970 نحو 15 منشاة كبيرة و المئات من المنشات المتخصصة بالحرف التقليدية إضافة إلى5050 منشاة صناعية و2846 حرفة صناعية. كما أن عدد المنشات الصناعية عام 2000 وصل إلى9876 و عدد الحرف الصناعية إلى19087 أما في عام 2011 فبلغ عدد المنشآت 11779 و عدد الحرف 21026 . خبراء أكدوا أن حلب تشكل 36% من إجمالي الصناعات في سورية فضلا عن تخصصاتها العديدة كصناعة الخيوط وغزلها ومزجها إضافة إلى الأنوال النسيجية والصباغة و الطباعة و الألبسة و هي حلقة إنتاجية مغلقة تبدأ من القطن انتهاء بالألبسة الجاهزة وغيرها من المنتجات. وتعد حلب عاصمة صناعة النسيج, حيث بدأت بالتقدم الملحوظ مستمدة قوتها من المنافسة التي سادت بين الصناعيين آنذاك الذين تمكنوا من تصدير منتجاتهم إلى دول كثيرة عربية و أوروبية إلا أنها شهدت صعوبات بسبب دخول منتجات خارجية إلى السوق المحلية. أمين سر لجنة صناعة الألبسة في غرفة صناعة حلب عبد اللطيف قدسي تحدث عن أهمية هذه الصناعة التي تضمن تشغيل شريحة واسعة من اليد العاملة، إضافة إلى توفير فرص عمل في المجالات الداخلة بهذه الصناعات لافتا إلى فترة الازدهار التي شهدتها الصناعات في الثمانينات وحرص الصناعيين على استغلال الأجواء الملائمة لتقديم افضل المنتجات وتزويد معاملهم بأحدث التقنيات. واجمع عدد من الصناعيين على العديد من الصعوبات التي تعترض عمل الصناعات النسيجية حاليا، ولاسيما الحاجة لمنع تصدير المواد الخام الأولية وخاصة القطن و تفعيل دور مطار حلب الدولي وإحداث رحلات جديدة إلى العديد من عواصم الدول الصديقة وترخيص الورش الصغيرة ريثما يتم التحول إلى الحرفية التي أحدثت لهذه الغاية ومعالجة المشاكل المتعلقة بالمحروقات و الطاقة الكهربائية اللازمتين لاستمرار العمل. وعلى الرغم من تأكيد الجهات الحكومية في أكثر من مناسبة على دعمها المتواصل لصناعة النسيج نظرا لقدرتها على تشغيل فرص عمل كبيرة إلا أن بعض الصناعيين ينظرون إلى هذه القرارات أنها غير كافية وتصب في مصلحة التجار أكثر من الصناعيين والتي ساهمت في إغراق السوق المحلية بالبضائع الأجنبية، ما أدى إلى تراجع هذه الصناعة في السوق المحلية بسبب ضعف قدراتها التنافسية لأسباب متعددة. وأكدوا أن دعم الصناعات النسيجية استثمار طويل الأمد ينعكس بالفائدة على الخزينة العامة والاقتصاد الوطني وتشغيل شريحة واسعة من العمالة واستغلال الثروات الوطنية، ولاسيما القطن الخام بالشكل الأمثل فالنجاح في تطوير الصناعات النسيجية يعني النجاح في تطوير30 بالمئة من إمكانات الاقتصاد السوري. ومن الجدير بالذكر أن المؤسسة العامة للصناعات النسيجية أعلنت أواخر العام المنصرم أن عدد الشركات الخارجة عن الإنتاج الفعلي كليا نتيجة الأعمال الإرهابية التخريبية، هي سبع شركات منها واحدة في دير الزور «شركة الفرات للغزل», وست شركات في حلب هي: السورية للغزل والنسيج, والشهباء للنسيج, والأهلية للغزل, والعربية للألبسة الداخلية, والصناعة للملبوسات الجاهزة, وسجاد حلب, وجميعها توقفت بشكل كلي عن النشاط الإنتاجي والتسويقي. ورأت المؤسسة أن خروج الشركات من دائرة الإنتاج وتوقف بعضها ولو جزئيا يؤثر سلباً على الأداء الإنتاجي والتسويقي وتراجع المؤشرات المالية المترتبة على تنفيذ تلك الشركات لخططها التي وضعتها خلال الخطة المقررة على مدار العام 2012 ضمن خطة وزارة الصناعة الإنتاجية. |
|