تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شبكات الكهرباء والماء والهاتف في مرمى الإرهـاب والخسائر بمئات الملايين

قاعدة الحدث
الخميس 17-1-2013
إعداد : أيمن بدور

تمثل البنية التحتية العصب الشوكي و شريان الحياة لجميع الانشطة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية في المجتمعات المتحضرة، و من دونها لا يمكن تحقيق اي تطور او رفاهية حضارية للمجتمع،

و محافظة حلب تعرضت لتدمير ممنهج ومدروس ابتداء بتدمير المدارس والمراكز الثقافية وتحويلها لمعسكرات ومن ثم قامت المجموعات الارهابية المسلحة بتدمير البنى التحتية كافة و قاموا بضرب المقرات الحكومية والمصانع واخر المطاف تدمير الاسواق التجارية والمناطق الصناعية في المحافظة وسرقة الالات والاجهزة المتطورة.ولم يكتفوا بهذا فقط بل ارهابهم طال المساجد كالمسجد الأموي والكنائس والمشافي والأماكن العامة أيضا.‏

خبراء اقتصاديون أكدوا أن أضرار حلب نتيجة المعارك الدائرة هناك خلفت خسائر كبيرة وبعشرات المليارات من الليرات السورية حتى الآن، مشيرين إلى أن هذا الرقم متغير وغير ثابت تبعاً لاستمرار «تخريب الإرهابيين في حلب». وتركزت في بعض الأبنية والمقرات والسيارات والآليات التابعة للمديريات, اضافة إلى ما تعرضت له المنطقة الحرة في حلب من سرقة ونهب وتفاوتت أرقام الأضرار بين مستثمر وآخر وبين الحقيقة والرقم المقدر من رجل الأعمال.‏

على صعيد الكهرباء,أدى اعتداء مسلحين على محطة غاز حلب التي تغذي عنفات محطة توليد الطاقة الكهربائية في المدينة لإخراج 1050 ميغاوات من الخدمة، أواخر العام الماضي. حيث أكد وزير الكهرباء السوري المهندس «عماد خميس» «أن الاعتداء الإرهابي أدى إلى انقطاع تيار الكهرباء عن عدد من مناطق مدينة حلب ولاسيما أن المحطة تنتج يوميا نحو 1050 ميغاوات من الكهرباء يتم استثمارها لتزويد مدينة حلب بالطاقة الكهربائية». وأشار وزير الكهرباء إلى «أن الإرهابيين أطلقوا قذائف على مخازن الوقود في المحطة الحرارية ما سيؤدي إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق بمدينة حلب على مدار الساعة».‏

كما ولم يتمكن عمال الصيانة في شركة كهرباء حلب من إصلاح ومعالجة الأعطال في منطقة الليرمون منذ ايام بسبب تعرضهم لإطلاق رصاص كثيف وإصابة أحدهم الأمر الذي أدى إلى انسحابهم من الموقع دون إنجاز المهمة، وبين مصدر في المحافظة أن العمال كانوا يحاولون إصلاح خطوط التوتر 66 ك.ف لتغذية محطات الليرمون والخالدية والأشرفية‏

ومحاولة الإصلاح هذه هي الثامنة بعد سبع محاولات لإصلاح الخطوط المذكورة لتزويد الأحياء الآنفة الذكر وشارع الفيل والشهباء الجديدة وبني زيد وجزء من الشيخ مقصود والجمعيات السكنية ونتج عن ذلك إصابة عدد من العمال بإصابات مختلفة كما تم خطف عدد منهم وقد أثرت مثل هذه الحوادث على الحياة اليومية للمواطنين والخدمات الأساسية.‏

كما واندلع حريق، منتصف العام الماضي في محطة وقود بحلب مسببا احتراق أربع سيارات صهريج معبأة بمادتي البنزين والمازوت وعشر مضخات وقود بالمحطة، دون وقوع أضرار بشرية، فيما قدرت الخسائر المادية بنحو 50 مليون ليرة. ونقلت وكالة (سانا) عن محافظ حلب، الدكتور موفق خلوف، قوله إن «سبب الحريق ناتج عن احتكاك سيارتين خاصتين عند مدخل المحطة بمحلة بستان الباشا أثناء عملية إفراغ الوقود من صهريج البنزين إلى أحد خزانات المحطة ما أدى إلى اشتعال النيران وامتدادها إلى الصهاريج المتوقفة ومضخات الوقود بالمحطة». وأوضح المحافظ أن «الخسائر قدرت بشكل أولي بنحو 50 مليون ليرة سورية».‏

وأدى انفجار سيارة مفخخة في حي الجميلية أواخر حزيران المنصرم قرب مبنى مديرية مالية حلب إلى حدوث أضرار مادية كبيرة بالمبنى والأبنية السكنية المجاورة وإحداث حفرة بعمق 5ر1 متر وبمساحة 5 أمتار مربعة وذلك بعد أن قام إرهابي بركن سيارة نوع مرسيدس مسروقة قرب مديرية المالية وتم تفجيرها عن بعد.كما نتج عن هذا التفجير خسائر كبيرة في مقر المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية الموجودة مقابل مبنى مديرية المالية في الشارع الموازي لها حيث أدى هذا التفجير الإرهابي إلى أضرار وخسائر بالغة في مبنى ومكاتب الإدارة التي تكسرت فيها نوافذ الزجاج وأثاث المكاتب وخلعت الأبواب كما تحطم المصعد البانورامي في المؤسسة الذي تم وضعه بالخدمة منذ فترة وجيزة.‏

عدد الأعمال الارهابية في حلب كبير, وحجم التدمير في هذه المدينة أكبر, وما ذكر ليس الا قليل, وأهالي حلب باتوا على دراية تامة بأساليب المجموعات الإرهابية المسلحة التي تستهدف المواطن في أمنه وسلامته ومقدرات ومستلزمات حياته اليومية من مياه وكهرباء وطحين ورغيف خبز, ناهيك عن استهدافها للبنى التحتية والمنشآت الخدمية وكل ذلك لحرمان المواطن الحلبي من كل احتياجاته الأساسية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية