|
البقعة الساخنة ,في وقت تطرح فيه الحكومة السورية برنامجا شاملا للاصلاح ,وتضع له آليات تنفيذية ,بعد ان سبق لها وصاغت الشروط والقوانين والتشريعات الكفيلة بتنفيذ هذا المشروع ,مع وجود احتمالات مفتوحة لتطويره وتوسيعه بمشاركة كل القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة وتجمعات المعارضة الوطنية داخل البلاد وخارجها. ولعل المتابع للازمة منذ بداياتها الاولى يلحظ تغير شكل وطبيعة الخطاب والروايات الاعلامية التي كانت تسوقها قوى البغي والعدوان على سورية,فعند الشروع في عمليات التفجير الكبرى ,كتفجيرات المراكز الامنية وحرق المستشفيات والمدارس وتخريب خطوط نقل الطاقة والسكك الحديدية ,كانت قنوات الفتنة ومحطات سفك الدم السوري تحمل الدولة المسؤولية وتسوق الاكاذيب التي توحي بان الحكومة تقوم بتلك الاعمال التخريبية لتبرر عمليات القتل التي تنفذها العصابات الاجرامية . وحين تم الاعلان عن وجود جبهة النصرة وتنظيم القاعدة ,تتالت الافتراءات بان الحكومة تروج هذه الكذبة لكي تجمع حولها المواطنين بذريعة ان خطر القاعدة يتهددهم وانه يتوجب عليهم الوقوف الى جانب الدولة حفاظا على ارواحهم وممتلكاتهم. كما ساق الاعلام القاتل ان ثمة مقاتلين من حزب الله وايران يقومون بتنفيذ عمليات عسكرية ويداهمون منازل المواطنين الآمنين. فما الذي تغير ,وما الظروف المستجدة في المشهد السوري؟ قامت جبهة النصرة بتبني كل العمليات الانتحارية والتخريبية في البلاد ,واعتبرت المجموعات المسلحة ان تنظيم جبهة النصرة هو الفصيل الاكبر في العمليات التخريبية ,وكل الاعمال العسكرية ,وهي صاحبة الحق في تبني كل العمليات التخريبية ,كما اعترف المسؤولون الغربيون وكل وسائل الاعلام الضالعة في اراقة دماء السوريين بذلك ايضاً,وزادوا فوفها اعترافهم بتدفق السلاح والمقاتلين الأجانب بهدف اسقاط النظام وتخريب البلاد وتقطيع اوصالها ,واشاعة الفوضى في كل مدنها وقراها. هذه الصورة تبدي بوضوح لا يقبل اللبس او الغموض بان ثمة آلية موضوعة ومرسومة مسبقاً لتدمير بنية الدولة السورية والمجتمع السوري الذي شكل نموذجاً فريدا في العيش المشترك والأمان الاجتماعي على امتداد الزمن,فكانت الخطة التنفيذية التي تخدم المشروع الصهيوني في تهديم وتخريب كل البنى السياسية للبلدان العربية وفي مقدمتها سورية كونها مثلت على الدوام العقبة الوحيدة امام المشروع الاستعماري للصهيونية. قلة تتابع تلك التطورات والمتغيرات ,لكن ماكينة الاعلام تعمل بقوى جهنمية في تضليل الرأي العام المحلي والعربي والعالمي,وان المشروع الاصلاحي المتكامل مثل احدى اهم اشكال مواجهة المشروع التآمري فكان لا بد من رفع وتيرة العداء والكشف عن وجوه بعض قوى العدوان ومن بينها الاخضر الابراهيمي الذي وقع تحت تأثير اموال النفط وغيرها بعد ان اسقط في يد كل قوى العدوان وفقدت كل ذرائعها في تسعير حدة المواجهات ,والمشروع الاصلاحي الى نجاح ,وسورية الى تحقيق انتصار جديد |
|