|
ثقافـــــــة ترجمة: فاروق مصطفى، صدرت ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق. تحت عنوان طريف يكتب المؤلف: رواية روايتي الأولى فيقول: اليد الخفية هي أولى رواياتي، فقد طلب مني صديقي سداد سيماوي في السنة الأولى للهدنة أن أكتب رواية لصحيفته اليومية التي كان يتهيأ لإصدارها باسم «در سعادات».
كنت مشغولاً بكتابة المسرحيات ولم يكن يخطر ببالي مطلقاً أن أكتب رواية قلت: لاأستطيع فأجاب بل تستطيع فالرواية والمسرح عملان فنيان صنوان، كان الاحتكار واستغلال النفوذ والمنصب الشغل اليومي الشاغل، إذ كثيراً ماكان يشاهد أشخاص لايملكون أجرة عبور الجسر، يبيعون مقطورة ويصبحون فجأة بين عشية وضحاها أثرياء حرب، كان مثل هذا الموضوع يدور في ذهني لكنني لم أستطع صياغته كمسرحية بشكل من الأشكال وحتى لوصغته كان هناك شك في إمكانية أدائه وعرضه على خشبة المسرح إزاء إصرار سداد قلت: فلأجرب وأر، وبدأت العمل.. وكان بحسباني أن تحجز هذه الرواية وتصادر لكن المجريات حولتها إلى شكل آخر مغاير تماماً. ويضيف قائلاً: رأيت صبيحة اليوم الأول الأعمدة المخصصة للحلقة في در سعادات بيضاء فارغة تماماً كتب في الأعلى فقط عنوان اليد الخفية وكتب في الأسفل يتبع وهناك إعلان مستقل يقول: تم تأخير حلقة الرواية من قبل الرقيب كانت هذه فضيحة بالنسبة لعمل أدبي و أسرعت إلى الصحيفة لكن سداد الذين يفهم جيداً بالصحافة رغم سنه التي يمكن أن يقال عنها صغيرة لم يوافقني الرأي بل قال بامتنان تام: ليست فضيحة بل حسن حظ أية دعاية هذه الرواية أولى: الرقيب شمسي أفندي إنسان طيب جداً، سنذهب الآن إليه سوية، إذ قال إن بإمكانه أن يسمح لنا بالنشر مع بعض التعديلات الطفيفة. لم تكن هناك يومها كتابة يمكن أن تنشر دون تعديل وتغيير هنا وهناك فيها ولم أكن أفكر أنني كتبت رواية يمكن أن تتساقط لآلئها ببعض التغييرات الطفيفة أو حتى الكبيرة فيما ذهبنا مع سداد سوية. كانت الرواية تبدأ بجملة: ذهبت بمقابلة الناظر لنتكلم في موضوع الحطب فقال شمسي أفندي: احطب لايمكن، يجب أن نضع شيئاً غير الحطب.. حسناً ماذا نضع..؟! هناك الكثير مثلاً أفيون !! حسناً ولكن الناظر يقول فيمابعد: هناك بين موظفي رجال مثل: الحطب..آه.. قلت الحطب تذكرت، هذا التشبيه بالحطب كان ذريعة ابتدعها الناظر لكي يفتح موضوع الحطب. ويفكر شمسي أفندي مداعباً لحيته السوداء المحببة ثم يقول: أغلب موظفي يحلمون حيث هم جالسون كأنهم تناولوا أفيوناً.. قبلت الفكرة التي عثر عليها الرقيب لأنني أعجبت بها أكثر من إعجابي بفكرتي،وكان تورط حكومته الداماد فريد في تلك الفترة في فضيحة الحطب هو السبب في هذا الاعتراض. وللمؤلف: رشاد أكثر من أربعين عملاً أدبياً تتوزع على الرواية و القصة، والمسرح والترجمة. |
|