تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكتاب الأحمر يفضح دموية التاريخ الغربي..

ثقافـــــــة
الخميس 17-1-2013
ترجمة: مها محفوض محمد

لايخلو تاريخ الغرب من العنف والإجرام من أعلى الهرم إلى قاعدته على صعيد القيادات والأفراد.

المجتمعات الغربية جبلت على الإرهاب هذا مايتناوله كتاب «دموية التاريخ الغربي» للمؤرخ والكاتب الصحفي فرانك فيران الصادر عن دار فلاماريون الباريسية.‏‏

وفيران هو معد برنامج عنوانه في قلب التاريخ منذ عشر سنوات تقدمه إذاعة أوروبا الأولى.‏‏

يقلب فيران في كتابه هذا صفحات سوداء من سير شخصيات كان لها تأثيرها في التاريخ والسياسة والاقتصاد وعالم المال والأعمال شخصيات أياديها ملوثة بالدم والمؤامرات الوحشية عاشت في أوروبا الغربية والولايات المتحدة على حد سواء مارست أبشع أنواع العنف وارتكبت جرائم يندى لها جبين الإنسانية.‏‏

ويأتي هذا الكتاب الأحمر للمؤلف فرانك فيران بعد عدد من مؤلفاته التي سلطت الأضواء على الوجه الأسود لمشاهير نجوم السياسة في الغرب.‏‏

ويتوقف كتابه «دموية التاريخ الغربي» عند 28 قصة شر من أبرزها: قصة اليزابيث باتوري الملقبة بـ سعلات الدم وهي كونتيسة من أسرة هنغارية تنحدر من جبال القرباط وسط أوروبا.‏‏

اكتشفت محاكم التفتيش نوازعها الإجرامية بعد أن أمرت تلك النبيلة القاتلة بتعذيب وتقطيع أوصال 610 ضحية ثم إفراغ أجسادهم من الدماء لتموت الضحايا بعد عذاب بطيء تحقيقاً لرغبة باتوري وتعود تلك الجثث التي عثرت عليها محاكم التفتيش لأسماء أناس كانوا في خدمة الكونتيسة مصاصة الدماء.‏‏

كذلك الأمر بالنسبة لقصة جيل دواري وهو ماريشال من ماريشالات فرنسا عاش بين أعوام 1400-1440 كان عسكرياً يشارك جان دارك في معاركها اتهم بجرائم كبيرة تجاوز عددها 200 جريمة قتل ارتكبت بحق أطفال ذكور وإناث تتراوح أعمارهم بين 7-15 سنة كان يصدر أوامر بسجنهم وتعذيبهم قبل تصفيتهم ثم وجهت إليه تهمة الاضطراب العقلي وأعدم شنقاً في مدينة نانت الفرنسية واعتبر أول من مارس القتل الجماعي في فرنسا.‏‏

ويتابع الكاتب قائلاً: وماأدرانا ماذا كان يدور في خلد هذا الضابط من هرطقات وهلوسات هستيرية وهو صاحب رتبة رفيعة المستوى خلال قيادته لفرق في الجيش الفرنسي في ذلك الزمان.‏‏

كذلك تثير قصة وحش جيغودو القشعريرة حين ظهرت آثار هذا الوحش عام 1765 في غابات لالوزيير الفرنسية راح ضحيتها أكثر من 130 إنساناً بريئاً وكان وراء تلك الاغتيالات والجرائم ابن ساحرة عاشت في تلك البقاع غيرأن التهم ألصقت بذئب كبير كان يرتاد الغابات خلال المرحلة المذكورة ليضيع الأثر لكن المشيئة الإلهية كشفت تلك الحوادث فيمابعد.‏‏

أما القصة الأكثر غرابة فقد جرت في جزيرة الضباب على الضفة الشمالية لبحر المانش أيام حكم ملك بريطانيا الملقب غول آلتيدور المدعو هنري الثامن والذي حمل اسم صاحب اللحية الزرقاء «القرصان الدموي»... وينحدر من عائلة تيودور الانكليزية التي قدمت للعرش خمسة ملوك كمايعود أصل الملكة اليزابيث الحالية إلى تلك الأسرة.‏‏

تزوج هنري هذا بست نساء ساق اثنتين منهن إلى المقصلة وتخلص من الأخريات بقتلهن تباعاً باستثناء الأخيرة لأنه توفي قبل أن يقضي عليها عرف بجزار آلتيدور ويذكره التاريخ بوحشيته.‏‏

أما على صعيد الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي فالقائمة تطول ويتوقف الكتاب عند آل كابوني أعتى المجرمين الأميركيين شهرة فأطلق عليه اسم إرهابي شيكاغو عاصمة الجريمة في بلاد العم سام. حيث استطاع من مدينته تلك التحكم بعدة ولايات أميركية من خلال الكازينوهات ودور القمار قبل مئة عام من الآن وكانت عصاباته تنشر الذعر في تلك المناطق مارس تجارة الأسلحة وتهريبها وتجارة الرقيق والابتزاز المصرفي ولاتزال سيرته الإجرامية تثير إنتاج هوليوود هاوية الترويج للجريمة والإرهاب.‏‏

وقد قتل بمسدسه أكثر من 150 ضحية تم خطفها قبل تصفيتها بواسطة مضاربه في لعبة البيسبول.‏‏

بهذه الفظائع الدموية استطاع فرانك فيران أن يحقق أعلى نسب مبيع لكتابه خلال أعياد رأس السنة الجديدة وهذا ماأثار شهية دور نشر مرموقة في أوروبا وأميركا راحت توزع مهام نبش أقبية التاريخ الغربي لتعرية الوجه القبيح لشخصيات تركت بصمات الدم في وجدان شعوبها عبر العصور وتتم حالياً ترجمة الكتاب إلى الانكليزية والإسبانية والألمانية إذ يبدو أن لغة الدم أصبحت تدر الملايين على أسواق الكتاب اليوم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية