تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث .. وطن الأشواق المتناقضة!

آراء
الخميس 17-1-2013
 د. اسكندر لوقا

في قراءة لكتاب «في وطن الأشواق المتناقضة» للمؤلف الإسرائيلي «ايهود بن عيزر» قام بها الاستاذ الدكتور «ابراهيم البحراوي» رئيس شعبة الأبحاث العبرية في جامعة «عين شمس»

أشار إلى أديب إسرائيلي له موقف حول طرد وتشريد العرب من فلسطين في حرب العام 1948 ينقل الاستاذ البحراوي عن لسان هذا الأديب قوله إن هذه العمليات تعد مشكلة أخلاقية بالفعل، ولكن لم يكن ثمة مفر من التعامل معها باعتبار أن ما جرى كان ضرورة قومية صهيونية!‏

وفي اعتقاد «ايهود بن عيزر» نفسه في كتابه المشار إليه أن مثل هذه العمليات التي تتحدث عن التنكيل بالعرب المقيمين في فلسطين عام 1948 لم يكن ثمة سبيل للتخلي عنها أو تجاوزها وإن يكن ذلك قد أثار في حينه بعض مشاعر التأنيب لدى مرتكبي تلك العمليات، تجاه «الضحية العربية» ونحن نعلم أن أقوالاً من هذا الطراز لا يمكن أن تشكل لدى القراء العرب من كل الأجناس أو الأعمار ومهما كانت مواقعهم أو مستوى ثقافاتهم، لا يمكن أن تشكل أي قناعة برومانسية مثل هذه النظرة، لاعتبارات تاريخية بالدرجة الأولى والأخيرة في وقت واحد.‏

إن الذاكرة العربية لم تنس بعد لحسن الحظ ما جاء في رواية مؤسس الحركة الصهيونية «تيودور هرتزل» التي نشرت في عام 1902 تحمل أملاً في إقامة الدولة العبرية سرعان ما اكتسب شرعيته - إن صح القول- من وعد اللورد بلفور كما هو معروف في عام 1917.‏

ولم يكن ذلك الأديب الإسرائيلي الذي لم يرد ذكر اسمه في قراءة الاستاذ البحراوي الوحيد بين كتاب الحركة الصهيونية الذين ضربوا على الوتر ذاته فيما أعلنوه عن نتائج قيام الدولة العبرية فأعادوا إلى الأذهان ما قيل عن تأنيب الضمير والأزمات الأخلاقية التي استدعت ظروف قيام الدولة المذكورة حدوثها ذلك لأن ما حدث كان لابد منه بالنظر لضرورات اقتضتها خطوات تحقيق المشروع الصهيوني في الأرض التي يسميها «بن عيزر» باسم «وطن الأشواق المتناقضة».‏

ويتساءل أحدنا حول عبارة «الأشواق» ومعانيها تراها تعني شوق اليهودية العالمية إلى ما يعتقد أتباعها بشأن أسطورة الأرض الموعودة فقط لا غير؟ أم إن غرض المؤلف بل نياته الخبيثة، أن يبين وعلى مزاجه أن ثمة شوقاً آخر على الجانب العربي للقاء من تربطهم بهم «جذور سامية مشتركة» على حد تعبير أحد كتاب إسرائيل المعاصرين ويدعى «بيوشع ريدلر فيلدمان» على سبيل المثال؟‏

وهكذا على هذا النحو تستمر عجلة بناء إسرائيل التي تبشر بها الحركة الصهيونية أعني إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ونحن بين قارئ ومنتظر ماذا سيكون عليه واقع المنطقة برمتها في المستقبل القريب أو البعيد نسبياً نبقى للأسف في وضعية بين مصدق وغير مصدق.‏

">Iskandarlouka@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية