تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الزيارات الميدانية..

حديث الناس
الخميس 17-1-2013
قاسم البريدي

معاناة المواطن لا تنتهي.. فهل يشعر المعنيون بها ويعيشونها على أرض الواقع.. أم أنهم يكتفون بالتصريحات..

وهل يكفي أن نعلق مسؤولية التلاعب بقوت المواطن على تجار الأزمات أم علينا أن نبدأ من أنفسنا كل في موقعه..؟‏

يثبت الواقع كل يوم أن الفجوة بين المواطن والمسؤول لا تزال قائمة رغم أنها أهم عناوين الاصلاح والعمل الحكومي.. فحاجات الناس الأساسية والمدعومة من الدولة بمليارات الليرات يتاجر بها نهاراً جهاراً وعلى مرأى من الجميع.. وأولى الحلقات في توفير هذه الحاجات تبدأ من أصحاب القرار أنفسهم ولجان التوزيع والرقابة.‏

وأحد الحلول المهمة تكمن في معايشة الواقع من قبل المسؤولين أنفسهم ووضع حلول فورية للمشكلات من خلال الزيارات الميدانية المفاجئة لمراكز الخدمات المختلفة والتي تعطي المسؤولين الفرصة للوقوف على السلبيات ووضع الحلول العملية والعلمية السريعة لها لتزول خلال ساعات.‏

فالزيارات الميدانية تساعد على اتخاذ قرارات أكثر واقعية واتصال بالشارع، وتعطي مردوداً على الأرض، كما تعطي انطباعا عاماً بأن المسؤول ليس منعزلاً أو مفصولاً عن الناس بل متصل بهم ويعيش همومهم وهو قدوة لهم في المعاناة نفسها.‏

وبطبيعة الحال.. هناك فرق واسع بين الزيارات الاعلامية التي لا تجدي نفعاً إلا لإعطاء صورة جميلة لأصحابها فقط وبين الزيارات المفاجئة التي ترسل رسالة مهمة للعاملين في مختلف مفاصل الدولة بما يحفزهم على العمل والانضباط والتعامل الراقي مع المراجعين غير أن تكثيف الزيارات الميدانية لا يعني أبداً أن يظل المسؤول في الشارع وخارج مكتبه طوال الوقت لأنه معني بتسيير مناحي الحياة وجوانبها المختلفة وهناك عشرات الوسائل والتقنيات التي تبقي المسؤول على تماس مباشر مع الناس، لأن المعيار الأول والأخير انطباعهم ومستوى رضاهم عن الخدمات الأساسية المقدمة لهم سواء في المأكل والمشرب أو التنقل أو التدفئة أو غير ذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية