|
البقعة الساخنة ما زالت الكرامة مفهوماً لا تعرف معانيه، لكنها تُتاجر بما هو أكبر وأعظم وأعمق منها ومن الوطنية والحرية والسيادة والاستقلال، ولا تخجل من فضيحتها المُعلنة من أنّها لا تفعل إلا ما يأتيها من خارج الحدود بجواز فعله من عدمه!. إذا كانت تزدهر هذه الأيام تجارة المعارضة المدفوعة قيمة إقامتها في الفنادق ذات النجوم المُتعددة، فإنّ ذلك لم يُلغ استمرار ازدهار الحكومات التي تتلقى تعليماتها اليومية من السفارات التي تدفع فواتير الفنادق وتُمدد للمُقيمين فيها أو تمتنع، لبنان الأُنموذج، والأردن المثال، وتونس الحالة، على أنّ للخليج بأكمله وضع خاص واستثنائي!. لدى السفارات الأميركية في مُعظم الدول العربية عمل روتيني تقوم به كل صباح، مرّة يتصدى له السفير شخصياً، ومرة كبير دبلوماسييها، وأخرى موظف من الدرجة الثانية، لكن في مرات أُخر ترى واشنطن، وحسب تقديراتها، أنه ينبغي لوزارة الخارجية - الوزير - أو للبيت الأبيض - الرئيس - أن يُبلغ شخصياً هذه الحكومة أو تلك ما يجوز وما لا يجوز لها القيام به أو حتى التعبير عنه. جرود عرسال، القدس، وحادثة السفارة الإسرائيلية في عمّان، أكدت المُؤكد مرة أخرى من جديد، وهو ما لا يستغربه أو يستهجنه مُتابع عارف بباطن الأمور وظاهرها، لكنه الأمر المُخزي الذي من شأنه أن يُسقط شرعية من لا شرعية له وأن يُحرج جمهوره، ذلك أنّ مشهدية وقوف الموتور رئيس الحكومة اللبنانية إلى جانب كونداليزا رايس في بيروت صيف 2006 لا يُمكن لها أن تتكرر في واشنطن بالوقوف إلى جانب دونالد ترامب بلا أثمان!. في مثل هذه الأيام من صيف 2006 وقفت رايس تُهدد وتُبشر بمخاض ولادة شرق أوسط جديد، تبادلت القبلات مع حلفائها في بيروت، بينما كانت المقاومة اللبنانية تكتب صفحات المجد وتصون السيادة والاستقلال، فهل من مشيئة القدر أم من المشيئة الأميركية أن يبقى أصحاب شعارات «الحرية والسيادة والاستئلال» قطيع غربان تنعق وتنهش الجسد اللبناني؟!. عرسال، القدس وحادثة السفارة، جعلت حكومات قائمة في بيروت وعمّان وسواهما تبدو كما لو أنها في سباق ماراتوني خطُّ نهايته تل أبيب أو واشنطن - لا فرق - تتسابق لبلوغه، تلتزم حرفياً بما يصلها من واشنطن وسفرائها المُعتمدين، وتُبدي جاهزيتها الدائمة لتتعلم ما يجوز وما لا يجوز لها أن تقول وتفعل، ويبدو أنها لم تتعلم الكثير بدليل أنها ما زالت تنتظر جرس الهاتف كل صباح!. |
|