تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشاعر صالح جودت... ممثل فاشل

ساخرة
الخميس 14-1-2010م
أحمد بوبس

الشاعر الكبير صالح جودت الذي تحولت المئات من أشعاره وزجلياته إلى أغنيات بأصوات عمالقة الطرب مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وغيرهم،

بدأ حكايته مع الفن هاوياً للتمثيل فمثل ضمن الفرقة المسرحية المدرسية وكان من عشاق الممثل جورج أبيض وخاصة دوره في مسرحية (لويس الحادي عشر).‏

وعندما بنى جورج أبيض مسرحه الخاص بحدائق القبة بالقاهرة في ثلاثينيات القرن الماضي، قرر أن يفتتحه بعرضٍ يضم مشاهد من مسرحياته الكبرى وعرض على صالح جودت المشاركة في التمثيل فيها، فاختار جودت شخصية لويس الحادي عشر التي أحبها من جورج أبيض، وقام بالتدرب عليها وأعجب به جورج أبيض أثناء التدريبات وتنبأ له بمستقبل عظيم في المسرح.‏

وجاءت الليلة الأولى للعرض، ودخل صالح جودت خشبة المسرح بمواجهة المئات من الجمهور، ووجد صالح نفسه وقد نسي كل شيء تماماً، ولم يعد يذكر من الحوار كلمة واحدة وكان جورج أبيض وراء الكواليس في منتهى الغضب فصاح به: انطق.. انطق يا غبي‏

وازداد اضطراب صالح جودت، وأراد أن يخفف من توتره، فأخرج علبة دخان من نوع (لاكي سترايك) وبدأ يدخن فجن جنون جورج أبيض وصاح به: يخرب بيتك.. لم يكن هناك سجائر (لاكي سترايك) أيام لويس الحادي عشر.‏

وفجأة تدخلت الممثلة دولت أبيض زوجة جورج أبيض، وقامت بدور الملقن لجودت من وراء الكواليس فعادت له الذاكرة... وتابع التمثيل وكانت هذه آخر مرة يقف فيها على المسرح.‏

وكان صالح جودت شاعراً بالفصحى، ولم يكن يحب كتابة الزجل العامي، حتى جاءه ذات يوم شخص وهو يعمل في المصرف، وقال له: الحقنا يا أستاذ جودت... نحن في ورطة.‏

فسأله جودت عن الأمر فأجابه الشخص: هناك أغنية تلعب دوراً مهماً في فيلم يجري تصويره، الآن في استديو مصر لابد من تسجيلها الليلة ونريد أن تكتب لنا كلماتها.‏

فأجابه جودت: ولكنني لا أنظم الأغاني باللهجة الدارجة.‏

فقال الرجل:ياسيدي.. أرجوك، وقد أرسلني كمال سليم... وهو يرجوك أيضاً.‏

وعندما سمع صالح جودت باسم كمال سليم ضعف، فقد كان صديقه الغالي، وكتب جودت كلمات أغنيته (يا بلبلين في الهوا) وغنتها فاطمة رشدي في فيلم العزيمة، وبعدها كتب المئات من الأغنيات باللهجة العامية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية