|
ساخرة وقد حدث ذلك في حفلة خاصة في أحد مقاهي القاهرة قبل 72 سنة، رفعت خلاله الجبة بخطافين كانا معلقين ببكرة، فظهرت البزة الحديثة، وسط تصفيق الحاضرين وضحكاتهم. وعندما تخلص صاحب الجبة منها تماماً، وعلت في الفضاء فارغة مما كان يملؤها قبل حين، ابتدأت الحفلة المشهودة بكلمة من عريف الحفلة الأديب (ع. ش) الذي قال إن الاستاذ م.م صاحب الجبة بدأ الآن طوراً جديداً من أطوار حياته، وطلب من الحاضرين أن ينشدوا معه نشيد الحفل الذي ألفه واحد من لجنة الاحتفال ولّحنه واحد منهم أيضاً وقد جاء في هذا النشيد: نشيد حفلة إزاحة الجّبة مهدي، مهدي، مهدي، مهدي كنتَ الشيخَ فصرت أفندي وتركت نُشوقاً وسُعوطاً وغدوتَ رقيقاً كالورد مهدي، مهدي، مهدي، مهدي اليوم غدوتَ أفندياً مفروقَ الشعر على الغرّة تحمل طربوشاً معووجاً كفتاة قد حملت جّرة تمشي تتمايل بالقدّ (1) مهدي، مهدي، مهدي، مهدي قلب صاحب الجبة... كالقبقاب! أما المحتفى به فقد ألقى قصيدة استهلها بالغزل على الطريقة القديمة ثم قال: يا قلب، كالقبقاب، جرجرك الجمال فتارة تُدعى وأخرى تُزجرُ طوراً برِجل «فهيمة» وعشية في رجل «سلمى» والزمان تَجرجُرُ وقال أيضاً: ياجبةً شهدت ضلال شبيبتي إني لأمنحك الصدود وأهجر لونت ألواناً فذلك أبيض يَقَقٌ وهذا في الجوانب أخضر وإذا التفتَّ إلى ذرى أكمامها ألفيتَ أزرق، بعد إذ هو أحمر ما بدلتي خير ولكنّي فتى العصر يحكم خطوتي ويُدبّر من قصيدة «الشاعر الناقد» ثم تحدث عدد من الشعراء والأدباء، يذكر العوضي الوكيل بعض أسمائهم، ويورد أبياتاً، لم يذكر اسم صاحبها، ولكن.. يبدو أنه ينتقد فيها المحتفى به ويلومه ويعرض به.. ومنها: ودعتَ عهداً تولّى وجبة تتدلى أأنت حقاً أفندي بين البريّة، أم .. لا؟ فهل حذفتَ لغات الأقوام اسماً وفعلا أم لا تزال مكباً على سعاد... وليلى؟ وتستعيد الحواشي والشعر جداً وهزلا هل بدل الزي الجديد .. العقل والروح؟ ويقول فيها أيضاً: لبست زياً جديداً فهل تبدلت عقلا وهل تبدلت روحاً وهل تغيرت فعلا الزي ليست بشيء فلا تحمله.. حملا فأنت شيخاً أنيقاً أنقى وأسمى وأحلى (2) فلست أرشق قداً ولست أجمل شكلاً الحواشي: (1) مطالعات وذكريات - تأليف: العوضي الوكيل - القاهرة 1972 - ص 94-95-96. (2) المصدر السابق - ص 97-98-99. |
|