تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين ميتشل وكراولي!

البقعة الساخنة
الخميس 14-1-2010م
أحمد حمادة

ما إن صرح المبعوث الأميركي للمنطقة جورج ميتشل لتلفزيون ( بي بي اس) أنه بموجب القانون الأميركي بإمكان واشنطن حجب الدعم عن ضمانات منح قروض لاسرائيل،

حتى سارع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إلى نفي ذلك قائلاً بأن بلاده لا تعتزم ممارسة ضغوط مالية على اسرائيل لإرغامها على وقف الاستيطان.‏

والسؤال الملح الذي يطرح نفسه في هذا الموقف المنحاز للكيان الاسرائيلي، والذي يتستر على سرقته للأراضي العربية وإقامة المستوطنات فوقها هو: ما فائدة طلبات الادارة الأميركية لحكومة نتنياهو بضرورة تجميد الاستيطان إذا كانت هذه الإدارة تقر بأنها لن تمارس أي ضغوط عملية لوقف هذا الاستيطان؟! ، وأين مصداقيتها حين تقول - وعلى لسان الرئيس أوباما- بأن بناء المستوطنات غير شرعي وأن ادارته تصر على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة؟!.‏

مع كل أسف لا تزال الادارة الأميركية تتحدث بشيء وتنفذ على أرض الواقع شيئاً آخر، وإلا ما معنى أن تربط هذه الادارة كل موضوع السلام في المنطقة بالاستيطان - مع أن الأمر الجوهري هو الاحتلال- ثم تعود لتتراجع حتى عن هذا الموقف؟، وما معنى أن تظل شهوراً طويلة تتحدث عن تجميد الاستيطان ثم تظهر فجأة لتقول على الفلسطينيين العودة إلى المفاوضات دون شروط مسبقة أي دون الحديث عن قضية الاستيطان؟!.‏

وماذا يعني قبل هذا وذاك تراجع أوباما عن عقد مؤتمر صحفي مؤخراً يشرح فيه موقف إدارته من الاستيطان ورفض اسرائيل لمقترحاته ؟!.‏

باختصار كل المواقف الأميركية من هذه القضية ومن قضية السلام بشكل عام توحي بأن السياسة الأميركية لا تزال تحابي هذا الكيان العنصري وتتستر على جرائمه وسرقته للأراضي العربية، وكل طلباتها من حكومة هذا الكيان هي شكلية فقط ولا تتعدى التصريحات ما يؤشر أن السلام أبعد ما يكون عن الواقع طالما ظلت سياسة واشنطن على هذه الشاكلة!!. ahmad hamad67@ yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية