تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأهالي قلقون رغم التطمينات..مخـلّفـــــات الصــــــرف الصحـــــي إلـــــى نهــــــر مرقيـــــة !!

تحقيقات
الخميس 14-1-2010م
سمر رقية

سوء التخطيط وسوء التنفيذ وعدم الخبرة والتأخر في المعالجة، كلها عوامل جعلت أهالي بلدتي الكريم والمروية والمزارع التابعة لها يعيشون حالة من القلق والتوتر والخوف بسبب تحويل مخلفات الصرف الصحي لمنطقة الشيخ بدر الى نهر مرقية

والذي ينتهي مصبه الى نبع الحاج حسن الذي تعمد محافظة طرطوس على إقامة محطة معالجة بجانب سرير النهر، دون الأخذ بعين الاعتبار الموقع السياحي والجمالي والأثري للنبع، كما يعد من أهم ينابيع المحافظة لارواء منطقة القدموس وريفها بالكامل بمياه الشرب.‏‏

‏‏

شكاوى وأمنيات‏‏

بعد العديد من الشكاوى قامت الثورة بزيارة ميدانية الى موقع الشكوى، فما كان ملفتاً مواقع سياحية رائعة قل نظيرها مياه وأشجار خضراء يتصدرها جسر أثري غاية في الروعة والجمال.‏‏

السيد علي جابر علي أمين الفرقة الحزبية في بلدية الكريم تكلم باسم أهالي القرية فقال: إن نبع الحاج حسن يروي منطقة القدموس بالكامل بمياه الشرب النقية وموجود في أجمل المناطق السياحية،وتعد قريتنا من أكثر القرى تضرراً من هذا الوضع وبالأخص المزروعات التي هجرها أصحابها رغم أنها المصدر الأساسي لدخل الكثير من الأسر، لهذا وباسم أهالي القرية والقرى المتضررة آقترح نقل المحطة المقرر انشاؤها من موقعها الحالي الى مسافة تبعد /2/ كم من الموقع المقرر باتجاه الجنوب، لأنه في حال تم الأخذ بهذا المقترح سيتم الاستعاضة عن محطة الضخ المزمع إقامتها في تلك المنطقة مايعني توفير ملايين الليرات، وتحويلها لمشروع خدمي آخر، وبهذا الحل فإن محطة المعالجة المقررة ستخدم كامل القرى التابعة لبلدية الكريم وهي (بيت عقول - نعمو الغربية، سريجس، كرم الخصيبي، باشيشة البلشة ).‏‏

أما في حال إقامتها في موقعها الحالي فهي لن تخدم أحداً لأنه بالأساس لايوجد صرف صحي في تلك القرى المذكورة أصلاً.‏‏

علي صالح رئيس بلدية الكريم قال: في حال تم الأخذ بهذا المقترح سيصبح نبع الحاج حسن أكثر أمناً من التلوث.‏‏

‏‏

أما المهندس علي عمران رئيس دائرة الزراعة بالقدموس فقد اعتبر محطة المعالجة مصدر تلوث للبيئة وبالأخص في منطقة تعتبر المتنفس الوحيد للمنطقة بأكملها، وبالتالي ستصبح مركزاً لتجمع جميع أشكال الحشرات الضارة إضافة لعزوف المزارعين عن زراعاتهم التي هي بالأساس مورد رزقهم عندما سمعوا بإنشاء محطة المعالجة.‏‏

على ذمة المعنيين..‏‏

مدير البيئة بطرطوس المهندس حسن مرجان قال : إن إنشاء محطة معالجة في تلك المنطقة نعمة وليست نقمة، ونتيجة لذلك تمت إطالة المصب لإنقاذ نبعي جورة الحصان الذي هو متوقف نتيجة التلوث منذ 15 عاماً وهذا مكسب لمنطقة الشيخ بدر بالكامل.‏‏

ويتابع م .مرجان قوله على اعتبارها مشكلة فهي لاتقارن بالمشكلة الأساسية، فنحن ربحنا النبع مقابل ابعاد المصب، والمحطة بوضعها الحالي لاتشكل خطورة على مصادر مياه أخرى ولاتخوف من التلوث، وأعتقد أنه من الصعب إبعاد المحطة عن موقعها الحالي وهي بالأساس وجدت لسلامة المياه والصرف الصحي.‏‏

المهندس محمد ابراهيم مدير مؤسسة المياه بطرطوس أشار الى أنه بالعموم إذا كنا نعاني من مشكلة ما، فالمشكلة تكمن في السرعة في الدراسة وسوء التخطيط وسوء التنفيذ أحياناً وعدم الخبرة، فآلية العمل غير مدروسة لذا تتأخر المعالجة و يمكننا القول إن دراساتنا قاصرة، أما بالنسبة لوجود محطة المعالجة بموقعها المذكور فهي لاتؤثر سلباً على النبع، لأن المؤسسة قامت بتركيب بواري البوليتين وبتركيبها حققنا جدوى اقتصادية عالية.‏‏

أما المهندس محمد تفاحة رئيس قسم التحليل والتعقيم بالمؤسسة من جانبه أراد أن يطمئن أهالي المنطقة بقوله : لاداعي للخوف والقلق فالمؤسسة قامت بتنفيذ بواري عالية الجودة وهي كتيمة 100٪،ولتفادي المشكلة نهائياً لابد من تنفيذ الأعمال بالشكل الصحيح.‏‏

أما الصوت الثالث كان من مديرية الخدمات الفنية الجهة المعنية بالإشراف والتنفيذ، فقد بين المهندس رحاب محمد مدير الخدمات الفنية بأن المحطة مدروسة من قبل الوحدة الهندسية في جامعة حلب ومدققة من قبل الوحدة الهندسية في جامعة تشرين بتكليف من وزارة الاسكان والتعمير، وموقعها مستملك وفق الدراسة المعدة والوزارة قيد التعاقد على تنفيذها، مؤكداً بأن محطة المعالجة مهمتها معالجة مخلفات الصرف الصحي وإزالة أسباب التلوث منها، وهي مدروسة بتقانة جيدة بحيث لاتنشر أي روائح والمياه الناتجة عنها في أسوأ حالاتها تكون صالحة للري وفي معظم دول العالم تستخدم المياه الناتجة عن محطة المعالجة والسماد في تحسين التربة، أما بالنسبة لموقع المحطة فموقعها مناسب وفق الدراسة المعدة.‏‏

‏‏

أما الصوت الرابع كان من مديرية الصرف الصحي بالمحافظة، حيث أشار مديرها المهندس مازن غنوم الى عمل ووظيفة محطة المعالجة بشكل عام بقوله :‏‏

هناك اعتقاد خاطىء عند الأهالي حول مفهوم محطة المعالجة التي هي بالأساس تصمم وتقام لرفع التلوث عن المياه الجوفية والآبار والوديان والسهول، مضيفاً أما بالنسبة لمحطة الشيخ بدر رغم أنه لحد الآن لاتوجد أي شكوى أو اعتراض من قبل الأهالي بشكل رسمي، فالمجمع منفذ والمحطة جاهزة للإعلان.‏‏

موضحاً أن محطة المعالجة إذا كانت مصممة تصميماً جيداً، وبمعدات ذات تقنية عالية لاتسبب أي روائح أو أي إزعاجات بيئية و بالتالي لاخوف على البيئة من كل ما يدور في رأس الأهالي من أوهام وتخوفات لاأساس لها من الصحة، ففي أغلب دول العالم المتقدمة توجد محطات المعالجة ضمن البيوت السكنية.‏‏

متابعاً: باعتقادي هناك مفهوم خاطىء حول محطة المعالجة ولن يتضح هذا المفهوم إلا بالتجربة، أما بالنسبة لمحطة الشيخ بدر فهي منفذة بالبوليتين وهو أكثر كتامة وما ينقصنا فقط كوادر فنية مؤهلة لتفعيل المحطة .‏‏

أخيراً :‏‏

مما تقدم يمكننا القول: هناك طرفان متناقضان الأول قلق وخوف من قبل الأهالي لمستقبل منطقتهم بما فيها الماء والشجر والأرض، والثاني تطمينات السادة المسؤولين التي لم ولن تقنع الأهالي.‏‏

فأصوات الأهالي تتعالى وتحذر من التلوث القادم لامحالة وأصوات المعنيين تؤكد أنه لاتلوث، والسؤال هنا في جلبة الأصوات هذه: صوت من يسمع في النهاية؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية