|
من داخل الهامش والمعضلة المتحولة دون أن تشهد أي تغيير هي كيف يمكن أن يتشكل المشهد حين تغيب العكاكيز المعتادة وتلك التي كانت على الدوام عنصر الفرز بين التشويق ولا التشويق. وبالتالي كان السؤال هل هي الضرورة الفنية التي تحكم حضورها في المشهد الأدبي أم ثمة ضرورات أخرى هي التي لها قصب السبق في فرضها، وفي كثير من الأحيان على حساب الجهد الفني؟ ورغم أن الإجابة غالبا ما كانت إشكالية شبه دائمة إلى حدود الأزل الأولى التي حضرت فيها، لكنها تتبدل وتتنوع وفق مساحات تبدو في كثير من الأحيان مبالغ فيها أو مفتعلة رغم هامشية دورها وتأثيرها. هو إذا الثالوث الذي استحكم إلى حد بعيد بحضوره في مشهد طالما كان يبحث عن عكاكيز كي يستند عليها للخروج من البوح الذاتي إلى صناعة عالم إبداعي يتشارك فيه مع الآخرين بعد أن تتحول سطور الصفحات فيه إلى مشاع تسطر فيه القراءات جنبا إلى جنب مع الانطباعات والخيالات والاستنتاجات. وكثيرا ما كان ثمة من يطرح بديلا يقول لو ان هذا الثالوث اختفى حتى من الهوامش هل سيحافظ العمل الإبداعي على عنصر التشويق وهل العالم المصنوع منه يعطي ما يكفي كي يكون واقعيا او منطقيا؟ عموما هي المعضلة التي لم تختلف كثيرا عبر عصور التطور المختلف والتبدل المتنوع للحضور الإبداعي في العمل الأدبي وظل على الدوام واحدا من الشواهد على مشاكسة تتباين فيها حدة القبول والرفض كما تختلف مساحة الإعجاب أو الإدهاش، وفي بعضها على الأقل هناك من يجزم ان غياب العكاكيز التقليدية يدفع بالعمل إلى موقع غير الموقع الذي يشغله، والبعض يرى أنه يفقده آخر ما فيه من عناصر جذب. وحين تكون المبالغة قائمة على ذلك الحضور دون سواه وأن هذا الحضور يغطي بعض العجز وكثيرا من تدني المستوى، وحين يفقده ربما يفقد مبرر وجوده كله، فإن للمسألة وجه آخر غير الذي ينظر إليه تقليديا. في العموم الخطر ليس في وجودها ولا في حضورها، بل في اعتبارها المظلة والحامل والمتكأ والملجأ وأحيانا المخرج من أزمة الإبداع وهروبا من غياب عناصر أكثر أهمية أوجه قوة لم يتمكن المبدع من امتلاكها فيكون البديل واحدا من ذلك الثالوث، خصوصا حين تكون بوابة للمنع أو للتفكير بالمنع، كوسيلة للدعاية وسوقا للشهرة المجانية. |
|