تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دبلوماسية اللاأخلاق..

حـــدث وتعــليـق
الخميس 14-1-2010م
ناصر منذر

اعتاد العالم أن يجد كل ماهو خارج على قاموس الأدبيات والأخلاقيات عند اسرائيل، واعتاد أيضاً على أن الخروج عن اللياقة الدبلوماسية، والتفنن في الممارسات العنصرية التي لايتقنها سوى الكيان الغاصب المشبع بالحقد والكراهية تجاه الآخرين.

والسلوك اللاأخلاقي لنائب ليبرمان، داني ايالون، بحق السفير التركي في تل أبيب، انما يدل على مستوى الانحطاط الاخلاقي لحكومة نتنياهو التي توهمت أنها بذلك تنتقم من السيد رجب طيب أردوغان، ومواقفه الاخلاقية في تصديه للغطرسة الصهيونية، وفضح جرائم الاحتلال، واصراره على مساندة الشعب الفلسطيني في استرجاع حقوقه.‏‏

فمواقف السيد أردوغان الشجاعة، بدءاً من وقوفه بحزم في مؤتمر دافوس ضد قاتل الاطفال بيريز، وموقفه المؤيد لحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، ومهاجمته اسرائيل لعدم تنفيذها أكثر من مئة قرار دولي، ورفضه مشاركتها في مناورات جوية فوق أراضي بلاده، ودعمه لقافلة شريان الحياة، جعلت حكومة الاحتلال تتخبط في حالة هيستيرية لانها تظن أن بإمكانها فعل ماتريد دون أن يردعها أو يتصدى لها أحد.‏‏

نحن لانستغرب أن تبتكر حكومة نتنياهو دبلوماسية جديدة للتعامل بين الدول، أساسها القبح الاخلاقي، فهي لاتريد سلاماً، وترفض الحوار مع الآخرين، وتعتمد على غطرستها كأسلوب في التعاطي مع المواقف الدولية، لانها ترى نفسها فوق كل القوانين والاعراف.‏‏

وهذه الحكومة اختارت ليبرمان على رأس دبلوماسيتها لانه يتمتع بصفات البلاهة والجنون، فهو من دعا لاعدام أعضاء عرب في الكنيست، وإلقاء قنبلة نووية على غزة، وإلى تفجير سد أسوان، وهو بذلك يجسد الصورة الحقيقية للكيان الصهيوني.‏‏

ان التصرف الاسرائيلي المشين لن يثني تركيا عن مواقفها، ولن يجعل السيد أردوغان يتراجع عن مبادئه التي أعادت لتركيا مكانتها وهويتها الاسلامية، ونتمنى من قلوبنا أن يقتدي بعض العرب بما يفعله أردوغان.‏‏

nssrmnthr602@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية