تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عدد من قوات حفظ السلام في عداد المفقودين .. زلزال هاييتي.. دمار واسع والضحايا بمئات الآلاف

وكالات - الثورة
أخبار
الخميس 14-1-2010م
هاييتي هي الدولة الافقر في الجزء الغربي من الكرة الارضية التي باتت ليلة الثلاثاء على زلزال مدمر بلغت قوته 7.3 على مقياس ريختر وادى الى دمار واسع النطاق وسط مخاوف من سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح

حيث لم يستثن الزلزال وسط العاصمة بور او برنس التي لحق بها دمار واسع بعد ان انهارت معظم الابنية فيها كما تضرر القصر الرئاسي ومقر بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي تحدثت الانباء عن اصابة 24 من القوات الاردنية حيث قتل 3 منهم بينما فقدت اليونسكو المعلومات عن مصير موظفيها هناك والبالغ عددهم 14 موظفا .‏

في هذه الاثناء قال رئيس وزراء هاييتي ماكس بيلريف انه يخشى ان تتجاوز حصيلة قتلى الزلزال العنيف الذي ضرب بلاده 100 الف قتيل. واضاف من الصعب تحديد عدد الضحايا والمباني التي دمرت مع السكان في داخلها واعتقد اننا سنتخطى حصيلة من 100 الف قتيل.‏

واضاف لكن عددا من المباني والاحياء دمر بشكل تام وفي بعض الاحياء لم نعد نرى احدا وبالتالي لا اعلم اين الناس.‏

من جهته قال سفير هاييتي لدى منظمة الدول الأميركية إن الزلزال المدمر خلف عشرات آلاف الضحايا. وقد وجه رئيس هاييتي نداء استغاثة لمواجهة الكارثة، في حين يتوقع وصول أولى فرق الإنقاذ الدولية إلى البلاد الواقعة في البحر الكاريبي في غضون ساعات بعد إعلان العديد من الدول تقديم مساعدات عاجلة لإغاثة المنكوبين.‏

لكن رئيس هاييتي رينيه بريفال أعرب في أول مقابلة إعلامية معه بعد الزلزال عن خشيته بسقوط آلاف القتلى، مشيرا لصحيفة ميامي هيرالد إلى أن المشهد في العاصمة لا يمكن تخيله.‏

وأضاف أن مبنى البرلمان ومباني حكومية أخرى بما فيها القصر الرئاسي انهارت كما انهارت مستشفيات ومدارس ومنازل كثيرة. ووجه بريفال نداء استغاثة لدول العالم لمساعدة بلاده في هذه الكارثة.‏

وفي السياق ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة للدولة الفقيرة بمنطقة الكاريبي والبالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة.‏

وبمرور الساعات يتكشف حجم الكارثة التي خلفها الزلزال الذي يعتبر الأقوى والأعنف منذ أكثر من مئتي عام، حيث يقع مركز الزلزال على بعد 22 كلم من العاصمة وهزت عشرات الهزات الارتدادية وصلت قوة بعضها 5.9 درجات المدينة طول ليل الثلاثاء وحتى صباح امس.‏

وقد تداعت المباني الإدارية والفنادق والمتاجر والمنازل, وسط حالة من الهلع والخوف انتابت المواطنين. كما انهار القصر الرئاسي وتحول إلى أطلال. وتجمع الناجون الذين تلطخوا بالدماء وقد أصابهم الذهول في العراء وانحشرت الجثث تحت الأنقاض.‏

وانهارت شبكات الهواتف، وشوهدت حرائق في العاصمة بورت أوبرنس على الأرجح بسبب انهيار خطوط الغاز.‏

تعاطف دولي مع هاييتي المنكوبة بزلزال مدمر والتي اجتاحتها الاعاصير قبل مدة قصيرة وهي دولة فقيرة ومضطربة سياسيا وامنيا ولا تملك الخبرة للتعامل مع كوارث كهذه.‏

وعانت هاييتي طويلا من العنف وعدم الاستقرار وعدد سكانها 10 ملايين نسمة معظمهم يعيشون على دخل لا يتجاوز دولارين يوميا . وترابط فيها قوات حفظ سلام دولية وقطعت منها الغابات ولم يبق منها سوى 3٪.‏

وأفاد شهود عيان بأن مشاهد من الفوضى أعقبت الزلزال .‏

وقد أدى انقطاع لاتصالات الهاتفية الأرضية والنقالة إلى عرقلة عمليات الإنقاذ، بينما قال علماء إن الدمار الناجم عن الزلزال سيكون كبيرا نظرا لقرب مركزه من سطح الأرض.‏

وقد أعلن سفير هايتي في المكسيك ان رئيس هايتي رينيه بريفال على قيد الحياة اثر الزلزال الكبير الذي دمر القصر الرئاسي.‏

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي ان الدبلوماسيين الأمريكيين في بور او برنس شاهدوا العديد من الجثث في الشوارع وعلى الارصفة موضحا أن هناك العديد من القتلى تحت الأنقاض. واشار كراولي إلى أن الولايات المتحدة بدأت تنظم مساعدتها الطارئة لارسالها الى هايتي.‏

ومن ناحيته, اعلن مسؤول في الامم المتحدة ان عددا كبيرا من موظفي المنظمة الدولية في هايتي هم في عداد المفقودين بعد الدمار الكبير الذي لحق بمقر المنظمة الدولية.‏

وقد أبدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون استعداد بلادها لتقديم العون لهاييتي حيال هذه الكارثة الإنسانية. كما سترسل الإدارة الأمريكية فريقا للتعامل مع الكوارث، يشمل كلابا بوليسية وأطنانا من معدات الإنقاذ، بينما قالت فرنسا إن اثنتين من طائراتها ستصلان إلى هاييتي وعلى متنهما رجال إنقاذ وإمدادات إنسانية. أما فنزويلا فقد قالت إنها تستعد لإرسال مروحية عسكرية محملة بمساعدات غذائية وطبية وكميات من مياه الشرب.‏

ومن جهته، أعلن بنك التنمية بين الأمريكتين أنه سيقدم مساعدات طارئة إلى هاييتي تصل قيمتها إلى مئتي ألف دولار.‏

وقالت أنباء ان جثث آلاف الضحايا طمرت تحت ركام الأنقاض،وتسود حالة من الهلع بين السكان الذين فروا إلى الشوارع، وتجمع الآلاف منهم فيها، بينما حل الظلام على عاصمة هايتي التي يقطنها نحو مليوني نسمة.‏

وافاد صحافي في وكالة فرانس برس ان الهزة استمرت اكثر من دقيقة وكانت من القوة بحيث شعر بها ركاب السيارات, وخرج السكان من منازلهم الى الشوارع خوفا من هزات اخرى.‏

وقد أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يتابع الموقف في هاييتي مؤكدا استعداد بلاده لتقديم مساعدات فورية.وقال اوباما في بيان ان افكاري وصلواتي تتوجه الى الذين ضربهم هذا الزلزال مضيفا نتابع الوضع عن كثب ونحن مستعدون لتقديم المساعدة الى الشعب الهايتي .‏

وقد بدأت وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وقيادة الجنوب تنسيق جهودها لمساعدة هاييتي.‏

وأعلنت الإدارة الأمريكية إرسال اول فريق من المنقذين الى هايتي وهم سيعملون على تفتيش الانقاض بحثا عن احياء.‏

وأوضح بيان أن خبراء في الكوارث الطبيعية سيرافقون المنقذين لمساعدتهم على تقييم الوضع في العاصمة الهايتية التي يقطنها مليونا شخص تقريبا‏

وقال مركز تسونامي في منطقة المحيط الهادئ، الثلاثاء، إن من ضمن الدول التي شملها الإنذار، جمهورية الدومينيكان وكوبا وجزر الباهاماس.‏

وأضاف المركز أن تهديدا بحدوث تسونامي مدمر على نطاق واسع غير قائم بناء على قاعدة البيانات التاريخية الخاصة بحدوث الزلازل وموجات تسونامي .‏

وأضاف قائلا لكن هناك إمكانية حدوث تسونامي محلي يمكن أن يؤثر على السواحل الواقعة على مسافة لا تبعد بمئة كيلومتر عن مركز الزلزال .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية