تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المواطـــن ...وحـــرارة التسعيرة

مجتمع
الثلاثاء 27-1-2015
غصون سليمان

أربع سنوات وارتفاع حرارة المواطن السوري مستعرة على كل الجبهات ، السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية ..سخونة لم يعد ميزان الحرارة الطبي قادراً على قياس الحرارة الطبيعية ،

لأن ال 38 درجة لم تعد طبيعية ،طالما الصراع مع الفوضى أصبح أمراً واقعاً ،والشجار مع ضعاف النفوس كمن يحصد في الهواء..وتطبيق قرارات الحكومة والجهات المعنية غير ملزمة بالشكل الكافي طالما لايطبق القانون كما يجب بما يتعلق بتوفير المواد والسلع الأساسية والضرورية ..فيدخل الجدال العقيم فيما يخص التسعيرة ..‏

تسعيرة تجاوزت ال39 درجة وهذا في التشخيص الطبي علامة خطر على الصحة ،وإذا وصلت إلى 40 درجة تدخل النتيجة عالم الموت ..‏

بعد هذه التوطئة التي دفعتنا لكتابة ماتقدم هو مجموع القرارات الصادرة في الآونة الأخيرة والتي تواترت بشكل متسارع ومتصاعد، فيما يخص الأسعار بشكل عام وتعديل تعرفة ركوب النقل الداخلي في جميع المحافظات بشكل خاص لخطوط مسارات هذه الباصات والسرافيس القصيرة والطويلة ،فالقرار رقم 621 تاريخ 13-10-2014 الذي يخص المركبات العاملة على المازوت حددت تعرفة الركوب للخط القصير لغاية عشرة كيلو مترات للباصات والميكرو باصات من 20 إلى 30 ل.س للراكب .‏

وتعرفة الركوب للخط الطويل فوق عشرة كيلو مترات للباصات والميكرو باصات من 25 إلى 40، وتعدل تجزئة الخط الطويل من 20 إلى 30 ل.س وتعرفة كامل الخط 40 ل س..‏

أما الشركة العامة للنقل الداخلي التي قدمت خدمات كبيرة جداً منذ تأسيسها ولغاية اليوم رغم جميع الظروف القاهرة التي مرت بها ، ومع ذلك نجد حرارة التسعيرة قد أنقصت ليرة واحدة من قدر تعرفة الركوب للخط القصير أي 29 ل .س للراكب والخط الطويل 39 ل.س..‏

هل بقي فراطة‏

والسؤال الذي يطرحه المواطن .. هل بقي ليرات فراطة متداولة في الخزينة العامة والخاصة للمرء..وهل يمكن لأي مواطن أن يدفع ال29 و39 على اعتبار زمن الليرات ولى بعيداً على مايبدو ،وطالما تم توحيد سعر ليتر المازوت للعام والخاص ب 125 ل س فلماذا هذه المفارقة الجزئية بالتعرفة ..‏

إننا نؤكد دائماً بأن القطاع العام بكل مكوناته ومفاصله وحدود قدراته يبقى هو الضامن والاكثر قوة واستقراراً ومتانة وأمنا ورحمة وراحة للمواطن وجيبه ، فلماذا لاتكون التسعيرة لهذا القطاع كما يستحق دون نقصان هذه الليرة على أهميتها ورمزيتها ، لاسيما وأن القطاع العام دائماً يقدم خدماته ومنتجاته بكل أنواعها وتوصيفاتها بأسعار اجتماعية رخيصة بأبعادها الاقتصادية ، والهدف كما هو معروف للجميع التخفيف من أعباء المواطن على جميع المستويات عكس غالبية القطاع الخاص الذي يتسم بهوية تحقيق الأرباح العالية، ومع ذلك تحدد تسعيرة خطوطه دون تجزئة ، فيما الشركة العامة للنقل الداخلي يبخس قدرها وتظلم باقتطاع ليرة واحدة من كمال التسعيرة، أليس في ذلك أذية معنوية للمواطن أولاً وللشركة ثانياً وللخزينة العامة ثالثاً ..‏

فالمواطن السوري الذي دفع الغالي والنفيس من حياته ووقته وجهده وعمله ورأسماله المتواضع والميسور وما بينهما من غنى وفقر، لن تعيقه دفع التعرفة الكاملة دون نقصان لأي جهة كانت في هذا البلد فكيف إذا كان القطاع العام الذي حفظ ومازال ماء الوجه لعشرات السنين من عمر بلدنا .. فلتكن التسعيرة مكتملة لمن هو معني في هذه السطور ، لاننا سندفع ال 30 وال40 ل.س بدلاً من ال29 و39 ل.س، وإذا مانفذ الأمر ..لتتوفر الليرات في جيوب المواطنين‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية