|
مجتمع والأغلبية خطفته يد الإرهاب ...والذي بقي على قيد الحياة سمي بالشهيد الحي بعد أن وهب قطعة أو أكثر من جسده للوطن ..شهادات حية أصبحت جزءا من يومياتنا نسمعها خلال جلسات عائلة ...أصدقاء .. جيران على لسان أصحابها يروونها بمزيد من الحرقة والألم ... هكذا بدأت تلك السيدة الحديث عن معاناتها المتعددة الأشكال حيث تحدثت قائلة :هجرت من منزلي الكائن في منطقة الجديدة بعد أن بدأ الخوف يتسلل إلى حياتي الآمنة الهادئة وذلك بالمظاهرات التي كانت بمثابة عود ثقاب أشعلت المنطقة فيما بعد ...وأحيانا يقومون بالقرع على الأواني إمعانا بالمضايقة والإزعاج ... ليحولوا الأمان إلى خوف وقلق و إنذار لكي اترك منزلي لتبدأ رحلة المتاعب مع عائلتي وتابعت قائلة : لقد تحملنا الكثير من المرارة والذل واسقط في يدنا .. فهم عبارة عن عصابات غايتها نشر الفوضى في تلك المنطقة كما كل المناطق السورية وبدأ الخطر يهدد وجودنا ...فكان لابد من الانتقال إلى منطقة أخرى أكثر أمنا تركنا كل شيء وراءنا وانتهى بنا الحال إلى استئجار منزل بسيط في منطقة الباردة ...التي تشبه اسمها..واستطعنا أن نؤمن الضروريات لحياتنا الجديدة...إلى أن تعرض ابني الأكبر للخطف في السبينة..ولم نعدم وسيلة لكي نعرف عنه شيئا إلا أن كل جهودنا باءت بالفشل ..أما ابني الآخر فإصابته التي تعرض لها في الرأس أخذت منا الكثير من الجهد والمال حتى بدأ يتعافى تدريجيا وهو الآن في صحة جيدة ....الحمد لله ..عبارة ترددت كثيرا خلال حديثها .... هو ضابط في الجيش العربي السوري من أسرة تعيش في القدم ولديه ولدان صبي وبنت ..أثناء تواجده في منطقة ساخنة تعرض لقذيفة جعلته مقعدا....ولم يكن يدري بما يخبئ له القدر ولاسيما بعد تفكيره بالاستقرار في قريته..... كثيرة هي حكايات الوجع ...التي حفرت خطوطا عميقة في نفوس السوريين سترافقهم طيلة حياتهم ... ستحتاج إلى وقت طويل لكي تمحى ...ولم تكن (أم هاني) أفضل من غيرها قررت أن تستقر في الضيعة مع بداية الأحداث وبقي ابنها البكر (يوسف) في عمله في العاصمة إلى أن جاء أمر نقله إلى مدينة الرقة حيث اختفى هناك بعد هجوم المسلحين على مطار الطبقة ومن يومها لم يعرفوا عنه شيئا ...ولم يكن اسمه من بين الشهداء الذين قضوا اثر هذا الهجوم....وقد تحدثت أمه (تمنيت لو عاد شهيدا أهون علينا ) ... موت ...تهجير... تشريد ...فقر...هي حصيلة لازمة لم يشهد التاريخ لها مثيلا ..في بلدي الغالي سورية ...ضباب الإرهاب الأسود غطى الحياة السورية بالكامل بكل جوانبها ..والذي سيدحره جيشنا الباسل إلى غير رجعة ليعيد للشمس السورية ضوءها وألقها ...بالصمود ..والتضحية ...وحكايات جيشها المقدام ...التي لا تنتهي ... |
|