تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكد لمجلة فورن أفيرز الأميركية رفض الشعب السـوري للإرهابيــين ودعمــــه وحـــدة ســـورية.. الرئيس الأسـد: سورية قلب الشرق الأوسط وإذا مرض يتزعزع استقرار العالم بأسره.. الجيش السوري موجود في كل زاوية وما بينها وأي قوات لا تعمل بالتعاون معه سنتعامل معها على أنها ميليشيات

دمشق
سانا- الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 27-1-2015
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أنه في كل حالة أراد الجيش السوري الدخول إلى منطقة معينة نجح في ذلك لكن لا يمكن للجيش العربي السوري أن يوجد في كل كيلو متر من الأراضي السورية.. هذا مستحيل.

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع مجلة فورن أفيرز الأمريكية: حققنا بعض التقدم خلال السنتين الماضيتين مشيرا إلى أن ما كسبناه أن الشعب السوري رفض الإرهابيين وأظهر دعما متزايدا لحكومته وجيشه.‏

وأكد الرئيس الأسد: منذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي طرف في سورية لافتا إلى أن ما سيجري في موسكو ليس مفاوضات للتوصل إلى حل .. بل إنه تحضير للمؤتمر.‏

الرئيس الأسد وفي رده على سؤال عن نهاية الحرب قال: أي حرب في أي مكان من العالم وكل حرب حدثت في الماضي تنتهي بحل سياسي لأن الحرب نفسها ليست الحل.. لنقل إن الحرب هي إحدى أدوات السياسة وهكذا، فالنهاية هي التوصل إلى حل سياسي.. هكذا نراها.. هذا هو العنوان العريض.‏

وعما يشاع من تقسيم سورية وكيفية إعادة توحيدها أوضح الرئيس الأسد أن هذه الصورة ليست دقيقة.. حيث لا تستطيع التحدث عن دويلات ما لم تتحدث عن الناس الذين يعيشون في تلك المناطق.. الشعب السوري لا يزال مع وحدة سورية ولا يزال يدعم الحكومة.. أما الفصائل التي تحدثت عنها فهي تسيطر على بعض المناطق لكنها تنتقل من مكان إلى آخر.. ليست مستقرة.. وليست هناك خطوط واضحة تفصل بين القوى المختلفة.. في بعض الأحيان تكون متشابكة مع بعضها بعضا.. لكن القضية الأساسية تتعلق بالسكان الذين لا يزالون يدعمون الدولة بصرف النظر عما إذا كانوا يدعمونها سياسيا أو لا.. إنهم يدعمون الدولة كممثل لوحدة سورية.. هذا ما أعنيه بدعم الدولة.. وطالما ظل الشعب السوري يؤمن بوحدة سورية فإن أي حكومة وأي مسؤول يمكن أن يوحد سورية.. والعكس بالعكس. إذا كان الشعب منقسما إلى فئتين أو ثلاث فئات أو أكثر.. فلا أحد يستطيع أن يوحد هذا البلد.. هكذا ننظر إلى الأمر.‏

الرئيس الأسد قال في رده على سؤال عما إذا كان السنة والأكراد ما زالوا يؤمنون بسورية موحدة: إذا سرت في دمشق الآن تستطيع أن ترى جميع ألوان المجتمع السوري سواء أكان من الناحية العرقية أو الدينية أو الطائفية.. جميعهم يعيشون معا.. الانقسامات في سورية لا تستند إلى أساس طائفي أو عرقي.. حتى المناطق الكردية تتواجد فيها الألوان المختلفة التي تحدثت عنها.. وفيها من العرب أكثر مما فيها من الأكراد.. إذا الأمر لا يتعلق بالعرق أو الدين بل بالفصائل التي تسيطر عسكريا على مناطق معينة.‏

منذ البداية كنا منفتحين على‏

أي حوار مع أي طرف في سورية‏

وحول التحول في الموقف الغربي.. والاستعداد للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع يفضي إلى عملية سياسية انتقالية أكد الرئيس الأسد أنه ومنذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي طرف في سورية.. وأنا لا أقصد الأحزاب السياسية فقط.. بل أي تيار أو شخصيات أو لنقل أي كيان سياسي.. وغيرنا الدستور.. ونحن منفتحون على كل شيء.. لكن عندما ترغب بالقيام بأمر ما فإن ذلك لا يتعلق بالمنصب ولا بالحكومة بل بالسوريين أنفسهم.. قد يكون هناك أغلبية في الوسط لا تنتمي إلى أي طرف.. فإذا أردت أن تقوم بأي تغيير أو التوصل إلى أي حل سياسي ينبغي لكل سوري أن يعبر عن رأيه في ذلك. طالما أنك تتحدث عن مشكلة وطنية.. بالتالي عندما تجري حوارا فإنه لا يكون فقط بين الحكومة والمعارضة.. بل بين جميع الأحزاب والكيانات السورية.. هكذا ننظر إلى عملية الحوار.. هذا أولا. ثانيا: مهما كان الحل الذي ترغب بالتوصل إليه في النهاية فعليك أن تعود إلى الشعب من خلال استفتاء لأن ذلك سيتعلق بالدستور وبتغيير النظام السياسي وأي شيء آخر، وبالتالي الشعب السوري هو من يقرر ذلك، وهو الذي ينبغي أن يتخذ القرار وليس أي طرف آخر.‏

عندما يجري نقاش ينبغي الفصل بين‏

المعارضة الوطنية وشخصيات لا تعدو كونها دمى‏

وعما إذا كان جواب ما سبق يعني عدم إمكانية إجراء مفاوضات قال الرئيس الأسد: لا أبدا.. نحن ذاهبون إلى روسيا وسنتفاوض. لكن هناك سؤال آخر هنا.. مع من تتفاوض نحن كحكومة لدينا مؤسسات.. ولدينا جيش.. ولدينا نفوذ.. سواء أكان إيجابيا أم سلبيا أم في أي اتجاه.. وفي الوقت الذي نريد. أما الأشخاص الذين ستتفاوض معهم فمن يمثلون؟ هذا هو السؤال. عندما تتحدث عن معارضة فإن لذلك معنى.. للمعارضة عادة وفي كل الدول ممثلون في الإدارة المحلية.. في البرلمان وفي المؤسسات.. ينبغي أن يكون لديها قواعد شعبية تتحدث هذه المعارضة نيابة عنها. مشكلتنا في الأزمة الراهنة أن علينا أن نسأل عن نفوذ هذه الأطراف على الأرض. عليك أن تعود إلى ما أعلنته الجماعات المسلحة عندما قالت مرارا: إن هذه المعارضة لا تمثلنا ولا نفوذ لها علينا. وعليه ومن الناحية العملية فإذا أردت أن تجري حوارا مثمرا ينبغي لهذا الحوار أن يجري بين الحكومة وهذه الجماعات المسلحة. هذه هي الحقيقة. كما أن هناك عاملا آخر يتعلق بالنقاش مع المعارضة.. فهناك معارضة وطنية بمعنى أنها تعمل لمصلحة الشعب السوري.. بينما لا يمكن أن تكون معارضة إذا كانت مجرد دمى في أيدي قطر أو السعودية أو أي بلد غربي بما في ذلك الولايات المتحدة.. أو تتلقى أموالا من الخارج. ينبغي لهذه المعارضة أن تكون سورية. لدينا معارضة وطنية. أنا لا أقصي أحدا، ولا أقول: إن كل أطياف المعارضة غير وطنية. ما أقوله هو أنه عندما يجري نقاش ينبغي أن يتم الفصل بين المعارضة الوطنية وشخصيات لا تعدو كونها دمى. ليس كل حوار مثمرا.‏

وعن الاجتماع مع قوات المعارضة التي تدعمها بلدان خارجية أشار الأسد إلى أنه سنتحاور مع الجميع.. ليس لدينا أي شرط.‏

الصحفي: دون شروط.‏

الرئيس الأسد: دون شروط... وسنلتقي الجميع. لكن إذا أردت التوصل إلى نتيجة ينبغي أن تسأل كل واحد منهم: من تمثل؟ هذا ما أعنيه.‏

وعن الموافقة على إجراء مرحلي يتمثل في وقف إطلاق نار وتجميد القتال في حلب قال الرئيس الأسد: نعم.. لأننا كنا قد نفذنا ذلك قبل تكليف دي ميستورا كمبعوث دولي إلى سورية. كان ذلك في مدينة حمص وهي مدينة كبيرة أخرى.. كما نفذنا ذلك على نطاق أضيق في ضواح وقرى أخرى. وقد نجح ذلك.‏

إذا.. الفكرة جيدة جدا.. لكنها تعتمد على التفاصيل. دي ميستورا أتى إلى سورية بعناوين. وافقنا على بعض هذه العناوين والآن ننتظر أن يأتي بخطة مفصلة وبجدول زمني من الألف إلى الياء. نحن ننتظر ونناقش الأمر مع معاونه.‏

وعن شرط الحكومة إلقاء المسلحين لأسلحتهم كشرط مسبق لأي وقف لإطلاق النارأوضح الرئيس الأسد: نحن عادة أمام سيناريوهات مختلفة لعمليات المصالحة المختلفة. في بعض المناطق.. سمحنا لهم بمغادرة المناطق المأهولة من أجل منع سقوط ضحايا بين المدنيين. غادروا تلك المناطق مع أسلحتهم. أما في مناطق أخرى فلم يحدث ذلك.. سلموا أسلحتهم وغادروا. الأمر يعتمد على ما يعرضونه وما يعرض عليهم.‏

الصحفي: الجواب ليس واضحا بالنسبة لي.. هل تصرون على أن يسلموا سلاحهم.‏

الرئيس الأسد: لا.. في بعض المناطق لم يسلموا سلاحهم.. بل تركوا المناطق مع أسلحتهم.‏

وعن محادثات موسكو والتفاؤل حولها قال الرئيس الأسد: ما سيجري في موسكو ليس مفاوضات للتوصل إلى حل.. بل إنه تحضير للمؤتمر.‏

مداخلة.. إنها محادثات حول المحادثات.‏

الرئيس الأسد: تماما.. إنها عبارة عن تحضير للمحادثات.. عند الشروع في التحدث عن المؤتمر.. ما المبادئ والأسس التي سيعقد المؤتمر بناءً عليها سأعود إلى نفس النقطة.. وسأكون صريحا.. فبعض الشخصيات دمى.. كما قلت.. في أيدي بلدان أخرى وهي تنفذ أجنداتها. ونحن نعلم أن هناك بلدانا مثل فرنسا على سبيل المثال لا مصلحة لها بنجاح ذلك المؤتمر.. وبالتالي فإنها ستعطي الأوامر بإفشاله.. هناك شخصيات أخرى لا تمثل سوى نفسها.. إنها لا تمثل أحدا في سورية.. وبعضهم لم يعش في سورية على الإطلاق.. وبالتالي فإنهم لا يعرفون شيئا عن البلد. بالطبع هناك شخصيات تعمل من أجل المصلحة الوطنية.. وهكذا.. فعندما نتحدث عن المعارضة ككيان واحد.. من سيكون له نفوذ على الآخرين هذا ليس واضحا بعد.. التفاؤل كلمة مبالغ فيها.. لا أقول إني متشائم.. لنقل إن لدينا أملا في أي فعل نقوم به.‏

وعن دعم أمريكا لمحادثات موسكو.. وتصريح وزير خارجيتها كيري بأن الولايات المتحدة تأمل بأن تنجح هذه المحادثات وتحقق تقدما قال الرئيس الأسد: إنهم يقولون أشياء كثيرة.. لكن الأمر يعتمد على ما سيفعلونه.. وتعلم أن ثمة انعداما للثقة بين السوريين والولايات المتحدة.. إذا.. علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث في المؤتمر.‏

وعن الطريقة المثلى للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف في سورية قال الرئيس الأسد: التعامل بشكل مباشر مع المسلحين.. لكن هناك نوعان من المسلحين. الأغلبية العظمى من أتباع القاعدة.. وينتظم هؤلاء في /داعش/ و/جبهة النصرة/.. وهناك فصائل مشابهة تنتمي إلى القاعدة لكنها أصغر حجما.. هناك ما وصفها أوباما بالمعارضة الوهمية.. أي المعارضة المعتدلة.. وهي ليست فعليا معارضة بل مجموعات مسلحة.. ومعظم هؤلاء أيضا إما انضموا إلى القاعدة وإما انضموا إلى الجيش السوري مؤخرا. خلال الأسبوع الماضي ترك عدد كبير من هؤلاء تلك المجموعات وعادوا إلى الجيش السوري.‏

ينبغي تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2170‏

الصحفي: هل هؤلاء منشقون سابقون عادوا إلى الجيش‏

الرئيس الأسد: نعم.. تركوا مواقعهم وقالوا: لا نريد الاستمرار في القتال وعادوا إلى الجيش السوري.. لكن من تبقى من هؤلاء هو عدد قليل.. في المحصلة.. هل تستطيع التفاوض مع القاعدة ومن مثلها هؤلاء ليسوا مستعدين للتفاوض.. لديهم مخططاتهم. في الواقع إن عمليات المصالحة التي بدأناها والتي سيتابعها السيد دي ميستورا تشكل الحل العملي على الأرض.. هذا أولا.‏

ثانيا: ينبغي تطبيق قرار مجلس الأمن رقم /2170/ الذي يتعلق بالامتناع عن دعم وتمويل وتسليح /داعش/ والذي صدر قبل عدة أشهر.. هذا القرار واضح لجهة منع أي جهة من دعم تلك الفصائل عسكريا أو ماليا أو لوجستيا.. وهو ما لا تزال تركيا والسعودية وقطر تفعله حتى الآن. ما لم يتم تطبيق ذلك القرار.. لا تستطيع التحدث عن حل حقيقي.. لأنهم يستطيعون وضع العقبات طالما يستمرون في دفع الأموال.. هكذا نستطيع الشروع في العملية.‏

ثالثا: على الدول الغربية سحب هذه المظلة التي كانوا يصفونها.. ولا يزال البعض يفعل ذلك حتى الآن.. بدعم المعارضة المعتدلة.. إنهم يعلمون أنه لدينا بشكل أساسي القاعدة و/داعش/ و/النصرة/.‏

ما جدوى بناء الثقة مع أشخاص ليس لهم أي نفوذ‏

وعن اتخاذ إجراءات ما لبناء الثقة قبل المحادثات قال الرئيس الأسد: المسألة ليست مسألة علاقات شخصية كي نتحدث عن الثقة.. الأمر يتعلق بالآليات.. في السياسة نتحدث فقط عن الآليات.. لا ينبغي بالضرورة أن تثق بشخص ما كي تفعل شيئا.. إذا كانت هناك آليات واضحة يمكن التوصل إلى نتائج.. وهذا ما يريده الناس. إذا.. السؤال هو: ما الآليات التي نستطيع وضعها؟ وهذا سيعيدنا إلى السؤال نفسه.. من هم هؤلاء؟ ومن يمثلون؟ وما نفوذهم؟ ما جدوى بناء الثقة مع أشخاص ليس لهم أي نفوذ؟‏

مداخلة.. عندما يجتمع طرفان للتفاوض فإن من المفيد في كثير من الأحيان أن يظهر أحد الطرفين للطرف الآخر بأنه حريص فعلا على تحقيق التقدم من خلال اتخاذ خطوات أحادية في محاولة لتهدئة الأمور. والإجراءات التي ذكرتها سيكون لها هذا الأثر.‏

الرئيس الأسد: لدينا شيء ملموس يتمثل في المصالحات.. هم يسلمون سلاحهم ونحن نمنحهم العفو.. فيعودون إلى حياتهم الطبيعية.. هذا مثال حقيقي يؤدي إلى بناء الثقة.. هذا من جهة.. من جهة أخرى ما العلاقة بين تلك المعارضة والسجناء ليس هناك أي علاقة.. وهؤلاء ليسوا سجناءهم على أي حال.. فهذه إذا قضية مختلفة تماما.‏

الصحفي: هل منحتم العفو لمقاتلين؟‏

الرئيس الأسد: نعم.. بالطبع.. لقد فعلنا ذلك عددا من المرات.‏

الصحفي: ما عدد الأشخاص الذين شملهم العفو؟‏

الرئيس الأسد: ليس لدي العدد الدقيق تماما لكنهم بالآلاف.‏

الصحفي: والآن.. هل أنت مستعد للقول لكل أطياف المعارضة إنهم إذا ألقوا أسلحتهم فسيكونون آمنين؟‏

الرئيس الأسد: لقد قلت ذلك في أحد خطاباتي.‏

الصحفي: وكيف يضمنون أنهم سيكونون آمنين لأن لديهم ما يدعوهم إلى عدم الثقة بحكومتكم.‏

الرئيس الأسد: لا يمكن لهم ذلك.. لكن في المحصلة فإن أكثر من 50 بالمئة من هذه العمليات نجحت.. و50بالمئة في مثل هذه الظروف تعد نجاحا ليس هناك شيء مطلق.. وينبغي أن تتوقع بعض النواحي السلبية لكنها ليست النواحي الطاغية.‏

لم نسمح لأي بلد بأن يكون له نفوذ في بلدنا‏

وعن دور إيران وما يشاع عن نفوذها في سورية قال الرئيس الأسد: إيران بلد مهم في هذه المنطقة وقد كان لها نفوذ قبل الأزمة.. وبالتالي فإن نفوذها لا يتعلق بالأزمة.. بل يتعلق بموقفها السياسي بشكل عام.. عندما تتحدث عن نفوذ فإن ذلك يتعلق بالعوامل المختلفة التي تجعل بلدا ما نافذا. في الشرق الأوسط.. في منطقتنا.. هناك نفس المجتمع.. نفس الأيديولوجيا.. نفس القبائل العابرة للحدود والعديد من الأشياء المتشابهة.. وبالتالي فإن هذه العوامل جميعها تصبح عابرة للحدود.. فإذا كان لبلد ما نفوذ على أحد هذه العوامل فإن نفوذ هذا البلد سيعبر الحدود.. هذا جزء من طبيعتنا.. ولا يتعلق بالصراع. بالطبع.. عندما يكون هناك صراع.. وعندما تسود الفوضى.. فإن بلدا آخر سيكتسب نفوذا أكبر في بلدك.. وعندما لا تكون هناك إرادة بالمحافظة على سيادة البلدان سيحدث ذلك. جوابا على سؤالك أقول: إن إيران ليس لديها أي مطامع في سورية.. ونحن في سورية لم نسمح لأي بلد بأن يكون له نفوذ في بلدنا.. إننا نسمح بالتعاون.. لو أردنا السماح لبلد آخر بأن يمارس نفوذه في بلدنا.. لكنا سمحنا للولايات المتحدة بذلك. في الواقع.. إن هذه هي مشكلة الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.. إذا نحن لا نقبل بذلك.. والإيرانيون من جهتهم لا يرغبون بذلك، مضيفا: إن لعب دور من خلال التعاون يختلف عن لعب دور عن طريق الهيمنة.‏

الصحفي: إذا.. كل ما تقوم به إيران في سورية.‏

الرئيس الأسد: يتم بالتعاون الكامل مع الحكومة السورية.. هكذا كان الأمر دائما.‏

الصحفي: إيران بالنهاية دولة.. لكن هناك ميليشيات تلعب دورا أكثر تعقيدا.. هل أنتم قلقون حيال قدرتكم على السيطرة على هذه القوى وكبح جماحها إذا تطلب الأمر ذلك؟‏

الرئيس الأسد: هل تعني ميليشيات سورية أم أي ميليشيات بشكل عام؟‏

الصحفي: أقصد بشكل خاص حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية.‏

الرئيس الأسد: من نافل القول إن مؤسسات الدولة هي وحدها الضامنة لتحقيق الاستقرار وفرض النظام.. أما أي عامل يمكن أن يلعب دورا بموازاة دور الحكومة فيمكن أن يكون إيجابيا وجيدا في ظروف معينة.. لكن ستكون له دائما آثار جانبية سلبية.. هذه طبيعة الأمور. إن وجود ميليشيات تدعم الحكومة يعد من الآثار الجانبية للحرب.. لكن تنبغي محاولة السيطرة على هذه الآثار الجانبية.‏

إذا سألت أي سوري عن هذا الموضوع فإنه سيعطيك جوابا مماثلا.. الأكيد أن أي مواطن سوري يشعر براحة أكبر عند التعامل مع مؤسسات الدولة وجيشها وقوات أمنها.. لكن ما حدث في القنيطرة أمر مختلف تماما.. لم يحدث أن انطلقت أي عملية ضد إسرائيل من مرتفعات الجولان منذ وقف إطلاق النار عام 1974 وبالتالي فإن ادعاء إسرائيل بأن ثمة خطة لشن عملية ضدها من الجولان أبعد ما يكون عن الواقع.. إنها مجرد ذريعة لأنهم أرادوا اغتيال أشخاص معينين من حزب الله.‏

الصحفي :إلا أن الإسرائيليين كانوا حذرين جدا منذ بداية الحرب في ألا يتورطوا في الأحداث إلا عندما يشعرون بأن مصالحهم مهددة.‏

الرئيس الأسد: هذا غير صحيح.. لأنهم يهاجمون سورية منذ حوالي العامين دون أي مبرر.‏

مداخلة.. وفي كل مرة كانوا يقولون: إنهم يفعلون ذلك لأنه كان يتم تمرير أسلحة لحزب الله من إيران عبر سورية.‏

الرئيس الأسد: لقد هاجموا مواقع للجيش السوري.. ما العلاقة بين حزب الله ومواقع الجيش السوري.‏

الصحفي: كانت تلك حوادث أطلق فيها الجيش النار عرضا.‏

الرئيس الأسد: هذه ادعاءات زائفة.‏

إسرائيل تقدم الدعم للمسلحين .. ولدى‏

«القاعدة» قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية‏

الصحفي : إذا ما الأجندة الحقيقية لإسرائيل في رأيكم؟‏

الرئيس الأسد: إنهم يقدمون الدعم للجماعات المسلحة في سورية.. هذا واضح تماما.. كلما حققنا تقدما في مكان ما يقوم الإسرائيليون بالهجوم من أجل التأثير على فعالية الجيش السوري.. هذا واضح جدا.. ولذلك يسخر بعض السوريين ويقولون: كيف يقال إن القاعدة لا تمتلك قوى جوية في الواقع لديهم قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية.‏

الصحفي: هل تشعرون بالثقة بأنكم ستتمكنون من السيطرة على المليشيات عند انتهاء الحرب؟‏

الرئيس الأسد: هذا بديهي.. حيث لا تستطيع الدولة أن تفي بالتزاماتها حيال المجتمع إذا لم تكن هي الجهة الوحيدة التي تفرض النظام في البلاد.‏

مداخلة.. لكنكم ترون في حالة العراق مثلا مدى صعوبة تحقيق ذلك بسبب وجود كل تلك الميليشيات الشيعية التي تمتعت بالقوة خلال الحرب.‏

الرئيس الأسد: ثمة سبب مهم للغاية لما حدث في العراق وهو أن بول بريمر لم يضع دستورا لدولة.. بل وضع دستورا لفصائل.. هذا أحد الأسباب.. أما في سورية.. فلماذا صمد الجيش على مدى أربع سنوات رغم كل هذا الحصار ورغم هذه الحرب ومشاركة عشرات الدول فيها ضد سورية ودعمها للجماعات المسلحة لدينا دستور علماني.. بينما دستور العراق طائفي.. هذا هو السبب.. عندما تتحدث عن دستور طائفي فإنه ليس دستورا على الإطلاق.‏

الصحفي : لكن ماذا ستفعلون حيال هذه الميليشيات عندما تنتهي الحرب؟‏

الرئيس الأسد: ينبغي أن تعود الأمور إلى الحالة الطبيعية التي كانت سائدة قبل الحرب.‏

الصحفي: وهل أنتم واثقون من ذلك؟‏

الرئيس الأسد: نعم.. فليس لدينا خيار آخر.. هذا هو دور الحكومة.. وهذا أمر بديهي.‏

الصحفي: ما أثر انخفاض أسعار النفط على الحرب في سورية هل أنتم قلقون من قدرة روسيا وايران على الاستمرار في مساعدتكم.‏

الرئيس الأسد: لا.. لأنهم لا يعطوننا المال.. وبالتالي ليس لذلك أي أثر على سورية.. حتى لو أرادوا مساعدتنا فإننا نأخذ قروضا.. كأي بلد آخر.. إذا لم نستطع الدفع مباشرة نقترض.. في بعض الأحيان نستطيع الدفع وفي أحيان أخرى نلجأ للقروض.‏

مداخلة.. إلا أن الدعم العسكري الذي يقدمانه يكلف مالا.. وإذا لم يكن لديهما المال الكافي لدعم جيشيهما.. ألن يتسبب هذا بمشكلة لكم؟‏

الرئيس الأسد: لا.. لأنه عندما تدفع مالا مقابل الأسلحة التي تحصل عليها أو مقابل أي سلع أخرى.. فلا مشكلة لديهم في ذلك.‏

الصحفي: إذا أنت تقول إن كل ما تحصلون عليه من الإيرانيين والروس ما زال مستمرا؟‏

الرئيس الأسد: حتى الآن لم نر أي تغيير.. أما فيما يتعلق بالأثر الذي أحدثه ذلك عليهما.. فلا أستطيع الإجابة.‏

الصحفي: قلت في مقابلات سابقة إنكم وحكومتكم ارتكبتم أخطاء خلال الحرب.. ما تلك الأخطاء وهل هناك ما تندمون عليه؟‏

الرئيس الأسد: أقول دائماً إن كل حكومة ترتكب أخطاء.. وكل شخص يرتكب أخطاء.. مرة أخرى هذا بديهي.. لكن إذا تحدثنا عن الأخطاء السياسية ينبغي أن نسأل أنفسنا عن القرارات الرئيسية التي اتخذناها منذ بداية الأزمة.. نحن اتخذنا ثلاثة قرارات رئيسية.. أولا: أن نكون منفتحين على أي حوار.. وثانيا: غيرنا الدستور والقوانين طبقا لما كان يقوله كثيرون في المعارضة بأن هذا هو سبب الأزمة.. والقرار الثالث الدفاع عن بلادنا والدفاع عن أنفسنا ومحاربة الإرهاب.. لا أعتقد أنه يمكن وصف هذه القرارات الثلاثة بأنها خاطئة.. لكن إذا أردنا التحدث عن الممارسات فإن أي مسؤول في أي مكان يمكن أن يرتكب الأخطاء.. لكن.. هناك فرق بين أخطاء الممارسة وأخطاء السياسات.‏

الصحفي: هل لك أن تصف لنا بعض الأخطاء في الممارسات؟‏

الرئيس الأسد: تنبغي العودة إلى أي مسؤول على الأرض.. لا يحضرني شيء محدد الآن.. فهذا يتعلق بالتفاصيل.. لكن بالنسبة لي فأنا أتحدث عن السياسات.‏

الصحفي: هل تشعر بأنه كان هناك أخطاء في مجال السياسات كنت مسؤولا عنها؟‏

الرئيس الأسد: لقد ذكرت القرارات الرئيسية التي اتخذناها.‏

مداخلة.. لكنك قلت إنها لم تكن خاطئة.‏

الرئيس الأسد: أن ندافع عن بلادنا ضد الإرهاب إذا قلت بأن ذلك كان خطأ.. فإن الخيار الآخر الصحيح هو أن ندعم الإرهاب.‏

مداخلة.. كنت أتساءل فقط إذا كنت قد فعلت شيئا تتمنى لو أنك فعلته بشكل مختلف عندما تنظر إلى الماضي.‏

الرئيس الأسد: فيما يتعلق بهذه القرارات الثلاثة الرئيسية.. فقد كانت جميعها سليمة وأنا واثق من ذلك.‏

الصحفي: فيما يتعلق بالأخطاء العملية التي ارتكبت على مستويات أدنى.. هل تمت محاسبة الأشخاص الذين ارتكبوها؟‏

الرئيس الأسد: نعم.. فقد سجن بعض الأشخاص بسبب انتهاكهم للقوانين في ذلك الصدد.. وهذا يحدث في مثل تلك الظروف.‏

مداخلة.. فيما يتعلق باستهداف المدنيين أو المتظاهرين هل هذا هو ما تقصده؟‏

الرئيس الأسد: نعم.. خلال الاحتجاجات في بداية الأحداث‏

الهجمات الأميركية ضد داعش مجرد‏

عمليات تجميلية وليست شيئاً حقيقياً‏

وعن الحملات الجوية ضد /داعش/ وإمكانية حدوث تعاون أكبر مع الولايات المتحدة قال الرئيس الأسد: الاحتمال موجود دائما.. لأننا كنا نطالب بالتعاون الدولي لمحاربة الإرهاب منذ ثلاثين عاما.. لكن هذا الاحتمال بحاجة للإرادة.. السؤال هو: هل لدى الولايات المتحدة الإرادة لمحاربة الإرهاب على الأرض؟ حتى الآن.. لم نر شيئا ملموسا رغم الهجمات ضد /داعش/ في شمال سورية.. ما نراه حتى الآن هو مجرد عمليات تجميلية.. وليس شيئا حقيقيا.. منذ بداية هذه الهجمات و/داعش/ تحقق السيطرة على المزيد من الأراضي في سورية والعراق.‏

الصحفي: ماذا عن الضربات الجوية على كوباني.. ألم تكن فعالة في وقف هجوم /داعش/؟‏

الرئيس الأسد: كوباني مدينة صغيرة يقطنها حوالي 50 ألف نسمة.. وقد مضت ثلاثة أشهر أو أكثر على بداية الهجمات ولم ينتهوا منها.. أما مناطق مماثلة في المساحة وعدد السكان ومماثلة من حيث وجود القاعدة فيها حررها الجيش السوري في أقل من ثلاثة أسابيع.. هذا يعني أنهم ليسوا جادين في محاربة الإرهاب.‏

الولايات المتحدة لم تمارس أي ضغوط‏

على تركيا لتتوقف عن دعم القاعدة‏

الصحفي: هل تقول إن المطلوب هو المزيد من انخراط الولايات المتحدة ضد /داعش/؟‏

الرئيس الأسد: الأمر لا يتعلق بمزيد من الانخراط من الناحية العسكرية.. لأن الأمر لا يتعلق فقط بهذه الناحية.. بل بالانخراط السياسي.. بمدى رغبة الولايات المتحدة بالتأثير في تركيا.. لأنه إذا تمكن /داعش/ من الاستمرار كل هذه الفترة فإن هذا يعني أن الأتراك مستمرون في تزويدهم بالسلاح والمال.. هل مارست الولايات المتحدة أي ضغوط على تركيا لتتوقف عن دعم القاعدة لم يفعلوا ذلك.. إذا الأمر لا يتعلق بالجانب العسكري فقط. ثانيا.. وإذا أردنا أن نتحدث عن الانخراط العسكري.. المسؤولون الأمريكيون يقرون علنا بأنه ما لم يكن هناك قوات برية على الأرض لا يمكن تحقيق نتائج ملموسة.. ما هوية القوات البرية التي سيعتمدون عليها؟‏

الصحفي: إذا.. هل تقترح أن تكون هناك قوات برية أميركية على الأرض؟‏

الرئيس الأسد: لا.. ليست قوات أميركية. أنا أتحدث عن المبدأ.. المبدأ العسكري.. أنا لم أقل قوات أمريكية.. إذا كنت تقول إنك تريد محاربة الإرهاب.. ينبغي أن يكون هناك قوات على الأرض.. السؤال الذي ينبغي أن يطرح على الأمريكيين هو.. ما هذه القوات التي ستعتمدون عليها إنها بالتأكيد قوات سورية.. لأن هذه أرضنا.‏

وهذا بلدنا.. ونحن المسؤولون.. وليس القوات الأمريكية.. نحن لا نطالب بوجود قوات أمريكية على الإطلاق.‏

الصحفي: إذا.. ما الذي تريده من الولايات المتحدة.. ذكرت المزيد من الضغط على تركيا..‏

الرئيس الأسد: الضغط على تركيا والسعودية وقطر كي تتوقف عن دعم الجماعات المسلحة.. وثانيا.. التعاون القانوني.. التعاون القانوني يبدأ بالحصول على إذن من حكومتنا لشن هذه الهجمات.. وهم لم يفعلوا ذلك وبالتالي فإن ما يقومون به غير قانوني.‏

الصحفي: دعني أستوضح منك.. تريد أن يكون التعاون قانونيا؟‏

الرئيس الأسد: بالطبع.. إذا أردت القيام بأي فعل في أي بلد آخر ينبغي أن تحصل على موافقته.‏

الصحفي: إذا ينبغي أن يكون هناك اتفاق رسمي بين واشنطن ودمشق يسمح بتوجيه ضربات جوية.‏

الرئيس الأسد: يمكن مناقشة الصيغة لاحقا.. لكني أتحدث عن أنه ينبغي الحصول على إذن منذ البداية.. سواء من خلال اتفاقية أم معاهدة أم أي شكل آخر.. فهذه قضية أخرى.‏

مستعدون للتعاون مع أي دولة تظهر‏

جدية في محاربة الإرهاب‏

الصحفي: وهل أنتم مستعدون لاتخاذ بعض الخطوات لتسهيل التعاون مع واشنطن؟‏

الرئيس الأسد: نحن مستعدون للتعاون مع أي دولة تظهر جدية في محاربة الإرهاب.‏

الصحفي: وما الخطوات التي يمكن أن تتخذوها لتثبتوا لواشنطن أنكم مستعدون للتعاون؟‏

الرئيس الأسد: أعتقد أنهم هم من ينبغي أن يثبتوا أن لديهم الإرادة.. نحن نحارب الإرهاب على الأرض.. ولا يتوجب علينا إثبات ذلك.‏

الصحفي: الولايات المتحدة تقوم حاليا بتدريب 5000 مقاتل سوري ومن المزمع إدخالهم إلى سورية في أيار القادم.. الجنرال جون ألن أكد أن هذه القوات لن تكون موجهة ضد الحكومة السورية.. بل ستركز على /داعش/ وحسب.. ماذا ستفعلون عندما تدخل هذه القوات إلى بلادكم؟ هل ستسمحون لها بالدخول؟ هل ستهاجمونها؟‏

الرئيس الأسد: أي قوات لا تعمل بالتعاون مع الجيش السوري هي قوات غير قانونية وتنبغي محاربتها.. هذا واضح جدا.‏

الصحفي: حتى لو أدى ذلك إلى صراع مع الولايات المتحدة.‏

الرئيس الأسد: أيا يكن.. دون التعاون مع القوات السورية فهي غير قانونية.. وهي دمى في أيدي بلد آخر.. وبالتالي ستتم محاربتها كأي ميليشيا غير قانونية أخرى تقاتل ضد الجيش السوري.. إلا أن ذلك يطرح سؤالا آخر حول هذه القوات.. لأن أوباما قال إنها مجرد وهم.. فكيف يتحول الوهم إلى واقع.‏

مداخلة.. من خلال برامج تدريب كهذه.‏

الرئيس الأسد: لكن لا يمكنك تحويل التطرف إلى اعتدال.‏

مداخلة.. هناك بعض الأفراد المعتدلين في المعارضة.. صحيح أنهم باتوا أضعف وأضعف.. لكني أعتقد أن الأميركيين يحاولون أن يضمنوا أن يكون المقاتلون الذين سيخضعون للتدريب ليسوا من المتطرفين.‏

الرئيس الأسد: لكن السؤال يبقى لماذا يزداد ضعف هذه المعارضة المعتدلة إذا أردت أن تسمّيها معارضة.. نحن نسميها مجموعات مسلحة.. هذا هو السؤال.. إنهم يزدادون ضعفا بسبب تطورات الأزمة في سورية.. إن إحضار 5000 مقاتل من الخارج سيجعلهم ينشقون وينضمون إلى /داعش/ وتنظيمات أخرى كما حدث خلال العام الماضي.. لهذا قلت إن القضية لا تزال وهما.. ليس المقاتلون الخمسة آلاف بل الفكرة بحد ذاتها هي الوهم.‏

الصحفي: ما يجعل واشنطن تحجم جزئيا عن التعامل معكم بشكل رسمي هو المزاعم بحدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل الحكومة السورية.. وهناك الأدلة المدعمة بالصور التي قدمها المدعو /قيصر/ الذي قدم عرضا للكونغرس الأمريكي يظهر عمليات تعذيب وانتهاكات مريعة في السجون السورية.. هل أنتم مستعدون لاتخاذ إجراءات حيال هذه القضايا لتسهيل التعاون مع الولايات المتحدة.‏

الرئيس الأسد: المضحك في هذه الإدارة أنها أول إدارة في التاريخ تبني تقييماتها، ومن ثم قراراتها على وسائط التواصل الاجتماعي.. وبالتالي بوسعنا أن نسميها إدارة التواصل الاجتماعي.. هذا لا علاقة له بالسياسة.. ليس هناك دليل ملموس في كل ما ذكرت.. فجميعها اتهامات.. يمكنك أن تحضر صورا تحصل عليها من أي شخص وتدعي وجود تعذيب.. من التقط الصور؟ من الموجود في الصورة؟ لا أحد يعرف.. ليس هناك أي تحقق من هذه الأدلة.. وبالتالي فإنها جميعها اتهامات بلا أدلة.‏

أميركا والغرب مسؤولون عن معظم‏

عمليات القتل الجارية في المنطقة‏

مداخلة.. لكن صور /قيصر/ تمت دراستها من قبل محققين أوروبيين.‏

الرئيس الأسد: لا.. لا.. العملية برمتها ممولة من قطر.. ويقولون إنها من مصدر لم يتم الإعلان عن هويته. لا شيء واضحا ومثبتا.. ليس من الواضح صور من هي.. هناك صور لرأس مقطوع.. على سبيل المثال.. مع بعض الندوب.. من قال إن ذلك من فعل الحكومة وليس من فعل الجماعات المسلحة من قال إن هذه الضحية سوري وليس من مكان آخر على سبيل المثال.. فإن صورا نشرت في بداية الأزمة كانت قد التقطت في العراق واليمن.. هذا أولا. ثانيا.. الولايات المتحدة على وجه الخصوص والغرب عموما ليسوا في موقع يؤهلهم للحديث عن حقوق الإنسان.. إنهم مسؤولون عن معظم عمليات القتل الجارية في المنطقة.. وخصوصا الولايات المتحدة بعد احتلالها للعراق.. والمملكة المتحدة بعد غزو ليبيا.. والوضع في اليمن.. وما حدث في مصر من خلال دعم الإخوان المسلمين.. والإرهاب في تونس.. الولايات المتحدة تسببت في جميع هذه المشاكل وكانت أول من داس على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.. وليس نحن.‏

مداخلة.. قد يكون هذا صحيحا أو غير صحيح.. لكنها قضايا منفصلة ولا تحل حكومتكم من المسؤولية.‏

الرئيس الأسد: لا.. لا.. إن الولايات المتحدة تتهم وعلينا الرد على ذلك.. أنا لا أقول إنه إذا كان هناك أي انتهاكات لحقوق الإنسان فإن الحكومة ليست مسؤولة عن ذلك.. هذه قضية أخرى.. الجزء الثاني من السؤال يتعلق بالاتهامات والتي لا تزال مجرد اتهامات.. إذا أردت مني جوابا.. فعلي أن أجيب على شيء ملموس ومثبت وتم التحقق منه.‏

الصحفي: هل أنت مستعد على سبيل المثال لأن تنفي بشكل قاطع حدوث تعذيب وسوء معاملة للسجناء في سورية؟‏

الرئيس الأسد: في حال وجود طريقة منصفة وغير منحازة للتحقق من جميع هذه الادعاءات.. طبعا نحن مستعدون فذلك في مصلحتنا.‏

الصحفي: ما الأثر الذي سيحدثه التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي على سورية؟‏

الرئيس الأسد: لا شيء.. لأن الأزمة السورية لم تكن أبدا جزءا من المفاوضات.. وقد رفضت إيران جعلها جزءا من المفاوضات.. وهي على حق.. لأن لا علاقة بين الأمرين.‏

مداخلة.. لكن على سبيل المثال أعتقد أن كثيرين في الولايات المتحدة يتوقعون أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة فإن ذلك سيجعل التعاون بين البلدين أكثر سهولة.. ولذلك فإن البعض يتساءل حول ما إذا كانت إيران ستقلص دعمها لسورية إرضاءً للحكومة الأمريكية.‏

الرئيس الأسد: ليس لدينا أي معلومات مؤكدة حول شيء من هذا القبيل.. ولهذا لا أستطيع مناقشة أمر لا أمتلك معلومات عنه.‏

الشعب السوري رفض الإرهابيين‏

وأظهر دعماً متزايداً لحكومته وجيشه‏

الصحفي: ما تقييمكم للوضع الراهن للحرب؟ هل تعتقد أن الحرب تسير بشكل جيد من منظور الحكومة لقد أشار بعض المحللين المستقلين إلى أن الحكومة تسيطر حالياً على 45 الى 50 بالمئة من الأراضي السورية؟‏

الرئيس الأسد: أولا.. إذا أردت أن تصف ما يحدث فهو ليس حربا بين بلدين أو بين جيشين حيث يتقدم طرف ويخسر الطرف الآخر بعض الأراضي ويريد استردادها.. الأمر ليس على هذا النحو. نحن نتحدث عن مجموعات مسلحة تتسلل إلى مناطق مأهولة بالمدنيين وبالتالي هناك إرهابيون سوريون يدعمون إرهابيين أجانب ويساعدونهم على الاختباء بين المدنيين ومن ثم يشنون ما يوصف بحرب العصابات.. هذا هو شكل هذه الحرب.. وبالتالي لا تستطيع أن تنظر إليها من منظور الأرض. ثانيا.. في كل حالة أراد الجيش السوري الدخول إلى منطقة معينة نجح في ذلك.. لكن لا يمكن للجيش العربي السوري أن يتواجد في كل كيلومتر من الأراضي السورية.. هذا مستحيل.. حققنا بعض التقدم خلال السنتين الماضيتين.. لكن إذا سألتني عما إذا كانت الحرب تسير على نحو جيد.. أقول إن كل الحروب سيئة لأنها تنطوي على خسائر وعلى دمار.. السؤال الرئيسي هو ما العامل الذي كسبناه في هذه الحرب.. ما كسبناه هو أن الشعب السوري رفض الإرهابيين وأظهر دعما متزايدا لحكومته وجيشه.‏

ولذلك تمكنا من تحقيق تقدم.. بالتالي وقبل التحدث عن المكاسب على الأرض.. ينبغي أن تسأل إلى أي حد يمكنك كسب عقول وقلوب ودعم السوريين في هذه الحرب.. هنا أستطيع القول إننا كسبنا.. ما تبقى هو مسائل لوجستية وتقنية وهذه مسألة وقت.. إذا.. الحرب تسير في اتجاه إيجابي.. إلا أن ذلك لا يعني أننا لا نخسر على المستوى الوطني.. لأننا نخسر أرواحا ونخسر بنيتنا التحتية.. كما أن للحرب آثارا اجتماعية سيئة للغاية.‏

الصحفي: هل تعتقد أنكم في النهاية ستهزمون الجماعات المسلحة عسكريا؟‏

الرئيس الأسد: إذا توقف الدعم الخارجي والإمداد وتجنيد المزيد من الإرهابيين الجدد في سورية لن تكون هناك مشكلة في هزيمتهم.. حتى في الوقت الراهن.. ليست لدينا مشكلة من الناحية العسكرية.. لكن المشكلة أنه لا تزال هناك عمليات إمداد مستمرة بشكل أساسي من تركيا.‏

الصحفي: يبدو أن تركيا هي الجار الذي يقلقكم أكثر من غيره.‏

الرئيس الأسد: تماماً.. من الناحية اللوجستية.. وأيضا من خلال التمويل السعودي والقطري الذي يمر عبر تركيا.‏

أردوغان مسؤول شخصياً عن دعم الإرهابيين في سورية‏

الصحفي: هل تحملون المسؤولية لأردوغان شخصيا.. وهو الشخص الذي كانت لكم علاقة طيبة معه في وقت من الأوقات.‏

الرئيس الأسد: بالتأكيد.. لأنه يعتنق إيديولوجيا الإخوان المسلمين التي هي أساس القاعدة.. ولأنها كانت أول منظمة إسلامية تروج للإسلام السياسي العنيف في مطلع القرن العشرين.. إنه يؤمن بقوة بهذه القيم.. وهو متعصب جدا.. ولهذا السبب فهو يستمر بدعم /داعش/ وبالتالي فهو مسؤول شخصيا عما حدث.‏

الصحفي: هل ترى أي شركاء آخرين محتملين في المنطقة على سبيل المثال المشير السيسي في مصر.‏

الرئيس الأسد: لن أتحدث عنه كشخص.. لكن بما أن مصر والجيش المصري والحكومة المصرية في حرب مع نفس الإرهابيين.. كما هو الحال في العراق أيضا.. يمكننا أن نعتبر هذه البلدان مؤهلة للتعاون في محاربة نفس العدو.‏

الصحفي: هل تستطيع أن تتخيل سيناريو تعود سورية بموجبه إلى ما قبل الوضع الراهن.. أي البلد الذي كان موجودا قبل بدء القتال قبل حوالي أربع سنوات؟‏

الرئيس الأسد: بأي معنى‏

الصحفي: بمعنى أن تعود سورية موحدة مرة أخرى.. وغير مقسمة.. وتسيطر على حدودها.. وتبدأ بإعادة بناء نفسها.. ويعمها السلام.. وتكون بلدا علمانيا على وجه الإجمال.‏

الرئيس الأسد: في الواقع.. إذا نظرت إلى الخارطة العسكرية الآن.. ترى أن الجيش السوري موجود في كل زاوية.. لا أعني أنه موجود في كل مكان.. بل إنه موجود في الشمال والجنوب والشرق والغرب وما بين هذه الزوايا.‏

لو لم نكن نؤمن كحكومة بسورية موحدة وبأنها يمكن أن تعود إلى وضعها السابق لما كنا أرسلنا الجيش إلى كل تلك الجهات.. ولو لم نكن مؤمنين بذلك كشعب لكنت رأيت سورية مقسمة وشعبها منقسما إلى غيتوهات منعزلة على أساس عرقي أو طائفي أو ديني.. وطالما لم نصل إلى ذلك الوضع والناس يعيشون مع بعضهم بعضا والجيش موجود في كل مكان.. مع العلم أن الجيش يتكون من جميع ألوان الطيف السوري وجميع مكونات النسيج الاجتماعي السوري.. طالما كل ما سبق موجود في سورية فذلك يعني أننا جميعا نؤمن بأنه ينبغي أن تعود سورية إلى ما كانت عليه.. وأنه ليس لدينا أي خيار آخر.. ولأنها إذا لم تعد إلى ما كانت عليه فإن ذلك سيؤثر في جميع البلدان المحيطة.. إنه نسيج واحد.. وسيكون لما يحدث في سورية أثر الدومينو من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي.‏

الصحفي: لو أتيح لك إيصال رسالة للرئيس أوباما اليوم.. ما فحوى تلك الرسالة؟‏

الرئيس الأسد: أعتقد أن الأمر الطبيعي هو أن تطلب من أي مسؤول في العالم أن يعمل لمصلحة شعبه.. والسؤال الذي يمكن أن أطرحه على أي مواطن أميركي.. ما الذي تكسبه كأمريكي من دعم الإرهابيين في بلادنا ومنطقتنا؟ ما الذي كسبته من دعم الإخوان المسلمين قبل بضع سنوات في مصر وبلدان أخرى؟ ما الذي كسبته من دعم شخص كأردوغان؟ الأمر الثاني.. لقد سألني أحد المسؤولين في بلادكم قبل حوالي سبع سنوات في نهاية اجتماع عقدناه في سورية..‏

كيف تعتقد أنه يمكننا حل المشكلة في أفغانستان.. قلت له: ينبغي أن تكون قادرا على التعامل مع مسؤولين ليسوا دمى ويمكن أن يقولوا لك.. /لا/.. بالتالي.. فإن بحث الولايات المتحدة عن مسؤولين دمى ودول زبائنية ليست هي الطريقة المثلى للمحافظة على مصالح بلادكم.. أنتم أكبر قوة في العالم اليوم.. لديكم الكثير من الأشياء التي يمكن أن تنشروها حول العالم.. المعرفة والابتكار وتكنولوجيا المعلومات بآثارها الإيجابية.. كيف يمكن أن تكونوا الأفضل في تلك المجالات والأسوأ في المجال السياسي ثمة تناقض هنا.. وهذا ما أعتقد أن على الشعب الأمريكي تحليله ومعرفة أسبابه.. لماذا تفشلون في كل حرب.‏

يمكنكم أن تبدؤوا حربا وأن تخلقوا مشكلات.. لكنكم لا تستطيعون حل أي مشكلة.. مضى عشرون عاما على بداية عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل ولا تستطيعون تحقيق شيء.. رغم أنكم بلد عظيم.‏

الصحفي: لكن في السياق السوري.. ما شكل تلك السياسة الأمريكية الأفضل التي تتطلعون إليها؟‏

الرئيس الأسد: المحافظة على الاستقرار في الشرق الأوسط.. وسورية هي قلب الشرق الأوسط.. الجميع يعرف ذلك.. إذا مرض الشرق الأوسط فسيتزعزع استقرار العالم بأسره.. في عام 1991 عندما بدأنا عملية السلام كان لدينا الكثير من الأمل.. الآن وبعد عشرين عاما لم تعد الأشياء إلى نقطة الصفر بل إلى ما دون الصفر بكثير.. إذا فالمطلوب هو المساعدة في تحقيق السلام في المنطقة ومحاربة الإرهاب ودعم العلمانية ومساعدة هذه المنطقة اقتصاديا والمساعدة في رفع مستوى العقول والمجتمع كما تفعلون في بلادكم.. هذه هي رسالة الولايات المتحدة المفترضة.. وليس شن الحروب.. إن شن الحروب لا يجعل منكم قوة عظمى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية