|
آدم فقد جرت العادة أن يركز الاعلام على المرأة في هذه المواضيع وأن يظهرها ضعيفة مغلوبة على أمرها أو شريرة تحيك المكائد لغيرها أو جل اهتمامها التزين واتباع أحدث موضة لكن اليوم اصبحت حصة الرجل من تلك المواضيع تضاهي حصة المرأة فهناك حلقات خاصة في التلفزة ومجلات خاصة وصفحات في الصحف والمجلات ومع ذلك يبقى تناول الرجل في تلك المواد الاعلامية مقبولا تجاه تناول أغاني الفيديو كليب له ففي تلك الكليبات الرجال يصدمون ويتوسلون ويقعون ضحايا غدر محبوباتهم حيث تقول كلمات إحدى الأغنيات: صدمتني وقالت هاي ولما راحت قالت باي. واعذروني أنني لم أعرف اسم المغني لأن الشاشة التي بثت أغنيته كانت مليئة بالأسماء والاهداءات وفي أغنية أخرى لمطرب اسمه تيمور يخاطب محبوبته (لو رحت مني أضيع أنا, يبقى انت آه لازم تعيش وأموت أنا) فأي ضياع وأي إحساس بالضعف لفقد المحبوبة. ولا يختلف الحرمان في أغنية وائل جسار: من غيرك شو بسوى أنا أتعذب والشوق ضانيني. وغيرها الكثير الكثير من الأغاني التي تحمل نفس المضمون وهو الضعف والضياع والعذاب والترجي والتوسل لفراق المحبوبة والنتيجة تنميط للرجل لا يقل عن تنميط المرأة في هذه المحطات وكما تتحول الأغنية من اطار لتربية الوجدان والذوق و الرومانسية الى اطار لبث قيم الغدر والخيانة, يتحول الرجل إلى وسيلة في هذه الكليبات ليجني اصحابها الربح كما يعتمد الرجل كموديل لفنانات محددات كالشاب الذي يرافق إليسا في معظم أغانيها. فإذا كان الرجال يقبلون باستخدام أجساد النساء وعريهن في تلك الكليبات فهل سيقبلون بتلك المحاكاة السطحية لعلاقة الحب بين الرجل والمرأة وذلك التنميط وتلك الركاكة لصورة الرجل, إنه اليوم أداة ووسيلة لصناعة منظمة لا يهمها إلا الربح أما الطريقة أو الشكل أو القيم المصاحبة لانتاجها فهي أمر بعيد عن بال اصحابها. فهل يقبل الرجل والمرأة معا بذلك التنميط والابتذال أم يتحدون للاحتجاج ورفع الدعاوى ضد هكذا صناعة? |
|