|
آدم نومها وصحوها وكل ما ينبض فيها ولم يقتنع بتسليم أسلحته أو مع تطور العصر وأدواته حاول أن يكون أكثر ليونة ومرونة في رسم تلك الأسوار فلجأ إلى هندسة أنوثتها ابتدع تصاميم الأزياء والأحذية والمجوهرات وقص الشعر والألوان فأعاد صياغة كيانها الأنثوي موحيا لها أن تلك الأنوثة هي كل ما تملكه وعليها عدم مغادرتها فجعل نساء العالم تتبع حركة مقصه وطيف ألوانه فإن أراد أرتدت وإن أراد خلعت وبات بعض مصممي الأزياء بوصلة الأنوثة على الأرض! في أزياء صيف عام 2008 قرر المصمم العالمي روبرتو كافالي أن تكون البراءة والبساطة هي العنوان وقال: أريد إظهار المرأة المثيرة لكن ببراءة, نحن نكتشف الأنوثة مجددا وندرك أنها لا تحتاج إلى إظهار الكثير من مفاتنها لتكون مثيرة ويقول: المصممون يبالغون. فيما يتعلق بماكياج المرأة فسيكون طبيعيا. وما عادت البشرة البرونزية مرغوبة بل البشرة البيضاء مع أحمر شفاه دون كحل في العينين والاكتفاء بالماسكارا أما الشعر فسيترك على حالته الطبيعية ( وكأن المرأة استيقظت من النوم للتو) وسيكون الأبيض والأسود والأزرق والبنفسجي سادة الألوان أما الإكسسوارات (فآدم لا ينسى شيئا من تفاصيل حوائه التي يريد) فسوف تكون أساور خشبية عريضة دون زخارف. ويتحدث إميليو بوتشي مصمم أحذية معروف بأن أحذية الصيف القادم مستوحاة من صحراء أميركا فيها حرارة الشمس وذات ألوان زاهية. إذاً قرر مصممو الأزياء الذين يتمتعون بسلطة مطلقة على معظم نساء العالم بأن المرأة المطلوبة للصيف القادم ستكون في تصاميم مغرية لكن بأسلوب محتشم يريدونها بوهيمية مغرية فاتنة وساحرة لكن بشكل غير مبتذل ( وللحشمة والابتذال درجات ونسب كما تعلمون). لقد تغيرت أساليب السيطرة على المرأة وما عاد من حاجة إلى المواجهة والفرض والإكراه والمصادرة طالما أن بالإمكان حشرها جيدا في جسدها وجعل الاهتمام بأنوثتها شغلها الشاغل وليذهب فكرها وعقلها إلى جحيم التسلية والترفيه! هذا نصف الصورة فقط ففي النصف الآخر هناك أدم العنيف الذي يمارس تفوقه المزعوم بالضرب والإهانة, وبين العنف والأزياء مشوار طويل يسيطر فيه الرجل... من يراقب جهود المرأة - الأنثى في تخفيف وزنها ومتابعة ألوان الموضة وقص الشعر والتعرض للشمس للحصول على بشرة قرر آدم أنها الأجمل واللهاث وراء وصفات طبيعية لعلاج البشرة وشد ما ترهل وعمليات التجميل سيدرك حجم سيطرة الرجل في الجانب الآخر من يزر العيادات النفسية ومن يحصي حالات الطلاق التعسفي والعنف الأسري وبكاء النساء سيدرك كم هو مسيطر ذلك الرجل! |
|