|
شباب حيث تتعرض فئة الشباب (15- 24سنة) للبطالة (3) مرات أكثر من فئة الراشدين ويظهر ضررها في الدول النامية أكثر من الدول المتطورة لأن الشباب يمثلون نسبة عالية من القوى العاملة, وحوالي 20 مليون شاب استسلموا وأوقفوا البحث عن العمل. يقول خوان سومافيا, المدير العام لمنظمة العمل الدولية: للخروج من الفقر... لا معجرات بل مجرد فرصة عمل لائق. وفي مجتمعنا للخروج من عنق الزجاجة... مجرد فرصة عمل ولا يهم إن كان لائقاً ومناسباً للصفة المهنية أولا إذ تعتبر البطالة عيباً وينظر إلى الشباب العاطل عن العمل نظرة دونية وتنسب بعض المؤسسات والهيئات الفئة التي تعيش تحت خط الفقر إلى هؤلاء العطالين وليسوا البطالين وتتهمهم بالكسل والفشل وهم في الواقع متعطلون وليسوا عاطلين ما دامت البطالة قسرية إذ لا يمكن أن يرفض شاب في مقتبل العمر أي فرصة عمل يصادفها بعد رحلة بحث طويلة للخروج من قهر العوز وللشعور بالصفة الاجتماعية يذهب أحد المفكرين الفرنسيين للقول: (إن حاجات الإنسان ليست فقط حاجات اقتصادية وتقنية بل هي أيضاً حاجات عاطفية وروحية). لا تعويض ولا هم يحزنون أحمد العلي (20 سنة), يقول: حصلت على الشهادة الثانوية منذ سنتين وسجلت في مكتب التشغيل وقدمت على مسابقات كثيرة, وحتى لا أبقى حبيس جدران المنزل عملت في قطاع خاص وبشروط قاسية (دوام طويل, لا تأمينات ورواتب قليلة) ورغم ذلك كنت أعمل بسعادة لأن دخلي يشعرني بالأمان والثقة بالنفس. وعندما انتهى عقد العمل, طردني صاحب العمل, لا تعويض ولا هم يحزنون. الآن أعمل مع أصدقائي بأي ورشة بناء, تمديدات صحية كهرباء ومستعد للعمل بأي مجال لأن البطالة مصدر جميع الشرور, وحتى لا أصبح عبئاً على أسرتي. مكتب التشغيل عبء.... والهيئة فخ الشاب محمد كامل, (22 سنة) استبشرنا خيراً بمكاتب التشغيل للتخفيف من أزمة البطالة ولكن هذه المكاتب كانت عبئاً إذ جميع المسجلين يحلمون بفرصة عمل في قطاع حكومي وليس قطاعاً خاصاً, حيث العمل بصمت في الركن المنسي والطرد لأتفه الأسباب, وفرصة العمل في القطاع الحكومي... هات عمراً. إضافة إلى أنه اعتبرت شهادة القيد الصادرة عن هذه المكاتب من الأوراق الثبوتية المطلوبة لأي فرصة عمل وبالنسبة لهيئة مكافحة البطالة فهي فخ حقيقي لأنه حتى ولو استطاع المستفيد من الهيئة تحقيق الشروط المطلوبة للحصول على قرض (يصعب ذلك لأن لا أحد على الأقل بالنسبة لشروط الكفيل يقبل أن يكفل متعطلاً...) لأنه سيقع في ورطة إن لم ينجح المشروع بالصورة المتوقعة وعجز عن تسديد الفوائد والأقساط, عندئذ ستكون الملاحقة القضائية له بالمرصاد. الشاب أيمن ابراهيم (25 سنة): ريثما أعثر على فرصة عمل لائق فأنا (خريج كلية الحقوق) نصحني زميلي بالعمل على بسطة وبالفعل عملت بالنصيحة وكان الربح أكثر مما توقعت ولكن لم أستطع الاستمرار بسبب مطاردة الجهات المعنية لنا وملاحقتنا بحجة أننا وجه آخر للبطالة وقطاع غير منتج. أعتقد أن سبب البطالة (للذكور) هي المرأة لأن لها الأفضلية في مجلس القطاع العام والخاص. نريد أن نعمل لنحمي أنفسنا من الفقر والملل والرذيلة. الآنسة هناء بدور: ترى أن الأمر لا يتعلق بالجنس ولا بالكفاءة أو الخبرة العملية ولا بالشهادة العلمية بل مع تفشي البطالة أصبح العمل حكراً على المقربين من الرؤساء والمديرين. وتتمنى الآنسة هناء أن تتغير النظرة إلى العاطل عن العمل لفظاً ومعنى فهو متعطل ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ما يعانيه من استغلال وتهميش اجتماعي وإحباط وقلق. القضاء على البطالة... من رهانات المستقبل لأن الرأسمال الحقيقي في أي مجتمع هو الرأسمال البشري اذا يتحتم علينا اتخاذ تدابير رقابية لتخفيف نسبة العاطلين عن العمل لأن القضاء الكامل على البطالة من أكبر التحديات يقول الباحث عبد الله عبد الدائم: علينا أن نجمع بين مطالب العصر وبين وسائل تحقيقها عن طريق تكوين متعلمين قادرين بأنفسهم على اكتساب المزيد من التعليم وقادرين بالتالي على أن يوائموا بين المعارف والتقنيات التي يمتلكونها وبين حاجيات سوق العمل المتجدد ولعل ذلك أحد المفاتيح الهامة لمعالجة مشكلة الربط بين التعلم والعمالة لمواجهة أزمة بطالة المثقفين. أخيراً رغم عدم نكراننا لقلة فرص العمل, إلا أن هناك عاملاً مهماً يساهم في بقاء الشباب بعيدين عن سوق العمل وهو المنظومة التعليمية عندنا القائمة على التلقين, وليس على تعلم مهارات للحياة كالمبادرة ومواجهة الصعاب. |
|