تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متطوعو جبل الحص...اسهام في تحقيق أهداف الألفية

شباب
الأربعاء 12/12/2007
في طريق عودتنا من بنان الشرقية إحدى قرى جبل الحص أخذ شفيق يسجل ملاحظات المجموعة على ما قدموه لأطفال القرية ونسائها خلال الأيام الثلاثة الماضية, وعند بند سماه الدروس المستفادة كتب في المرة القادمة من المفيد تخصيص النشاط اي أن يكون لطلاب الحلقة الأولى وعن أهمية التعليم مثلا.

تحت خط الفقر‏

اذا المجموعة تفكر بالاستمرار والمجموعة هي شباب وشابات من عدة جمعيات جمعهم تدريب في الصيف الفائت على ( دور الشباب في مساعدة المناطق المهمشة) اتفقوا في نهايته على تحويل ما حصلوا عليه من أفكار إلى أفعال إنهم متطوعو مكتب التنمية والعلاقات المسكونية في بطركية الروم الأرثوذكس, حملوا مع امتعتهم وهداياهم افكارهم وخبراتهم إلى تلك المنطقة التي تمتد على مساحة قدرها 157 ألف هكتار موزعة على ثلاث مناطق استقرار مطرية هي الثانية والثالثة والرابعة, يبلغ معدل هطول الأمطار 200-250 مم إضافة إلى شح المياه الجوفية ما يطبع المنطقة بالجفاف. تغطي الاحجار البركانية أغلب أراضي جبل الحص حيث إن 55% من أراضيها بحاجة إلى نوع من الاستصلاح و 27% غير صالحة للاستصلاح لانتشار الصخور فيها بنسبة كبيرة.‏

متوسط دخل الفرد في منطقة جبل الحص أقل من 50 ليرة سورية في اليوم الواحد ما يتيح لنا تصنيفها كمنطقة تحت خط الفقر ومن أفقر المناطق الموجودة في سورية, وهذا ما دفعهم للتوجه اليها.‏

ومن أبرز مؤشرات الفقر فيها:‏

يبلغ معدل نمو السكان في المنطقة 3,4% وبنية السكان بنية فتية حيث 51% من السكان دون سن ال15 سنة.‏

متوسط حجم الأسرة الواحدة 9 أشخاص, متوسط دخل الفرد في المنطقة 26,5 ليرة سورية يوميا أي نصف خط الفقر العالمي كما يبلغ معدل الأمية العام فوق سن 13 سنة 66,4% وهو أكبر من ذلك بين النساء كما يبلغ عدد المدارس 123 مدرسة ابتدائية و 23 مدرسة اعدادية ومدرستين ثانويتيين فقط وتخدم جميع هذه المدارس 156 قرية.‏

لا يوجد أي سيارة إسعاف تخدم المنطقة, وتبلغ نسبة المعاقين في المنطقة 1,5% من السكان ويعيش 46,3% من السكان في قباب طينية تتألف من قبة واحدة أو اثنتين وهي غير مجهزة بمتطلبات الحياة, ولا يوجد شبكة مياه للشرب ويتم شراء المياه بالصهاريج وتخزن بخزانات أرضية شبه مكشوفة ما يعرضها للتلوث.‏

المتطوعون في بنان الشرقية‏

يحاول لوسيان وشاهيناز تهدئة الصغار مع اليافعين, فالغرفة تضم التلاميذ ما بين الرابع والحادي عشر ليلعبا معهم لعبة حول الغذاء الصحي والنظافة ثم يوزعا عليهم الألوان ليكتب كل منهم أو منهن ماذا يريد أو تريد أن يصحبا في المستقبل, أما داليا العيسى فقد كانت غرفتها كخلية النحل لأنها تملك مهارة التواصل مع الصغار من خبرتها في العمل مع مسار, وهي لم ترجع معنا إلى دمشق بل تابعت إلى تل أبيض للعمل مع صغارها فقد أدخلت إلى صغار بنان الشرقية أثناء اللعب معهم أهمية التفكير عندما يعترض الواحد منهم لمشكلة, ثم سؤال أصدقائه لمساعدته ويقول نادر أن ما يهمنا هو الاطفال وقد رأينا البسمة على وجوههم ونحن نلاعبهم وهذا مهم أن نزرع بداخلهم التفاؤل بأن هناك آخرين يهتمون بهم ويحاولون مساعدتهم ليحاولوا هم لاحقا مساعدة أنفسهم.‏

ولا يخفي شادي محمود من جمعية تنظيم الأسرة فرع السويداء فرحته بهذه المشاركة عندما كان يوزع كتاب صحتي في غذائي من برنامج تحديث القطاع الصحي في وزارة الصحة . فيقول شاركت بدورة صيدنايا حول التعامل مع الشباب ذوي الفرص القليلة, كيف نتعامل مع شباب المناطق المهمشة, كيف نساعدهم على تلبية احتياجاتهم من خلال انشاء المشاريع بالاعتماد على أهداف الألفية التي حددها صندوق الأمم المتحدة الإنمائي ومنها الحد من الفقر والاهتمام بالتعليم والصحة وكان مشروعنا هذا تطبيقا عمليا فتعاملنا مع الصغار والنساء والرجال والاطفال وهذه خطوة مهمة, لم تمل أروى أو سلمى أو هشام وشادي من ضجة الصغار ووزعوا عليهم الكتب والهدايا.‏

مدير المدرسة‏

حسين ابراهيم الحمادي يقول إن التطوع هذا جديد عندنا, نحن تركنا بيوتنا في يوم العطلة والمتطوعون أتوا من دمشق لنزرع في داخل الاطفال مساعدة الآخرين ولتعويد الاطفال على العمل الإنساني والاستفادة من أفكار الآخرين وأتمنى أن يتكرر هذا العمل مع الأمهات, إنهم بحاجة إلى توعية, صحيح أن الفقر هو العنوان الأساسي لكل مشكلاتنا لكن لا غنى عن التوعية.‏

ففي مدرستنا هذه حتى اليوم يوجد متسربون لم يعودوا من العمل الموسمي مع أهاليهم ونحن نحتاج للمزيد من اهتمام الحكومة فمثلا نحتاج لتسهيل القبول الجامعي فنحن لسنا كالمدن وكل سنة أو سنتين حتى يتخرج من عندنا طبيب من 156 قرية واعطيك مثالا عن طالب من خربة المعاصير يدرس الطب في جامعة حلب ويعجز عن دفع مصاريفه.‏

نحتاج لهذا التعاون‏

ويقول الدكتور بدر غزال رئيس دائرة الصحة في تربية حلب: إن هذه المنطقة تحتاج لعمل الجميع ولأن التطوع بدافع ذاتي فإن نتائجه أفضل وكذلك تقول المهندسة نشوى عبد الكريم من مشروع تنمية المرأة الريفية في الجبل: إن إقبال الأولاد هذا ودخول شركة ميلو وتقديمها الهدايا للأطفال ولقاء المتطوعين مع النساء والاستماع إلى احتياجاتهم, كل هذا يشكل خطوات لتحقيق التكامل في العمل للنهوض بهذه المنطقة التي تحتاج للكثير من العمل.‏

التطوع مع السيدات‏

رغم أن العمل مع السيدات بدأ قبل سنوات وذلك بالتعاون ما بين الحكومة السورية وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي إلا أن سيدات المنطقة مازلن يحتجن الكثير فقد طالبت السيدات منسق التطوع ملحم منصور بالكثير من احتياجاتهن كدورات محو الأمية ومعمل للخياطة ودورات تعليمية, ولعل أهم طلب سيارة صحية متنقلة خاصة لحالات الولادة.‏

أخيرا ..إن ايام التطوع تلك التي تمت بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والسفارة الهولندية ومديرية تربية حلب ستكون مثمرة أكثر اذا استمرت كما حماس المتطوعين الذين أبدوا استعدادهم للعودة ثانية وثالثة وإلى أي منطقة من بلدنا, انهم يساهمون في تحقيق أهداف الألفية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية