|
آراء والكتاب بحد ذاته يقع في حدود ال 120 صفحة من القطع الصغير لمؤلفه الهندي الشهير (كارانجيا) صدر مترجماً إلى اللغة العربية في دمشق في العام 1957م عن اللغة الإنكليزية ومتوجاً بمقدمة كتبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر . الكتاب بصورة عامة عبارة عن وثيقة تضمنت مقابلة أجراها المؤلف مع وزير الحرب في إسرائيل (موشي دايان) قبل عدوانها على الأمة العربية في العام 1967م. ومماورد في الكتاب قول (دايان) للمؤلف أن إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مواطنها بضربة واحدة ثم تصبح السماء ملكاً لها وبذلك تحسم الحرب. وثمة تفاصيل أخرى لخطة العدوان على العرب لم يتردد (دايان)(عن الخوض فيها وهو مطمئن إلى أن العرب لن يقيموا لها وزناً . إن مادفعني اليوم لاستذكار هذا الحدث ماأشير منذ أيام قليلة إلى أن الكتاب المذكور صدر باللغة العربية في سنة 1957م ولكن: ( جهة النشر ومكان النشر لايوجد). وللأمانة التاريخية باعتباري كنت شاهداً على ظروف صدور طبعة العام 1957م أوضح للقارئ بأن العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956م كان سبباً في تنبه بعض المتتبعين لتداعياته إلى ضرورة معرفة كيف يفكر أعداء الأمة ل ( حسم الحرب مع العرب وتملك السماء) ! وهذا كان بالتحديد هاجس الصحفي الكبير الراحل الأستاذ »بشيركعدان) صاحب جريدة »الجمهور) الدمشقية في خمسينات القرن الماضي وبالتالي كان دافعاً لترجمة الكتاب ونشره في العام 1957م . والعجيب في الأمر أن الكتاب رغم أهمية ما احتواه من معلومات تعد وصفاً دقيقاً لمجريات العدوان الأسرائيلي الذي كان مبيتاَ ضد العرب في سنة 1967م فإنه لم يلق إقبالاً من القراء في سنة صدوره باللغة الإنكليزية .أي قبل العدوان بعشر سنوات كذلك كان نصيبه سنة صدوره مترجماً إلى اللغة العربية فبقيت نسخه مرمية في مستودع الجريدة الأمر الذي دعاني باعتباري كنت مديراً لإدارة الجريدة ومساهماً في تغطية نفقات طباعته كي أبحث عن وسيلة تخفف من خسارتنا فكان الحاج محمد حسين النوري صاحب » مكتبة النوري) النافذة التي فتحت أمامنا فحمّلناه - رحمه اللّه -عبء تعويضنا عما لحق بنا من خسارة بشرائه كامل نسخ الكتاب . ولم نكن نتصور أن عدوان العام 1967م سيحمل القراء على اقتناء الكتاب وماتبعه من طبعات أخرى في بيروت بينها طبعة العام 1958م التي ترجمها الأستاذ مروان الجابري وكان في كل مرة يختفي من الأسواق كأن يداً خفية تلتقط نسخه وذلك في سياق خطة مبرمجة تهدف إلى تغييب النوايا الصهيونية المبيتة عن أنظار القراء العرب . وفي مناسبة الإشارة إلى هذه الواقعة فقد ذكر » كارانجيا) أنه سأل وزيرالحرب الإسرائيلي خلال الحديث كيف يغامر بالكشف عن خطة ينبغي أن تبقى خفية من حيث المبدأ فأجابه بالحرف : لاعليك العرب لايقرؤون ! ولهذا السبب سرت في بعض الأوساط العربية ذات مرة » دعابة) ولكنها جارحة مفادها أن العرب حتى إذا قرؤوا فإنهم لايفهمون! طبعاً المعادلة اختلفت تماماً في أيامنا هذه وخصوصاً بعد تعرض منطقتنا لشتى أنواع الخطر فأصبحنا نقرأ ونفهم ولكن يبقى علينا الأهم وهوأن نتحرك وأن نتحرك بوعي لندرك مايخطط لمستقبل منطقتنا صهيونياً بغية امتلاك الأرض والسماء على السواء DR-louka@maktoob.com ">. DR-louka@maktoob.com |
|