|
شؤون ثقا فية تبارى فيه الشعراء والنقاد والدارسون, وكانت حصيلة ذلك دراسات وقصائد خالدة أبد الدهر..ولا نظهر أن شاعراً على مرّ الأجيال نال الخطوة التي نالها المعري, فقد نظمت في عبقريته مئات القصائد, ووضعت مئات الكتب وآلاف الدراسات التي اهتمت بأدبه وتراثه..ولا ننسى موقف طه حسين المؤيد لمذهب أبي العلاء المعري, أقصد المذهب الفني, وحقده-طه حسين-على المتنبي..على كل حال وبمناسبة انعقاد مهرجان أبي العلاء نقتطف أبياتاً من رائعة بدوي الجبل وقد قالها في المهرجان السابق الذكر..جاءت القصيدة في الديوان تحت عنوان: إيه حكيم الدهر. الدهر ملك العبقرية وحدها لا ملك جبّار ولا سفاح والكون في أسراره وكنوزه للفكر لا لوغى ولا لسلاح لا تصلح الدنيا ويصلح أمرها إلا بفكر كالشعاع صراح أعمى تلفتت العصور فما رأت عند الشموس كنوره اللماح من راح يحمل في جوانحه الضحى هانت عليه أشعة المصباح أمصور الدنيا جحيماً فائداً يرمي العصور بجمره اللفاح صون عليك ففي النفوس بقية من رحمة ومروءة وسماح ايه رهين المحبسين ألم يئن إطلاق مأسور وفك سراح أتضيق بالانثى وحبك لم يضق بالوحش بين سباسب وبطاح يا ظالم التفاح في وجناتها لو ذقت بعض شمائل التفاح عطر أحب من المنى وغلاله بدع فمن وهج ومن أفراح هي صورة لله جلّ جلاله عزت نظائرها على الألواح ما أجوع الحكيم وهمه وسع الحياة لصبوة ومراح ولمن تدلله وتسكر روحه عند الهجير بظلها النفاح أيهٍ حكيم الدهر أي مليحة ضنت عليك بعطرها الفواح اسكنتها القلب الرحيم فرابها ما فيه من شكوى ورجع نواح جرحت إباءك والحياة فأقفلا باب المنى ورميت بالمفتاح لو أنصفت لسقتك خمرة ريقها مسكر العقول وفتنة الأرواح إن التي حرمتك نعمة حبها وأبيك عاركوا عب وملاحِ لو كان في يدي الزمان وسره وأعنّه الإمساء والاصباح لنزعت فتنتها وسحر جفونها ومحوت نور جبينها الوضاح ونثرت جوهر ثغرها من عقده فصحاحه العطرات غير صحاح.. ولابد من الاشارة الى أن المهرجان ذلك العام شهد حضور د.طه حسين , وكان الجواهري يريد انتزاع اعتراف منه بأنه أمير للشعراء ولكن ماتمكن منه الجواهري هو فقط انتزاع وعد مقدمة ديوانه لكن هذا لم يحدث وكانت القطيعة بين الاثنين. |
|