تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كاتب كبير

أبجد هوز
الأربعاء 12/12/2007
خطيب بدلة

حضر كاتب كبير (من الحجم العائلي!) إلى محافظتنا الخضراء ليحيي أمسية أدبية ضمن اختصاصه (أدب الأطفال),هذا مع أن جمهور المركز الثقافي في محافظتنا

أقرب ما يكون من الناحية العمرية إلى الشعب الإنكليزي العجوز, فأنا, على سبيل المثال, ابن ال 55 سنة, كنت أبدو بينهم وكأنني ولد جيء به إلى هنا لكي يحوس على أعمامه المحترمين, ويعتني بصحتهم! وهذه لا أقولها على سبيل الممازحة والتنكيت, فخلال الأمسية دخل أحدهم ونسي باب القاعة موارباً وإذا بواحد من الجمهور يقول لي:‏

- زكاة عافيتك يا ابني يا خطيب سكر لنا هالباب!‏

ثم قال للجالس بجواره بصوت مرتفع, باعتبار أن كليهما ثقيلا السمع:‏

- الله وكيلك البرد في هاليوم يقص المسمار!‏

وفي مرة أخرى تشردق أحد الموجودين, ولولا أنني أسعفته بكأس ماء ودححته بالبوكس على ظهره لكان المركز الثقافي بإدلب خسر واحداً من أكثر المداومين على حضور أمسياته!‏

بعد الأمسية دخلنا لنشرب (لاحظوا أنني لم استخدم كلمة: احتسي)كأساً من الشاي في مكتب المدير, وإذا بكاتب الأطفال الكبير يفاجئنا بأنه يريد أن يسمع رأينا فيما ألقى من أشعار.‏

وبما أن قصائده كانت سيئة فقد شرعنا نتهرب من مناقشته بقولنا إن أدب الأطفال صعب, وإن التنظير فيه أصعب, وختمنا أجوبتنا بجملة واحدة هي التالية:‏

- على كل حال الله يعطيك العافية!‏

المفاجأة الكبرى ضمن تلك الأمسية هي أن صاحبنا شرع يقارن نفسه إبداعياً مع الشاعر سليمان العيسى! ولكي يزيد في طيننا بلة, وفي طنبورنا نغماً, قال إن في شعر سليمان العيسى ضعفاً واضحاً للعيان وهو أن أشعاره تكاد تخلو من القيم الأخلاقية, أما هو, الشاعر ذو الحجم العائلي, فتكاد لا تخلو قصيدة من قصائده من عشر أمثولات أخلاقية.‏

حصل لغط وجدال إثر طرحه هذه الفكرة, وأنا بدوري قررت أن أنفد بجلدي, ولكنني لم أتمالك نفسي, فقلت له قبل أن أغادر:‏

- برأيي أن سبب أهمية شعر سليمان العيسى الموجه إلى الأطفال هو نفسه سبب ضعف شعرك!‏

merdas@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية