|
دمشق
جاء ذلك لدى استقبال سيادته السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي والوفد المرافق له بحضور وليد المعلم وزير الخارجية ونائبه الدكتور فيصل مقداد. وقد عبر السيد زيباري عن اهمية هذا الدعم وامتنان العراق للجهود التي بذلتها سورية في استضافتها المهجرين العراقيين, ووضع السيد الرئيس في صورة تطورات الاوضاع الامنية في العراق منوها الى حرص سورية الشديد على أمن واستقرار العراق والانعكاسات الايجابية التي بذلت وتبذل على هذا الصعيد. وتشكل زيارة الوزير العراقي (وهي الثانية وقد تأخرت سنوات عن سابقتها) وتصريحاته حلقة جديدة في مسلسل العلاقات بين البلدين, حيث أدى الفهم الصحيح للمواقف السورية الى وضوح الرؤية للكثير من السياسيين والمسؤولين في العراق وخارج العراق وفي الولايات المتحدة نفسها ولا سيما من ناحية الامكانات التي أظهرتها السياسة السورية في استقرار اوضاع المنطقة بشكل عام. ويشير المناخ السياسي الدولي والاقليمي الى استقطاب دمشق للتواصل بغرض الافادة من الدور الذي يمكن ان تلعبه . وإذا كانت تصريحات مسؤولين عراقيين عديدين في مناسبات مختلفة قد أكدت ايجابية وأهمية الموقف والدور السوريين فإن رؤية الوزير زيباري ومن قبله مسؤولين امريكيين وعالميين يمكن ان تضيف خطوة في طريق يصل من خلاله العراق الى الإفادة الكاملة من الموقع السوري في المنطقة الذي تتقاطع فيه سياسات دول عدة ( تركيا,ايران ,الاردن) كذلك بالافادة من أهمية ما تقدمه الجغرافيا والثقة من دور اقتصادي لسورية في العراق. بعد (انابوليس) الذي نجح في شيء واحد هو تقديره لاهمية الحضور السياسي السوري, من المتوقع ان يزيد الاستقطاب السوري للحركة السياسية في المنطقة. هذا وقد استقبل الوزير وليد المعلم الوزير زيباري بحضور كبار موظفي الخارجية السورية. وفي تصريح للتلفزيون العربي السوري الليلة الماضية قال زيباري ان لسورية دورا مهما ومؤثرا سياسيا وامنيا في المنطقة بسبب العلاقة الجغرافية والتاريخية العميقة. واكد زيباري ان لسورية دورا مهما ايضا في مساعدة الحكومة العراقية ودعم جهودها في توفير الامن والاستقرار وقد اتخذت سلسلة من الاجراءات المؤثرة والفعالة في هذا الشأن. ووصف وزير الخارجية العراقي المحادثات التي اجراها مع الجانب السوري بأنها كانت صادقة وحقيقية في التعامل البناء والايجابي وفرصة لابد من البناء عليها وتعزيزها والاستفادة من كل مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والنفطي بين البلدين. واشار زيباري الى ان العراق سوف يقوم بافتتاح قنصلية له في مدينة حلب لدعم هذا التوجه. العلاقات السورية العراقية نحو آفاق جديدة وتشهد العلاقات السورية العراقية نموا مضطردا يستند الى رغبة مشتركة بين البلدين في زيادة افاق التعاون بينهما. وتطورت علاقات البلدين الشقيقين في شتى المجالات السياسية والامنية والتجارية والطاقة والنقل والزراعة والمياه من خلال زيارات الرئيس العراقي ورئيس الوزراء والعديد من المسؤولين العراقيين الى سورية. ووقع البلدان مؤخرا ست مذكرات تفاهم اقتصادية ومالية منها اتفاقيتان الاولى في مجال الازدواج والتهرب الضريبي والثانية حول التعاون الاداري الجمركي وتضمنت مذكرات التفاهم تسهيلات مصرفية بين المصرفين التجاري السوري والرافدين العراقي وتأسيس مصرف سوري عراقي مشترك بالاضافة الى ضرورة تفعيل اتفاقية التعاون المشترك في صناعة النفط والغاز واتفاقية خط انابيب لنقل النفط الخام واتفاقية المبادىء لربط شبكات الغاز بين البلدين اضافة لانضمام العراق الى اتفاقية خط الغاز العربي. وتأتي زيارة هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الى سورية في سياق تتابع زيارات المسؤولين العراقيين لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تمت بين الجانبين للارتقاء بمستوى هذه العلاقات والتي اكد خلالها زيباري على الجهود التي تبذلها سورية في استضافة اللاجئين العراقيين وما تقوم به من اجراءات مكثفة لتحقيق المصالحة الوطنية الجارية في هذا البلد الشقيق وعملية بناء مؤسساته على اسس وطنية. وساندت سورية على الدوام كل ما من شأنه تهيئة الارضية المناسبة للمصالحة بين مختلف مكونات الشعب العراقي بما يرسخ وحدة العراق واستقلاله. وتؤكد الزيارات المتوالية للمسؤولين العراقيين الى دمشق اهمية التعاون السوري العراقي المتنامي في شتى المجالات وهذا ما تعكسه تصريحات المسؤولين العراقيين حول جهود سورية ودول جوار العراق في مساعدته على تحقيق الامن والاستقرار. وعملت سورية في اطار دول الجوار على محاور اساسية ترتبط بتحقيق المصالحة الوطنية كثمرة للعملية السياسية ورفض اي محاولات لتقسيم العراق والحفاظ على وحدته ارضا وشعبا. وفي هذا الاطار اتت المواقف السورية التركية المشتركة خلال زيارة الرئيس بشار الأسد الاخيرة الى تركيا واعطاء الشأن العراقي بكل ابعاده الحيز الاكبر في المحادثات. وتشير تصريحات المسؤولين الامريكيين الى اعترافهم بالاجراءات التي تقوم بها سورية اتجاه امن العراق ودورها في الحفاظ على استقراره وانعكاس ذلك على العلاقات السورية العراقية. وتثبت الوقائع ضرورة ادراك القوى المؤثرة تشابك ملفات المنطقة واهمية معالجتها برؤية شاملة وهذا ما تؤكد عليه سورية باستمرار من خلال سياستها الهادفة الى توفير متطلبات امن المنطقة واستقرارها. ان المرحلة المقبلة تفتح افاقا واسعة باتجاه تنامي العلاقات بين سورية والعراق وخصوصا في المجال الاقتصادي بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. |
|