|
مجتمع كما يحلو للطلاب تسميته والذي لم يكن يراه أحد طوال العام، يأتي ومعه كل ألوان الضغوط النفسية، ويلقي بها على كاهل الآباء والأبناء، ويرفع الجميع شعار الطوارىء. وإذا كانت الأسر في سورية تكابد آلام فترة عصيبة كل عام جراء موسم الامتحانات (الشهادتين) الذي بدأ يطرق الأبواب بشدة باقترابه.. وبدأ العد التنازلي لأيامه فمازالت معظم الأسر تصر على مفاهيم خاطئة اعتادت على ممارستها وتطبيقها على أبنائها، لذلك فإن غالبية البيوت اعتادت خلال هذه الأيام من كل عام أن تشد الرحال إلى عالم الامتحانات... فترفع درجة الاستعداد ظناً واعتقاداً أن هذه الفترة طوق نجاة للأبناء، لذلك يخيم مناخ التوتر النفسي والعصبي على المنازل ولاصوت يعلو فوق صوت الامتحانات ليجد الأبناء أنفسهم محاصرين بين ضغوط أسرية قاسية وشبح مخيف يغلف قاعات الامتحان.. ولأن الأسرة اختصرت أو اختزلت العام الدراسي في أيام قليلة هي فترة الامتحان أوربما نست أو تناست أن الامتحان محصلة للعام الدراسي، لذلك ستظهر النتيجة والتي مفادها: اكتواء أفراد الأسرة بنار الضغوط العصبية ونظراً لشيوع المفاهيم الخاطئة عن فترة الامتحانات والتي تطيح بأحلام التفوق لدى الأبناء وتجعلهم عرضة للفشل. فإن الامتحان الآمن، لايحققه مناخ متوتر يحيط به الخوف من كل جانب. الامتحان الآمن يصبح واقعاً، إذا غرست الأسرة في نفوس الأبناء مشاعر الأمل وأزاحت عن كاهلهم شعار الضغوط من داخل البيوت بإرادة واعية، وفكر مستنير. لذلك يؤكد المعنيون في هذا المجال على عدة نقاط أهمها: ضرورة التعايش مع فترة الامتحانات إذ لابد أن تغير الأسر من نمط تعاملها مع الامتحان والتحضير له، وعدم اعتبار هذه الفترة الوحيدة التي يجب الاهتمام بها، وإنما يجب الاهتمام بالموسم الدراسي ككل، وتوفير المناخ الملائم الذي يمكن الطالب من التحصيل الدراسي بعيداً عن التوتر العصبي. تعامل الأسرة مع الأبناء بنوع من الهدوء والسكينة فهما طوق النجاة للأبناء.. لأنهم لو شعروا أن جو الأسرة في حالة انهيار في هذا الوقت الدقيق. فإن هذه الحالة ستنعكس سلباً عليهم وتؤثر على أذهانهم وقدراتهم على التحصيل، فتجعلهم طوال الوقت في حالة شرود ذهني نتيجة المناخ الأسري المتوتر، فالطالب في قرارة نفسه ستسيطر عليه حالة من الحزن والضجر وهو في طريقه للامتحان ومشاعر قلق بلا حدود . بعض الأسر تقع بطريق الخطأ في دوامة خطيرة أمام اعتمادها على أساليب الضغط على الأبناء، خلال فترة الامتحانات ظناً منها تدفعه إلى الأمام وتشد من أزره.. وفرض حالة الطوارىء هي التي تجبر الأبناء على الدراسة والمسألة يجب أن تكون أبسط من ذلك، إذ لابد أن نفتح باب الأمل أمامهم ونشعرهم بالاعتزاز وبالثقة بالنفس. الأسرة تلعب دوراً محورياً في استقرار الأبناء النفسي خلال هذه الفترة عبر بث عبارات تحفيزية تدفعهم إلى السيطرة على الثقة بالنفس. والبعد كل البعد عن مقارنته بآخرين لأن ذلك يحطم بداخله الرغبةفي التفوق وإثبات ذاته... وإذا كانت الأسرة جزءاً مهماً في نجاح الطالب ودفعه إلى النجاح والتفوق فإن قدرة الطالب في التعامل مع ورقة الأسئلة جزء مهم... ومهم جداً وهذا يعود للثقة في النفس، وفي قدرته على الإجابة وتفريغ مالديه من معلومات. فالطالب إذا مافقد الثقة في النفس فإنه لن يستطيع التعامل مع ورقة الأسئلة حتى وإن كانت لديه معلومات كافية عن الإجابة. أخيراً: لقد أصبح من الأهمية بمكان أن ننظر إلى الامتحان على أنه شيء بسيط نتعامل معه ونحن على ثقة كاملة بقدراتنا العقلية حتى تهزم مشاعر الخوف الساكنة في أعماق الأسرة.. والاهتمام الزائد بفترة الامتحان ليس طوق النجاة للطالب الذي يقوده إلى التفوق ، وإنما طريقة تعامل الأسرة مع أبنائها وتوفير المناخ المناسب... وعلى جميع الأسر أن لاتختصر العام الدراسي بهذه الفترة الزمنية فهذا خطأ جسيم. |
|