تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متى نصحو ؟

فضائيات
الأربعاء 9-6-2010م
جوان جان

تتكاثر كالأرانب وتنمو كالفطر.. ربما يعكس هذا التعبير جزءاً من التوصيف الذي يمكن أن يُطلَق على الفضائيات الغنائية العربية التي أضحت أكثر من الهمِّ على القلب إلى درجة يمكن القول فيها إن فضاءنا العربي أصبح فضاء غنائياً بامتياز

دون تحمل كلمة الامتياز هنا أي معنى من معانيها.. وبطبيعة الحال فإن المتمعّن في طبيعة هذه الفضائيات لا بد وأن يدرك دون أن يبذل الكثير من الجهد أن الهدف الأول والأخير لها هو المكسب المادي المتمثّل برسائل sms التي أضحت تحتل مساحات من شاشات هذه الفضائيات وصلت في بعض الأحيان إلى الثلث وأضحى (المغنّي) فيها يحتل جزءاً يسيراً من الشاشة، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على الأهمية الضئيلة التي يحتلها الفن في هذه الأقنية بالقياس إلى ما تحتله التجارة التي لا نناقش في مشروعيتها بقدر ما يمكن أن نناقش في مدى حق أصحاب هذه الفضائيات في أن يشوّهوا الفن الغنائي العربي الذي كان في يوم من الأيام أكثر أنواع الفنون العربية رقياً وأضحى اليوم أكثرها ابتذالاً وإسفافاً وتشويهاً للذائقة العامة .‏

إن ما يُخشى منه هو أن تمتد أيادي هذه الفضائيات وشركات إنتاج الأغاني -التي لا همّ لها إلا مسايرة أصحاب الفضائيات في إنتاج الغث من الغناء- إلى الدراما العربية التي قطعت أشواطاً هامة في مسيرتها وأصبحت في طليعة الفنون الأكثر تأثيراً في المتلقي العربي .‏

إن المسؤولية في مكافحة هذه الفضائيات التي لا مثيل لها خارج إطار فضائنا العربي والتي تبث سمومها (الغنائية) ليل نهار تقع على عاتق الجميع من فنانين حقيقيين (أو من بقي منهم) ومسؤولين عن الإعلام إداراتٍ ومؤسسات، فما يجري من عمليات نحر ممنهجة لفن الغناء العربي أمر يستحق أكثر من وقفة مسؤولة وحاسمة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية