تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أدباء... أوكتافيو باث شاعر أغوار المكسيك

كتب
الأربعاء 9-6-2010م
تلخّص أعمال الشاعر والناقد باث، وأكثر الكتّاب كوزموبوليتية تأثره بتيارات مختلفة. من الرمزية الفرنسية، تبرز أصوات رامبو الشعرّية الملونة ومن السريالية وحركاتها في العشرينات والثلاثينات نستشف مفهوماً محدّداً للسريالية كأحد اوجه التحرّر الأدبي.

ومن تأثّره بالشعراء الرومانسيين الإنكليز والألمان يتّضح إيمانه بالقدرة التصاعدية للكلمة. ثم تحضر المكسيك من خلال سور «خوانا انييس دي لا كروث» وأيضاً بوذية الهند، رؤية للطاقة المتجدّدة للحب الجسدي والميتافيزيقي. على هامش البروز الاعلامي لاوكتافيو باث (1914-1998) بصفته شاعراً كبيراً يصحّ التنويه بمزايا اعماله وحضورها الآسر في المكتبة الادبية العالمية. أنتج باث كتابات وافرة خضعت للتمحّص والدراسة وخُصص لحبكاتها بحسب هوغو فيراني أكثر من ثلاثين كتاباً: 40 اصدارا جماعياً، 300 بحث اضافة الى أطروحات ودراسات لاتُحصى في مختلف بلدان العالم رأى باث النور في ميكسكواك أحد أحياء مدينة كبيرة اليوم، والذي كان آنذاك، اي في العقد الثاني للقرن العشرين، قرية معزولة عن صخب المدينة. انتمى الى عائلة ليبرالية ذات اصول مزدوجة، اسبانية وهندية، كان طفلاً تبع والده الذي كان محامياً ومستشار الزعيم اميليانو زاباتا الى منفاه في لوس انجليس. في 18 من العمر نشر باكورة اعماله. التحق عام 1931 بالمدرسة الوطنية التحضيرية التي شكّلت نواة انطلاقته الادبية بصفتها مكان تلاق سمح للكاتب بالتواصل تقريباً مع جميع المجموعات الثقافية وأكثر الوجوه تألقاً في تاريخ المدينة الثقافي، وقادته الى انشاء «بارندال» أولى مجلاته الأدبية التي تميزت بالطليعية. سيطبعه الى الأبد لقاؤه والشاعر الاسباني رافاييل البيرتي عام 1934 الذي شاهده يلقي قصائده على المنصة. عام 1937، يغادر المنزل العائلي ويتخلّى أيضا عن مدينته، يمكث أربعة اشهر تقريباً في الجنوب الشرقي المكسيكي حيث يُدعى إلى المشاركة في مؤتمر المثقفين المناهضين للفاشية الاسبانية. هذه الرحلة -المعمودية ستجعل باث يقف وجهاً لوجه قبالة التاريخ بأعماله الخارقة والشياطين التي تسكنه. من هذا اللقاء، سيطبعه خصوصاً جو الادانة الذي يثقل على الكاتب اندريه جيد بسبب موقفه النقدي من الستالينية والاتحاد السوفييتي وهذا ما سمح له بالاصطدام شاباً، باللاتسامح الذي قد يواجه المرء في مواقف معينة. مع عودته من رحلته، بدا خطر «الفن الإيديولوجي» واضحاً بالنسبة اليه.‏

يبلغ الكاتب عام 1959 الخامسة والأربعين ويبدّل اسلوب عيشه ويمضي السنوات العشر المقبلة بين فرنسا والهند. باث ليس بعيداً في ابحاثه الأدبية والاجتماعية، عن إشارات الأزمان الجديدة، وعن الاهتمام باللغة وبالتغييرات الجديدة للثقافة. يكتسب شعره بدءا من عام 1962 عهداً وحضوراً جديدين ويخرج خلال هذه الحقبة الى العالمية مع فوزه بجائزة دار الشعر العالمية الكبرى في بروكسل. يكتب بين عامي 1962 و1968 «المنحدر الشرقي» ويبرهن عن تغيير في شعره الذي يصبح أكثر ايروتيكية.‏

ومن أهم أعماله التي ذكرتها الأكاديمية السويدية عندما منح جائزة نوبل كتاب «متاهة العزلة» الذي صدر سنة 1961 وحاول فيه باث أن يتحرى عن شخصية الإنسان المكسيكي ويسبر أغوارها، ومن أشهر أعماله أيضاً «حرية تحت كلمة»، وفيه برزت القضايا التي سيطرت على فكره فيما بعد وهي الحب والزمن والوحدة، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأعمال المهمة مثل «فصل من العنف» و«فلامنورا».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية