|
كتب هل السلوك المتمدن يعني التعلق بسلوكيات الغرب «الحضاري»؟ أم إن علينا اعتماد معاييرنا الاجتماعية الأخلاقية السلوكية التي تزخر بها معتقداتنا وقيمنا.
وهل مجال «الاتيكيت» حديث أو طارئ على مجتمعنا؟ لكن أولاً ما تعريف الإتيكيت؟ ففي الموسوعة البريطانية هو: السلوك الذي يساعد على الانسجام والتلاؤم بين الناس بعضهم مع بعض ومع البيئة التي يعيشون بها. أيضاً لماذا الإتيكيت؟ إن أي تصرف أو سلوك قد يعطي صورة عن ذاتك جيدة أو سيئة ويحمي الفرد من أي إساءة في أي مكان، والإتيكيت هو سلوك بالدرجة الأولى والسلوك هو: تصرف «ممارسات» والتي تعني طريقة التعامل مع الآخرين والتصرف معهم وردة الفعل تجاه انفعالاتهم وتصرفاتهم، وهذه التصرفات تختلف تجاه نفس الموقف من شخص لآخر تبعاً للبيئة والشخصية والخبرات، والسلوك يصدر عن قناعات فإذا كانت قناعات الإنسان إيجابية تكون تصرفاته إيجابية، فالشخص السلبي الذي يذم دائماً يعني أن قناعاته سلبية.
الآن وكما جاء في كتاب «الإتيكيت» علم تهذيب السلوك لـ الدكتور سامر العطري لفتت نظري هذه الجمل: «راقب سلوك حياتك وتعاملك مع محيطك، فإذا كان أسلوبك يعتمد على النظرة الإيجابية للحياة وعلى التعامل مع المصاعب على أنها تحديات تزيد من قدرتك وقوتك على مواجهة الحياة لا على أنها مطبات توقفك عن التقدم، فهذا يعني أن أسلوبك في الحياة يجلب لك السعادة. هذه الملاحظة تجيب بشكل أو بآخر على التساؤل في مقدمة هذا العرض حول علاقة الإتيكيت بالصحة النفسية للفرد «اعتن بنفسك العناية اللازمة من جميع الجوانب وفي جميع المجالات فإن إهمال النفس يجلب الكآبة والتعاسة». أيضاً يشرح الكاتب د. العطري ضرورة تهذيب السلوك في العلاقات الاجتماعية التي هي من أهم مصادر السعادة. فمظلة العلاقات الاجتماعية والإنسانية تحقق لنا شعوراً بالأمن والسعادة من خلال الدعم النفسي والانفعالي (الثقة) والاهتمامات المشتركة (التواصل). فالثقة تبعث على الاطمئنان والتواصل يبعث على السعادة-المجتمعات التي تنتج السعادة هي المجتمعات التواصلية المفتوحة، فالتواصل والانفتاح هما ميزتا المجتمع الحديث، ويأتي الكتاب ليوضح أهم مصادر الشعور بالرضا في العلاقات الاجتماعية المختلفة وهي كما نعرف جميعاً -الزوج أو الزوجة، أحد الوالدين أو كلاهما، أصدقاء من الجنس نفسه، أخ أو أخت، صديق أو صديقة من الجنس الآخر، رئيس في العمل، زميل عمل، جار. قلت إننا نعرف مصادر الأمان التي نحتاجها والتي ذكرها الكاتب ولكنها معرفة تكاد تكون متجزئة لأنها تحتاج إلى تحليل وتدقيق ولنعرف أكثر لماذا وكيف يشكل هؤلاء أو بعضهم مصدر سعادة لنا؟! ورغم بديهية وحتمية التواصل مع المقربين منا إلا أن هذا لا يكفي لتحقيق التوازن إن لم تتبعه مجموعة من القواعد السلوكية التي تحفظ ديمومة وتوقد هذه العلاقات، ويشرح الكاتب كيفية الوصول إلى التواصل الأسمى ليتحقق عندها الشعور بالرضا والأمان والسعادة. منذ المقدمة.. مقدمة كتاب «الإتيكيت» يشدد الدكتور العطري على أهمية هذا الفن-العلم في صناعة الإنسان حيث وضع بعضاً من القواعد والإرشادات علها تكون أطواف نجاة وعوامل مساعدة في رحلة عمر تتطلب الصبر والاشتغال الدائم على القلب وعلى المظهر والمنجز صناعة الإنسان مقدمة لازمة لإنتاج الحضارة وتعميم قيمها ومنجزاتها، فحين نوفق في إنتاج الإنسان المتمدن يقوى يقيننا بأن هذا الإنسان سيبني جسور التواصل والتثاقف والحوار والتكافل لا بين أفراد المجتمع الواحد بل بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى. أما عندما يكون الإنسان مرتبكاً ومأزوماً فإنه يخرب المبني ويهدر المنجز. إن رجل المجتمع يشبه رجل السياسة ورجل الدبلوماسية ورجل الإعلام في حرصهم على جمع أكبر عدد من الصداقات، فالكياسة والأناقة واللباقة ترتبط بجميع شؤون حياتنا وتؤثر فيها. كيف تكسب احترام الآخرين؟ كيف تتواصل مع من تتعرف إليهم أول مرة فن الاستماع مهارة أخلاقية، لماذا نلجأ للكذب؟ أصول التعامل مع المرأة، التعب والملل وأساليب صرفهما. كيف تحب عملك وتنتمي إليه؟ الخجل والارتباك، الأسلوب الأمثل للتصرف في المطاعم، وأصول استعمال التقنيات. هذه بعض العناوين الفرعية التي ضمها الكتاب لتوضيح كثير من الأمور التي نتعامل معها بشكل يومي وأصبحت بحاجة إلى تجديد وتهذيب وترتيب. الكتاب صادر عن دار الأحباب - دمشق |
|